[سوريا] ^ عشرات القتلى في «حمص» و«ريف دمشق» ومدن تحت الحصار اعتبرت صحيفة «كريستيانس ساينس مونيتور» الأمريكية في عددها الصادر أمس، أن خطوة الأممالمتحدة بتعليق عمل مراقبيها في سوريا، هي الخطوة الأولى نحو صياغة خطة عمل دولية للتعامل مع الأزمة السورية. وتوقعت الصحيفة أن تكون مهمة رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود صعبة في نيويورك، التي سيسافر إليها السبوع المقبل لمناقشة ما يمكن أن يتخذ من إجراءات، في حين ما زالت روسيا مصرة على موقفها في الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومنع أي قرار يتخذ ضد نظامه في أروقة مجلس الأمن الدولي. وفي الأثناء، تستمر الأسلحة الروسية في التدفق إلى سوريا، حيث نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا ينقل عن مدير أكبر شركة روسية لتصدير السلاح تصريحات بتوجه دفعة جديدة من نظام الدفاع الجوي والبحري إلى سوريا قريبا. ومن الواضح أن روسيا لن تسمح لمجلس الأمن بتمرير قرار مشابه للقرار 1973 الذي اتخذ في حق ليبيا في ظل العقيد الراحل معمر القذافي، والذي أجاز لحلف الناتو توجيه ضربات جوية ضد أهداف ليبية منتقاة تحت دعوى حماية المدنيين الليبيين، إلا أن تلك الحملة تحولت بعد ذلك عن هدفها الأصلي وصارت سندا وقوة جوية ضاربة تعمل لمصلحة معارضي القذافي. وجدير بالذكر أن مساندة الناتو لمعارضي القذافي، أدت إلى صدور تصريحات روسية بوجود شعور بالخذلان لدى القيادة الروسية التي قالت إنها تعرضت للخيانة لأن الناتو استخدم القرار 1973 لدعم المعارضة الليبية المسلحة. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أن هذا الوضع سوف يترك أثره السلبي على اتخاذ قرار دولي للتدخل في سوريا التي تمزقها حرب داخلية لطالما اصطبغت بصبغة طائفية، حيث ينتمي الأسد إلى الأقلية العلوية التي تشكل عماد القيادة السياسية والعسكرية السورية، وينتمي معارضو النظام في الغالب إلى الأغلبية السنية. وترى الصحيفة أن حقيقة سقوط أكثر من 13 ألف قتيل على أيدي قوات نظام الأسد في حوالي سنة واحدة يجعل مناخ التصالح ملبدا بالغيوم، ومن شبه المستحيل جمع كلمة النظام والمعارضة. أما الأمر الآخر الذي يزيد الوضع تعقيدا، وفق الصحيفة، هو الدعم السعودي لجيش سوريا الحر الذي يفتقر إلى التنظيم المناسب، لكن الدعم السعودي رفع من قدرة هذا الجيش القتالية في الشهور الأخيرة ولا أدل على ذلك من ارتفاع أرقام القتلى في صفوف القوات النظامية التي تواجه الجيش السوري الحر. من ناحية أخرى، دعت تركيا مجلس الأمن إلى اتخاذ «إجراء جديد» يحول دون تدهور الوضع في سوريا، بعد الإعلان عن تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين في هذا البلد. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في تصريحات صحفية «مع انسحاب محتمل لبعثة المراقبين، لا بد لمجلس الأمن من أن يقيم الوضع على الفور، وأن يتخذ إجراء جديدا لتجنب تفاقم المأساة الإنسانية» في سوريا. وفي تطورات الوضع ميدانيا، وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا سقوط 29 قتيلا على الأقل أمس، بنيران قوات النظام معظمهم في ريف دمشق، وسط استمرار القصف وحملة عسكرية عنيفة يشنها الجيش النظامي في ريف دمشق وحمص، حيث يتواصل حصار ألف عائلة تعاني نقص الغذاء والدواء.