بات رئيس بلدية الجزائر الوسطى سابقا، الطيب زيتوني، المرشح الأوفر حظا لخلافة الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، احمد أويحيى، الموجود بسجن الحراش، على خلفية تورطه في قضايا تتعلق بالفساد. وبعدما أعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي، الذي كان مقررا التئامه نهاية الأسبوع الجاري قبل أن يتم تأجيله إلى موعد لاحق بسبب تفشي فيروس كورونا، ان اللجنة أغلقت قائمة المترشحين في الآجال المحددة على مرشحين اثنين فقط، وهما الأمين العام بالنيابة عز الدين ميهوبي، والسيناتور عن ولاية البليدة الياس عاشور، تحدثت مصادر عليمة بالارندي ان الطيب زيتوني قدم ملف ترشحه وتم قبوله.
ولم يكن زيتوني قد اعلن ترشحه منذ البداية، بل كان غاضبا من القيادة الحالة للحزب والموروثة عن زعيمه المسجون، بل قرر الترشح في آخر لحظة وبعد أن أغلقت الآجال التي حددتها اللجنة التحضيرية، وهي المسالة التي فتحت باب التأويلات على مصراعيه، أمام احتمال وجود توجيهات عليا بضرورة مراجعة هوية المرشح الأوفر حظا لقيادة هذا الحزب الذي يبقى حزبا داعما لخيارات السلطة.
وكان عز الدين ميهوبي المرشح الأوفر حظا لخلافة اويحيي غير أن الأمور أخذت منحنى مغاير خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تراجعت أسهم ميهوبي، الذي كان قد خاض سباق الانتخابات الرئاسية الأخيرة وخسرها لصالح الرئيس تبون. وتتحدث المصادر أن الكثير ممن دعموا ميهوبي في الرئاسيات تراجعوا عن دعم ترشحه للأمانة العامة للحزب، على الأقل حتى لا يصطدموا مع رئيس الجمهورية إذا ما أرادوا الحفاظ على علاقة حزبهم بالسلطة.
ويعتبر زيتوني من إطارات الحزب الذين خرجوا على خط الأمين العام السابق عندما كان في اعز عنفوانه، وتجرأ على مواجهته وهو ما يحسب له ليس فقط عند مناضلي الحزب، وإنما عند السلطات الحالية التي تحاول فرض لقطيعة مع رموز المرحلة السابقة، الذين لا يزال يطاردهم الشارع كل جمعة.
وقد جاء تأجيل المؤتمر الاستثنائي للحزب في الوقت المناسب، إذ من شانه أن يعطي الوقت المناسب لترتيب البيت قبل التئام المؤتمر، بما يكرس التوجهات الجديدة التي يبدو انها تسير في صالح رئيس بلدية الجزائر الوسطى الأسبق.