كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، وجود مفاوضات التي تُجريها الحكومة مع مخابر عالمية للحصول على اللقاح ضد وباء كورونا فور الشروع في إنتاجه وتسويقه. وقال بن بوزيد، أمس، لدى نُزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، إن الجزائر لها اتصالات وعلاقات بكل ما يحدث في هذا المجال عبر جميع مخابر العالم.
وشرح بن بوزيد المراحل التي يتم من خلال تصنيع اللقاح، وقال إن وصول اللقاح إلى مرحلته النهائية يتم عبر طلب شهادة التسويق، ومن بين المخابر العالمية التي بلغت هذه المرحلة مخبر "غاماليا" الروسي حيث يتم حاليا تجريب اللقاح على مئات الآلاف من المتطوعين.
إضافة إلى هذا المخبر، أكد بن بوزيد على أن هناك مخابر أخرى بلغت مراحل متقدمة في مجال اكتشاف اللقاح أغلبها من الصين وهي "سيدو فارم" المستقرين في "بكين" و"ووهان" واللذين دخلا إلى المرحلة الثالثة من إنتاج اللقاح، إضافة إلى مخبري"سينوفاك" و"كانسيلو بيولوجيك" اللذين تقدما أيضا في مجال اكتشاف اللقاح وتجريبه.
مفاوضات مع مخابر روسية وانجليزية
وكشف عبد الرحمان بن بوزيد عن تلقي وزارة الصحة اتصالا من المخبر الروسي "فايزر"، أين كان لها اجتماع مع ممثليه ومسؤوليه عبر المجلس العلمي الذي أسّسه رئيس الجمهورية وقدّموا لنا نتائج بحثهم كما لنا علاقة وطيدة بهم، كذلك جرى اتصال واجتماع آخر مع مركز جامعة جامعة "أوكسفورد" المسمى "أسترا زينيكا"، وهو مخبر إنجليزي سويدي، أين قدّم لنا ممثلوه نتائج تقدم بحوثهم في مجال توفير لقاح "كورونا".
وأوضح وزير الصحة أن توفير اللقاح أصبح مسألة وقت فقط لكون الأبحاث في هذا المجال تتقدم بشكل كبير، ليستدرك قائلا:" إلا أنه يجب الصبر لانتظار النتائج النهائية وسلامة اللقاحات".
لا وجود للإشكال المادي
وأكد عبد الرحمان بن بوزيد على جاهزية اقتناءه رُغم تكلفته، وقال إن الوزير الأول عبد العزيز جراد، أكد أمس، في اجتماع بمقر الرئاسة على عدم وجود إشكال مادي بخصوص اقتناء لقاح كورونا، موضحا بأن الوزير الأول أمره باتخاذ إجراءات سريعة في غضون هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل حتى يربط اتصالات مع السفراء في روسياوالصين والولايات المتحدة وبريطانيا حتى يتم مناقشة الإجراءات المتعلقة بتوفير واقتناء اللقاح.
ومن جهة أخرى أوضح المسؤول الأول على قطاع الصحة أنه لن يتم تجريب اللقاح على المواطنين حتى يدقق فيه من طرف خبراء معهد باستور، مضيفا بأن المعايير المحددة من أجل اقتناء اللقاح من المخابر الناجحة في اكتشافه سيتم دراستها عبر جلسات مع المجلس العلمي لتبيان فعّالية هذا اللقاح والمراحل التي مرّ بها وآثاره الجانبية على المصابين.
وفي هذا السياق، أوضح بن بوزيد بأن اللقاح عند دخوله إلى الجزائر سيكون قد جُرّب في بلد المنشأ ولا يُجرّب على مواطنينا، ولدينا عدّة معايير في هذا المجال عبر الملف العلمي المتبع من طرفنا.
وأشار إلى أن معهد "باستور" عبر خبرائه سيتسلّم اللقاح وهم من يدقّقون ويلاحظون فعاليته أولا قبل استعماله، وتبيان إن كان مرّ عبر المراحل العلمية المتبّعة وبالصيّغ العالمية المقبولة، مؤكدا بأن مواطنينا لن يتسلّموا اللقاح قبل اعتماده وتجريبه نهائيا في بلد المنشأ.
وفي سياق آخر كشف عبد الرحمان بن بوزيد بأن مجانية الاستفادة من لقاح "كورونا" ستتم دراستها لاحقا، منوّها بأن الجزائر تحمي أبناءها مادام الطب مجانيا في البلاد.
وقال بن بوزيد إن تكلفة اقتناء اللقاح ستكون كبيرة، غير أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كرّر عدة مرات بأن الجزائر في خدمة مواطنيها وحتى ولو كانت التكلفة كبيرة فستوفرها الدولة.
وأضاف أنه رغم الوضع الحالي بسبب انتشار الفيروس، إلا أن الجزائر لا تزال دولة بقيمتها وهيبتها الكبيرة، خاصة في إفريقيا، وسنتحصل على اللقاح بين الأوائل.
وبخصوص بيان الاتحاد الأوروبي الذي أصدر بيانا بخصوص قائمة الدول التي يسمح لمواطنيها بالدخول إلى أراضي الدول الأوروبية والذي استثنى الجزائر، قال الوزير إن الجانب الدبلوماسي كان له بيان أكد فيه بأن "الجزائر لا تُحقر".
وتابع بأن الجزائر رغم تسجيلها حصيلة بين 500 و 600 إصابة مؤخرا لا تقارن بتاتا بما يسجل عالميا، على غرار إسبانيا وألمانيا التي فتحت الحدود، غير أن ذلك يجعلنا نتساءل عن وجود بعض الدول في القائمة تضررت بالوباء كثيرا.