أكد المكتب الامريكي الخاص للاستخبارات "ستراتفور" ان التحولات السياسية في العالم العربي تبقى بعيدة عن وضع حد للتيار الجهادي الذي حتى وان ضعف الا انه لا زال "متواجدا". و اوضح في تحليله الذي تناول فيه الافاق المتوقعة لتنظيم القاعدة و الحركة الجهادية خلال سنة 2012 "اننا لا نشاطر راي اولئك الذين يعتقدون بان الاضطرابات في العالم العربي ستضع حدا للتيار الجهادي". وامام الضربات الموجعة التي لحقت بالقاعدة و تضييق الخناق على هذا التنظيم في اطار مكافحة الارهاب على الصعيد الدولي فان هذا المكتب المتخصص يرى بان "التجنيد سيصبح صعبا في الظروف الحالية حتى وان كان ذلك سيعجل بالافول المحتمل للتيار الجهادي الا ان الايديولوجية لن تختفي في القريب المنظور". كما يدعم ذات المصدر فكرة ان تزايد عمليات اختطاف الغربيين للحصول على الفديات و المواجهات مع قوات الامن في منطقة الساحل الصحراوي "ليست ادلة مقنعة على اتساع نشاط القاعدة في المغرب الاسلامي". في هذا الصدد يرى ان جزء كبيرا من العمليات التي يقوم بها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي سيما في جنوبالجزائر يعد "نتاجا للصراع بين زعماء ذلك التنظيم فضلا عن محاولات الحصول على أموال عبر الاختطاف و اللصوصية و ذلك من اجل البقاء ". و أضاف يقول ان "ذلك دليل ضعف و غياب الانسجام وليس قوة" تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. و تابع قوله ان عناصر القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي المتواجدين في جبال شرق الجزائر "يظلون ضعفاء و تنقصهم الفاعلية". واوضح في هذا السياق انه حتى المتفجرات المتحكم فيها عن بعد التي استعملها هذا التنظيم سنة 2011 كانت ضعيفة المفعول مشيرا الى ان التنظيم "يعاني من نقص في المتفجرات". كما اكد ذات المكتب ان "بعض الخلايا في الساحل تكون قد تلقت اسلحة استقدمت من ليبيا لكن و باستثناء بعض الالغام لم نلاحظ اي اشارات عن وجود اسلحة متطورة على غرار الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات او الصواريخ الذكية المضادة للدبابات". و اعتبر ذات المصدر ان "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اصبح ظلا" لما كان عليه مقارنة بالسنوات الفارطة. و خلص الى ان هذا التنظيم الارهابي "سيواصل عمليات الاختطاف في الساحل او الحصول على الاجانب المختطفين من قبل متمردي التوارق بمالي و النيجر و القيام من حين لاخر بهجمات محدودة الا انه لا يشكل تنظيما عسكريا موحدا يمثل تهديدا اقليميا و لا حتى عابرا للاوطان". و فيما يتعلق بليبيا ذكر المكتب الامريكي الخاص بالاستخبارات بأن الأعضاء السابقين في المجموعة الاسلامية المقاتلة الليبية قاتلوا نظام القدافي في حين أن قائد المجموعة عبد الحكيم بلحاج أصبح قائدا للمجلس العسكري لطرابلس. و أضاف أن سقوط النظام في ليبيا و التنافس الحالي من أجل السلطة بين مختلف المليشيات (البعض من هذه الميليشيات على غرار المجلس العسكري لطرابلس اسلامية) يجعل الجهاديين يستغلون هذا الوضع لصالحهم. و يرى أنه من الضروري مراقبة ليبيا لمعرفة إذا كانت العناصر الجهادية قادرة على استغلال هذا الوضع. و في تحليله حول مصر أشار إلى أن الإطاحة بحسني مبارك فتحت المجال للمصريين للمشاركة في المسار الديمقراطي. و لدى تطرقه إلى الوضع في نيجيريا يؤكد هذا التحليل أن الطائفة الدينية بوكو حرام حققت "قفزة عملية كبيرة" سنة 2011 من خلال اللجوء إلى السيارات المفخخة عوض الأسلحة الصغيرة. هذا ما يدل على أن "البعض من عناصر هذه المجموعة تلقوا تكوينا في الخارج ربما لدى القاعدة في المغرب الاسلامي أو شباب الصومال اللذين تربطهما علاقات. و لدى تطرقه إلى الارهاب في العراق و اليمن و أفغانستان و الباكستان و الهند و آسيا الوسطى و القاوقاز أشارا ستراتفور إلى أنه بالرغم من التهميش و التدهور القوي لنواة القاعدة إلا أن "ايديولوجيا الجهاد لا زالت قائمة و تستقطب انصارا جدد و لكن بعدد أقل. م.ل