عبد الله السمطي يستهل مجموعته بكتاب صلاح القرشي" تأويل البنية وجماليات السرد"

سيصدر قريبا الكتاب الأول من السلسلة النقدية للإبداع السعودي الجديد التي يعدها الناقد عبد الله السمطي ويخصصها لدراسة الأعمال الأدبية في الشعر والقصة والرواية للأجيال الأدبية الجديدة، الكتاب الأول عن الروائي صلاح القرشي ويحمل عنوان " تقاطع صلاح القرشي : تأويل البنية وجماليات السرد".
و حسب الشاعر أن اهتمامه بالأدب السعودي جاء بالنظر لما يكتنزه من مواد أدبية و امتدادها مع تعاقب الأجيال حيث قال" نظرًا لما ينطوي عليه الإبداع الأدبي السعودي من تجارب وأصوات متنوعة خاصة لدى الأجيال الأدبية الجديدة، يقول القرشي " فقد آثرتُ أن أقدمَ هذه السلسلة النقدية التي تُعنى بقراءة سمات هذا الإبداع" مضيفا " وخصصتها للإبداع السعودي الجديد الذي تنتجه هذه الأجيال، وتسعى السلسلة للكشف عما يحويه من رؤى فنية، وتجليات جمالية، بلغةٍ تشفُّ عما يكنه هذا الإبداعُ، وبرؤية نقدية تصبو إلى إيضاح قسماتِ الإبداعِ السعوديِّ في شفافية لا تُعمّي، وفي تأويلٍ لا يشطُّ بعيدًا، وفي قراءات نقدية تقرّب للقارىء العام العناصر الدلالية في هذا الإبداع والمضامين التي يحتوي عليها، والرؤى التي ينطلق منها وبها عبر قراءة تجارب الذات، وتحولات الواقع بحثا عن عالم جمالي له استشرافا ته التي تؤسسُ للمعنى وللقيمة، وتعبر عن الوجدان الجمعي في أشكال أدبية متنوعة ورحبة ودالة ومتميزة.
وتركز السلسلة النقدية للإبداع الأدبي السعودي الجديد كما يوضح السمطي على مجالين الأول حول قراءة التجارب الفردية لدى الشعراء والقاصين والروائيين والدراميين وكتاب السير الذاتية الفنية والمقالة الأدبية وبعض الكتابات النثرية التعبيرية، أما الثاني فينصب حول قراءة الظواهر الأدبية التي تحيط بهذا الإبداع وتتجلى في نتاجاته المتعددة.
ويرى السمطي في كتابه الأول من السلسلة أن النهج الروائي عند الكاتب صلاح القرشي يتسم بجملة من السمات النوعية الفارقة التي تجعله يكتب روايته بدقة، وكثافة، واختزال، وتجريد، فالقرشي كما يتجلى من أسلوبه الروائي في روايتيه:" بنت الجبل" و" تقاطع" يقلنا إلى عالم كتابي يفارق التوصيف الاستطرادي، والإطناب السردي، فهو يعمد دائما إلى الدخول إلى بؤرة الحدث إذا كان من ثمة حدث يرويه، أو إلى الشخصية مباشرة دون توصيفات مسبقة، بل يقدم مجموعة من الإشارات داخل العمل الروائي تتبدى من مواقف الشخصية نفسها، ويترك للقارئ رسم الشخصية عبر هذه الإشارات، وهذا بالضبط ما يجعل روايته تستثمر آليات التكثيف والاختزال، وتقديم جملة من اللقطات السردية المتجاورة، وكأنه يكتب قصة قصيرة، أو مجموعة من القصص القصيرة جدا التي تتساوق في سلسلة سردية متتابعة.