وقف التونسيون، أمس، وقفة واحدة " ضد الإرهاب " بمشاركة عدد من القادة الأوروبيين والعرب بعد أن نظموا مسيرة جابوا من خلالها شوارع تونس وسط تعزيزات أمنية مشددة. انطلقت المسيرة في حدود الساعة 11 من ساحة باب سعدون وسط العاصمة التونسية لتسلك شارع 20 مارس متجهة إلى متحف " باردو " الذي شهد أحداثا دامية الأسبوع الفارط. وحمل قرابة 12 ألفا تونسي رفقة عدد زعماء العالم من بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس والوزير الأول عبد المالك سلال وعدد من قادة العالم شعارات كتب عليها " تونس حرة، الإرهاب على برا "، " لا للإرهاب، يا تونسي راسك عالي دمك عزيز وغالي "، ورفع التونسيون المشاركون صورا لعدد من أعوان الأمن الذين استشهدوا خلال هجمات نفذتها المجموعات الإرهابية، كما رفعوا صورتي الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي المغتالين. ومارس تنظيم " داعش " ساعات قبيل انطلاق هذه المسيرة حربا نفسية على التونسيين، بعد أن أعلن هذا الأخير عبر منبره الإعلامي "إفريقية للإعلام" أن مندوباً عنه سيكون حاضراً في المسيرة التي احتضنتها تونس تنديداً بالإرهاب، وقال التنظيم إن مندوبه سيكون مشاركاً في المسيرة، وسيكون "سلاحه الكاميرا فقط"، وفق ما ذكره التنظيم. وقال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في كلمة ألقاها أمام قادة الدول ورؤساء الحكومات المشاركين في المسيرة الدّولية المناهضة للإرهاب في بلاده، أمس، إن "التونسي لن يخضع للإرهاب وعندما تكون تونس مستهدفة من قبل الإرهابيين فإن الجميع يقف كرجل واحد أمام هذه الظاهرة للّدفاع على أرض الوطن". وعبّر السبسي عن" شكره وتقديره وامتنانه إلى كل أحباء تونس بالخارج من رؤساء دول وحكومات سواء منهم القادمين من المغرب العربي الكبير أو من أوروبا". من جهة أخرى، غذت هذه المسيرة الصراعات الداخلية بين الطبقة السياسية في تونس حيث رفضت بعض الأحزاب المشاركة في هذه المسيرة ووقفتها ب " مسيرة النفاق " على خلفية مشاركة حركة النهضة التي تحملها مسؤولية انتشار الإرهاب في تونس والتواطؤ مع الإرهابيين وأيضا على خلفية مشاركة السفير الأمريكي كون هذا الأخير يرى أن واشنطن "تدعم الجماعات الإرهابية ماديا وسياسيا ولوجستيا في العراق وسوريا".