بدا مفعما بالحيوية والنشاط، خلال دردشة معه قبيل الإفطار بساعة، في ثاني يوم من رمضان الكريم، نقلنا محدثنا في اتصال هاتفي إلى أحد أسواق العاصمة، أين عاينا معه لهيب الأسعار، ثم دخلنا بيته ومطبخه، أين كان يجالس زوجته وهي تعدُ طعام الإفطار، وكان صريحا معنا، عندما اعترف أن لا مكان له في صفوف التراويح وقال "لا أصلي التراويح وإن شاء الله ربي يغفر لنا ويعفو علينا"، إنه الفنان محمد عجايمي. مريم والي لن ننقل لكم تلك الصورة التي بدا عليها الفنان محمد عجايمي في مسلسل البذرة " صارما " للغاية بملامح تبعث بالخوف، بل أردنا أن نصوّر لكم وجها آخر يبرز حقيقته في الواقع، فهو متواضع وهادئ ورزين ، يتميز بحب الدعابة والمرح ، ولكنه صارم في الوقت نفسه. اقتربنا منه لنسلط الضوء على حياته الخاصة بعيدا عن الكاميرا، لنعرف عجايمي رب عائلة، الأبُ والجدُّ أيضا، وما إن فتحنا معه باب الحديث لنعيش معه يوما رمضانيا، حتى راح ينقلنا على جناح السرعة إلى سوق بالعاصمة، ثم بدأ يفرش لنا قائمة الأسعار التي عرفت لهيبا مع حلول شهر الرحمة والغفران، ما أثار استغراب مضيفنا الفنان محمد عجايمي" وين راهي الأسعار لي في متناول الجميع، السردين ماكلة الزوالي ب 700 دينار.." يقول عجايمي، أذكر أنني كنت أشتري في زمن مضى " القمرون " ب 400 دينار، و" الكروفيت " ب 500 دينار، حتى الخضر والفواكه ارتفعت أسعارها ولا حديث عن اللحوم ". سألناه إن كان إرتفاع الأسعار سببا في خروجه من السوق بقفة شبه خالية، فقال عجايمي " أبدا.. أنا اشتريت حاجياتي قبل 3 أيام، ولكني دخلت السوق من أجل بعض " السقايط ".. فاكهة مثلا، أنا مرتاح ماديا والحمد لله لكن الأسعار فعلا ليست في متناول " الزوالي " المسكين ولو وجدتها يوم شرائي هكذا لقاطعتها.. مسألة مبدأ " يتابع بضحكة ويقول " أكتبي هذه يا إبنتي.. التقيت مرة بوزير الفلاحة على متن الطائرة فسألني، كيف حال الثقافة ؟ فأجبته بسؤالي، وكيف حال البطاطا ؟ "، وواصل عجايمي مزاحه " خلال تواجدي في السوق التقيت خضارا بوجه أزرق، وأصفر، سألته إن كان مريضا، فقال " لا زوجتي هي المريضة "، فرديت عليه " نقص الأسعار تبرا أنت وزوجتك " وتابع "والله ما علابالي بيهم نسبّم لي يبيعوغالي. " وإذا كان السوق وحركته الديناميكية جزء لا يتجزأ من اليوم الرمضاني لعجايمي، فإن للعبادة نصيبا عنده في شهر تضاعف فيه الحسنات، ولفناننا مصحف شريف أهداه له جدّه المرحوم، يمسك به ليتلو حزبين كلّ يوم، ، ويفضل عجايمي مؤانسة زوجته ومجالستها في المطبخ وهي تطهو، ليتلو القرآن، وأقرّ لنا بأنه يكتفي بصلاة الفرائض الخمس دون سنة قيام الليل، فكان صريحا للغاية في قوله " لا أصلي التراويح وإن شاء الله ربي يغفرلنا ويعفو علينا ". ورغم ثراء المطبخ الجزائري وتنوّع مائدته إلا أن عجايمي ليس له طبق مفضل، ويقول بكل تواضع " نعمة ربي كامل مليحة وأنا منتشرطش، زوجتي كيما تخلطها ناكلها، يدها بنينة بزاف في الطبخ والحلويات، فهي إبنة القصبة العريقة " ويضيف مازحا قبل أن يسألني إن كانت يدي كذلك " كنت نتشرط على يما الله يرحمها، وهي لي علمت زوجتي الطبخ "، ويقول عجايمي بكل فخر" من حسن حظي أني أملك ثقافتين متنوعتين، فأمي عاصمية ووالدي من أصول صحراوية.