«إنشاء رابطة وطنية و إقامة بطولة محترفة من أولوياتنا»

حبيب لعبان الرئيس الجديد للإتحادية الجزائرية لكرة اليد ل«الجمهورية» :

- أول تحدي لنا هو إنجاح مونديال الأواسط المقرر بالجزائر في أوت
- إلغاء السقوط هذا الموسم من صلاحيات الجمعية العامة و لا يمكنني اتخاذ قرارات فردية
كشف حبيب لعبان رئيس الإتحادية الجديد لكرة اليد أن التحضير لاستضافة مونديال الأواسط المزمع مطلع أوت القادم بالجزائر من أولوياته وأولى الملفات التي سيباشر بها، معتبرًا أن صورة الجزائر خارجًا أهم في الوقت الراهن من إعادة النظر في صياغة المنافسة وترتيب بيت الإتحادية. وأضاف لعبان في حوار خص به جريدة «الجمهورية» عقب انتخابه رئيسا للهيئة، أن برنامجه المسطر سيتضمن إنشاء الرابطة الوطنية المحترفة وكذا المجلس الفيدرالي ليكون بمثابة المستشار في اتخاذ القرارات، فيما أكد أن قرار إلغاء السقوط هذا الموسم سيكون من صلاحيات الجمعية العامة. أما بخصوص بطولة محترفة من 10 أندية فقد كشف رئيس «الفاب» الجديد أنه مجبر على تطبيق هذا القرار حتى يكون هناك اعتبار للبطولة الجزائرية، إضافة إلى نقاط أخرى في هذا الحوار المطول .:
- أولا نهنؤك على انتخابك رئيسا للإتحادية الجزائرية لكرة اليد، هل كنت تتوقع أن يكون الفوز بالأغلبية الساحقة على منافسك خليفي توفيق ؟
- صراحة كنت أنتظر ان أواجه منافسة شرسة من خليفي توفيق، فهو أيضًا يملك مكانة مرموقة لدى عائلة كرة اليد، وكذا يحظى باحترام واسع، ولذا دعني أشكره من منبر جريدتكم على تنافسه الشريف وعلى تحليه بالروح الرياضية وكذا الإحترافية الكبيرة التي ميزته خلال الجمعية العامة الإنتخابية، ومن جهة أخرى لا يجب أن أنسى من انتخبوني ووضعوا في شخصي الثقة، صراحة تأثرت عندما وجدت الكم الهائل من الأصوات والمساندة من اعضاء الجمعية العامة الإنتخابية، ولذا فأنا سعيد بهذه الثقة، كما لا يجب أن أنسى سعيد بوعمرة الرئيس الأسبق للإتحادية وأشكره على ما قدمه من مجهودات، فلا يجب أن نمر مرور الكرام دون ان نذكر أنه كان له الفضل في إعادة اليد الجزائرية للواجهة بعدما نال اللقب القاري بعد سنوات عجاف، فالتتويج يحسب على سعيد بوعمرة الذي يعتبر شخصية لها مكانة في الوسط الرياضي.
- الآن وأنت على رأس الإتحادية، ما هي أولوياتك ؟
- هناك عدة تحديات تنتظرني، فأنا مطالب بمباشرة دراسة ملف احتضان الجزائر للبطولة العالمية لأقل من 21 سنة التي ستجرى في شهر أوت المقبل، والجميع يدرك بأن الظروف الإقتصادية الحالية تجبرنا على إيجاد مصادر مادية بعيدًا عن الدولة، وغير ذلك فإن لجنة التفتيش التي زارت الجزائر مؤخرًا قدمت عدة تحفظات بشأن المرافق التي ستحتضن المونديال ونحن ملزمون بتداركها قبل الآوان، صحيح أن المأمورية لن تكون سهلة لكنني جد متأكد أننا سنلقى الدعم من الدولة، لأن تنظيم حدث مثل كأس العالم ليس من صلاحيات الإتحادية وحدها، وإنما هناك هيئات وصية ستكون الدعم الأول بالنسبة لنا، وندرك جيدًا أنها تعير اهتماما بالغا لمثل هذه التظاهرات لما فيها من إيجابيات على صورة الجزائر الخارجية، ولذا سنسعى جاهدين لإيجاد السبل حتى ينجح المحفل العالمي، ندرك أن الوقت ليس كاف باعتبار ان الدورة ستنطلق بعد 4 اشهر، إلا أنني متيقن بأنه في حالة ما تظافرت الجهود وتكاتفت عائلة كرة اليد هنا في الجزائر فإن التظاهرة ستعرف نجاحا ومن هنا تكون الإنطلاقة..
- تقصد لم الشمل ، أليس كذلك ؟
- نعم هذا ما أقصده، أنا من أولوياتي لم شمل عائلة كرة اليد التي أضحت تشهد خلافات ليس لها مبرر، فمن غير المعقول أن يكون هناك أكثر من رئيس على رأس الهيئة، أو يكون الجميع أعضاء المكتب التنفيذي أو الجمعية العامة، هناك من يعملون في القاعدة، حقًا هناك تضحيات كبيرة من أشخاص غير معروفين، بالإضافة إلى لاعبين سابقين لا يزالون في الميدان يؤطرون وهمهم الوحيد التكوين، ولذا عرضت خلال حملتي الإنتخابية فكرة تأسيس مجلس فيدرالي، تكون مهامه دراسة وتقييم وضع كرة اليد الجزائرية، من خلال اجتماعات تقدم فيها الإقتراحات من طرف أصحاب المهام واللاعبين السابقين بالإضافة إلى مدربين وتقنيين وإطارات متخرجة من المعاهد الرياضية في اختصاص كرة اليد، ستكون هذه النقطة من أولوياتي فهدفي قبل كل شيء لم الشمل، لأنه ضقنا ذرعًا من هذه الخلافات التي ليس لها أي مبرر.
- الجميع يعلم أن كرة اليد أضحت رهينة الخلافات لأكثر من عقدين، هل يعود ذلك إلى انفرادية الرأي من طرف المسيرين السابقين لكرة اليد حسب رأيك ؟
- الخلاف في الرأي يجب ان يكون، ولا يمكن ان تحقق نجاحات دون ان تكون هناك انتقادات شريطة أن تكون بناءة وأن يكون لها انعكاس إيجابي وليس لهدف شخصي، فالخلافات الحالية الموجودة بين عائلة كرة اليد الجزائرية هي خلافات سطحية يمكن تداركها وتجاوزها إذا حضرت الإرادة من جميع الأطراف، فالإنتقاد أو الخلاف في الرأي لا بد من وجوده، لا يمكن أن تكون دائمًا على حق، فالإنسان بطبيعته خطاء وخير الخطاءين من يراجعون حساباتهم عندما يتأكدون أن الإنتقاد جاء لغرض إيجابي، ولذا فأن أود أولا تصفية تلك الخلافات بإنشاء مجلس فيدرالي سيكون له أثر إيجابي على الميدان وأنا جد متأكد من ذلك.
- تكلمنا عن أولوياتك على رأس الإتحادية، ولكننا لم نتحدث عن نقطة هامة، وهي المنتخب الوطني الأول الذي يتواجد بدون ناخب وطني لأكثر من سنة، كأس أمم إفريقيا التي ستحتضنها أنغولا لم يتبق عليها سوى 8 أشهر، هل من أوراق جديدة أو مدرب في أجندة لعبان ؟ متى ستعينون ناخب جديد للمنتخب الوطني ؟
- صراحة من أولوياتي الآن منتخب الأواسط الذي سيكون بنسبة 90 بالمئة المنتخب الذي سيشارك في كأس أمم إفريقيا بأنغولا، أي أنه سيكون المنتخب الأول للجزائر، وعليه فلا أود أن أؤثر على تحضيرات الطاقم الفني الحالي للأواسط، سنتريث لغاية خوض المونديال القادم، وسنقف على النقائص، وإن تطلب منا الأمر تغييرا فحتما سنغير وهذا لا يعنني أننا لا نثق في إمكانيات المدرب غربي، ولكننا مجبرين على تنصيب طاقم فني موسع للمنتخب الوطني يعمل وفق الأهداف التي تسطرها المديرية الفنية التي سيتم إنشائها من طرف الإتحادية، وأعتبر أن المجلس الفيدرالي سيكون نواة هذه الهيئة، ولذا فحاليًا لا أملك أسماء مرشحة وأولوياتنا هي تنظيم وإنجاح المونديال هنا بالجزائر، والوقوف على مستوى منتخب الأواسط، ومن ثمة فتح ملف المنتخب الأول .
- مصادرنا تكلمت عن دخول الإتحادية بإدارتها السابقة في مفاوضات مع المدرب الفرنسي ألان بورت، هل ستعيدون ربط اتصالاتكم مع هذا المدرب بعد فراغكم من المونديال ؟ وهل تفضل الإعتماد على المدرسة الفرنسية او الإكتفاء بطاقم فني محلي ؟
- انا لا أعلم بملف المدرب الفرنسي ألان بورت ولكننا سنسعى وراء الأحسن بمجرد فراغنا من تنظيم المحفل العالمي، لقد ابتعدت عن الساحة المحلية لمدة 5 سنوات، وكنت أتابع الأمور من الخارج، صدقني تيقنت بل اقتنعت بأن للكفاءة المحلية قدرات خارقة وكبيرة لمواجهة أصعب التحديات، يكفي أن تتفق هذه الكفاءات على منهجية عمل واحدة وسترى كيف ستصبح كرة اليد الجزائرية، لا يهم إن كانت هناك مدرسة جزائرية أو فرنسية لقيادة النخبة الوطنية، لان المشكل ليس في هوية المدرب وإنما في القاعدة التي تعتبر أكبر تحدي لمستقبل كرة اليد الجزائرية.
- نتكلم قليلا عن كرة اليد المحلية وما تعرفه من مشاكل في التكوين وكذا المنافسة، من خلال حملتك تكلمت عن إلغاء السقوط بالقسم الوطني الأول لهذا الموسم، ألا تعتقد أن هذا القرار قد يفجر الوضع أكثر مما هو عليه الآن باعتبار ان بعض الفرق أنفقت كثيرًا من الأموال حتى تسعى وراء تفادي السقوط ؟
- حتى يفهم الجميع فقرار إلغاء السقوط لن يتخذه لعبان ومكتبه التنفيذي بمفرده أنا لم آت رئيسا للإتحادية حتى انفرد بقراري، وإنما هناك جمعية عامة هي من لها الحق في اتخاذ القرار، فقد جئت للعمل بمنطق إشراك الجميع حتى نكون على التوجه نفسه، وهذا ما كنت بصدد التأكيد عليه من خلال حملتي الإنتخابية، وأما بخصوص إلغاء السقوط فيجب علينا أولاً دراسة الوضعية الحالية للمنافسة التي لم تعد تساعد غالبية الأندية العريقة، فمن غير المعقول أن يسقط ناد عريق إلى القسم الثاني بسبب رزنامة منافسة لا تتوافق والمعايير المعمول بها دوليًا، وهو ما يجرنا لإنشاء الرابطة الوطنية لكرة اليد التي يكون من صلاحياتها تسيير المنافسة، فالإتحادية لن يكون بمقدورها تسيير المنافسات ومتابعة التكوين والمنتخبات الوطنية في آن واحد، يجب أن يكون هناك تسيير عقلاني، كما أريد أن اوضح أمرًا مهم..
- تفضل.....
- سننشىء بعد 3 سنوات بطولة محترفة بالنسبة للقسم الأول مكونة من 8 أو 10 فرق فقط، ومن هنا تنطلق الأمور الجادة حيث لن يكون هناك أي مبرر للأندية التي ستدخل عالم الإحتراف بمجرد إمضائها على دفتر الشروط، ولذا أرى أنه قد حان الوقت لتكون هناك بطولة محترفة تمتلك الإمكانيات المادية واللوجستية حتى تحقق هذا الأمر، بما في ذلك إنشاء مدارس في الفئات الصغرى، فالإتحادية ستقوم بإنشاء مراكز تكوين لكرة اليد على المستوى الوطني وقد تستفيد منها هذه الأندية المحترفة وحتى الفرق الأخرى التي سيكون لها طابع هاوي.
- تتكلم عن المنافسة وبطولة محترفة، فما تعليقك على الممارسة النسوية لرياضة كرة اليد والتي تشهد انحطاطا كبيرا، وأنت على علم بالمشاركة الجزائرية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط للناشئين والهزائم الكارثية لمنتخب الوسطيات بفارق نقاط جد واسع ؟
- صحيح هناك تدهور كبير في الممارسة ولكن ليس عند الفتيات فقط وإنما عند الذكور أيضًا، فالوضعية الحالية تشمل الجميع ولا يجب التفريق بين الجنسين، ومشروعي يشمل أيضًا الفتيات فالأندية التي ترى نفسها قادرة على مواكبة الإحتراف ما عليها سوى التشمير عن ساعديها ومباشرة العمل من الآن لأن إنشاء رابطة وطنية محترفة لكرة اليد لا مفر منه إذا أردنا العودة إلى الواجهة على المستوى الدولي وتحسين وضعية الكرة الصغيرة بالجزائر.
- قبل الختام هناك سؤال حيرنا و نود طرحه عليك، من خلال الكواليس التي سبقت عملية الإنتخاب وقفت على عدة قراءات لشخصك، هل صحيح أن لعبان يمتاز بالجهوية أو أن صرامته الزائدة جعلت منه هاجسا وصداعا لدى بعض الأشخاص الذين أبدوا قلقهم حول مستقبل كرة اليد الجزائرية في حالة اعتلائك كرسي الرئاسة ؟
- كان يتوجب عليك طرح السؤال على المحيط الرياضي لعائلة كرة اليد، فأنا لا يمكنني الحكم على نفسي، أما بخصوص الصرامة في قراراتي حقيقة أنا معروف بالتقيد بالقوانين فأنا لا أتهاون في تطبيقها ولا أتسامح مع مخالفيها، أما الجهوية فهي ليست من سيماتي بل أعرف أنني أتعامل مع الجميع مهما كان مستواهم وانتمائاتهم، فالجهوية ليست موجودة في قاموسي لأنني رئيس لهيئة تمثل البلد برمته وليس لرابطة جهوية.
- في الأخير هل من رسالة تريدون توجيهها للفئات الشبانية التي تعلق آمالا كبيرة على مستقبل كرة اليد الجزائرية ؟
- رسالتي أولا إلى المدارس والجمعيات التي تصنع المواهب ولكنها ليست معروفة، جئنا لنميط اللثام عنها ولنعيد لها الإعتبار، يجب ان لا تفقد الأمل في التكوين لأنه حتما سيعود عليها بالإيجاب في المستقبل، أما الشباب الممارس فعليه الإجتهاد والتضحية لإدراك المستوى العالي وحينها لن يكون أي داع للخوف على مستقبل كرة اليد الجزائرية لأنه من الآن سيكون هناك إشراك لجميع الشركاء للنهوض برياضة كرة اليد الجزائرية ونحن نعتمد على القاعدة وهذه المدارس التي يجب أن يرد لها الإعتبار.