هيمن موضوعا الصحراويين واللاجئين بصفة عامة على تيمات الأفلام القصيرة التي عرضت أمس بقاعة الموقار في إطار برنامج الطبعة الثامنة فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للسينما (فيكا). ويروي الفيلم القصير الأول "سرقة ثلاث كاميرات " الصمت و التعتيم الإعلامي المفروض على الصحراويين في الأراضي المحتلة الذين يحاولون بكل الطرق نشر صور عن معاناتهم وعن أساليب العنف والتنكيل بحقوق الإنسان الممارس ضدهم . فقد أظهر الشريط صورة حقيقية عن الممارسات القمعية التي تستعملها الشرطة المغربية لقمع الشبان المطالبين بحقهم والقيام بسرقة الكاميرات التي يستعملونها لتصوير المظاهرات والاعتصامات للمطالبة بحقوقهم الشرعية،و من بين اللحظات المؤثرة في الشريط الذي أنتجته سويسرا صور عن وسائل القمع والعنف الممارس ضد المتظاهرين دون استثناء النساء و الأطفال، حيث قدم شهادة طفل لا يتعدى عمره 14 سنة وأثار جروح خطيرة بادية على كل مناطق جسمه ، كما يرصد في أرض الواقع أعمال العنف و التعذيب الذي يمارس على الشعب الصحراوي و معاناته في الأراضي المحتلة . نفس الموضوع يطرحه الشريط الثاني "سالمين" للمخرج الجزائري رابح سليماني الذي يحكي الأوضاع النفسية للصحراويين من خلال بورتري لشاب يغني الراب تربى في أحضان أسرة اسبانية . و يبين الشريط التواصل بين هذا الشاب و فنانين من مختلف الجنسيات يقومون بتحسيس أطفال اللاجئين الصحراوين بأهمية الفن من خلال تعلميهم الرقص و الموسيقى و المسرح ويجدون قبول منهم.كما يظهر الفيلم تمسك الصحراويين بأرضه ووطنه رغم بعده عنه و تشتتهم في إنحاء العالم، .و نفس الموضوع يرويه الفيلم الثالث "الوعد الذي لن تسطيع حليمو الوفاء به " والذي يتحدث عن الحروب و النزاعات و المجاعة التي تدفع بالسكان إلى اختيار الهجرة.حيث تصطحب كاميرا المخرجة الاسبانية الشابة بولة بلاسيوس "حليمو، و هي لاجئة صومالية بالنمسا في مواقف من الحياة اليومية لهذه الأم ذات ال25 سنة التي هربت من الحرب و المجاعة تاركة وراءها ابنتيها الصغيرتين .فقد قطعت هذه الشابة عدة بلدان قبل الاستقرار في النمسا حيث لا يهدأ لها بال قبل استقدام ابنتيها إلى هناك.