أكد المخرج المسرحي الفكاير رابح أن وفاة حديدوان ترك فراغا كبيرا في قلوب الأطفال ، وفي المشهد الفكاهي الجزائري، ما أدى إلى غياب تلك الديناميكة في مسرح الطفل الذي يحتاج لكثير من الدعم و التشجيع، خصوصا أنه يحمل الكثير من الرسائل التربوية الهادفة للصغار، كما أوضح رابح لفكاير أن جمعية الحلم الثقافي الفني للبيئة والسياحة لولاية البليدة تستعد لعرض مسرحية "حديدوان في الميدان " في ولايات الجنوب والشرق وكذا ولايات الوسط ، هذا إلى جانب تصريحات أخرى تابعوها في الحوار التالي : كيف دخلت عالم مسرح الطفل ؟ عالم مسرح الطفل دخلته منذ أن كنت طفلا ، حيث مثلت في عدة مسرحيات خلال مشواري الدراسي بمدينة عين الدفلى ، كنت كذلك أتابع حصص الحديقة الساحرة التي كان ينشطها المرحوم حديدوان الذي كانت تربطني معه علاقة صداقة خاصة خلال السنوات الأخيرة من حياته . *هل كانت لك فرصة التعامل مع حديدوان ؟ للأسف لم أتعامل معه،لكن ما أدركه أن وفاة حديدوان ساهم بقدر كبير في فقد الأطفال الكثير من حقوقهم ، حيث لم تستمر تلك الديناميكية التي كانت تغرس في نفس الأطفال حب الوطن ، التربية الصالحة و احترام الأولياء ،وهنا انطلقت في كتابة مسرحيات لإعادة إحياء روح حديدوان من جديد . وهل تعتقد أنك نجحت في ذلك ؟ بلوغ هذا الهدف لم يكن سهلا ، حيث أنني انتظرت 3 سنوات كاملة لتركيب المسرحية ، وهذا بالرغم من أن القصة كانت موجودة وكذا الديكور ، وأيضا الممثلين و الأغاني، لم ينقص إلا من يجسد شخصية حديدوان وقد وجدته في شخص بوعبد الله الذي كان أحد نشطاء المخيمات الصيفية ، حيث أقنعته بأداء هذا الدور . منذ تلك الفترة ونحن نعمل مع لإحياء رسالته المرحوم التربوية التي كان لها أثر إيجابي في نفوس أطفالنا . هل لك أعمال أخرى ؟ طبعا لي أعمال أخرى ، على غرار مسرحية "عودة الصديق" ، "حماة البيئة" و"الحديقة و الأمل" ،و الهدف من كل هذه الأعمال هو غرس في نفوس البراءة حب الوطن ، الحفاظ على البيئة ، احترام السلامة المرورية و احترام الكبار ، علما أنني نلت من خلال عرض مسرحية اليوم عدة جوائز ونحن كفرقة بصدد التحضير لعرضها في ولايات الجنوب والشرق وكذا ولايات الوسط . وعن مسرح الطفل في الجزائر ؟ الحقيقة المرة أن مسرح الطفل قليل وقليل جدا ، في حين أن الشباب في الجزائر تفوق نسبتهم 70% ، هل يعقل أن يبقى الطفل مهمش إلى هذه الدرجة ولا يأخذ حقه في طفولته ، الكل يعلم أن الطفل يحب اللعب و الغناء و المرح و الخروج من المحيط الذي يعيش فيه، بمعنى يريد أن يسبح في العالم الإفتراضي حتى يعيش طفولته إلا أن ما يعيشه هو عكس ذلك . أرجو أن يلتفت المسؤولون إلى هذه النقطة ويدعمونها أكثر . ما هي أهم الصعوبات التي تواجهونها ؟ الإمكانيات منعدمة ، للأسف هذه هي الحقيقة المرة ، بقائي في هذا الحقل يعود إلى مهنتي كمعلم ، حيث قضيت 36 سنة في التعليم ، حياتي تقريبا كلها مع الأطفال ، اليوم لا يمكنني الخروج من هذا العالم ، أشكر كل تجار عين الدفلى ، المقاولين ، الموثقين الذين وقفوا إلى جانبنا ومنحونا ما نحتاجه لإقامة هذه المسرحيات ، لولاهم لما تمكنا من الخروج من مدينتنا ،نحن اليوم نحضر لدورة جديدة ستبدأ من ولاية تيبازة لتنتقل إلى مدينة براقي لنرحل بعدها إلى ورقلة فواد سوف وأخيرا ولاية قالمة .