أضحى الهروب من المنزل العائلي وسيلة من وسائل التعبير لدى الأطفال المتمدرسين الذين يخفقون في دراستهم وذلك لتجنب شتى أنواع التعنيف والترهيب الذي يمارسه عليهم الأولياء الذين يسعون إلى أن يصبح أبناؤهم نوابغ حتى و إن كانوا على قناعة تامة بمستواهم المحدود والضعيف في غالب الأحيان . سلوكات غريبة أضحت ظاهرة للعيان في مجتمعنا في السنوات الأخيرة الماضية حيث أصبح التباهي بنقاط التلاميذ الجيدة و المراتب الأولى في المدارس والجامعات أمام الجيران والأقارب ''موضة'' بل أن التلميذ النجيب يؤكد نجاح الأولياء في تربية أبنائهم فبات لزاما على الأطفال الحصول على معدلات عليا وإلا فإن العقاب والذي قد يصل إلى الضرب المبرح مصيرهم عند كل إخفاق دراسي . ///////////////////////////////////////////////////// [ إذا زاد الشيء عن حده ] و يعد هروب التلاميذ من البيت بسبب خوفهم من ردود أفعال أوليائهم العنيفة من النتائج الدراسية السلبية المتحصل عليها في كل فصل ظاهرة اجتماعية لها من الأسباب النفسية ما يجعل الاهتمام بها ودراستها من أولى الأولويات حيث يؤكد المختصون النفسانيون أنه بات لزاما على الأولياء الاقتناع بوجود اختلافات بين الأبناء في المستويات العقلية كما هو الشأن بالنسبة للمستويات الجسمية وأن هذه الاختلافات من الظواهر التي يهتم بها علم النفس، فالمختصون يسعون إلى إبراز الفوارق الفردية للأطفال منذ نعومة أظافرهم ويظهرون ذلك للأولياء الذين يخضع أبناؤهم بجلسات مع الطبيب النفساني بسبب عدم تركيزهم الدراسي أو إخفاقهم في الدراسة . وحسب الكثير من المختصين النفسانيين فإن العديد من الأولياء لا يبحثون على معالجة أبنائهم ومعرفة مواطن الضعف أو النقص بل يريدون أن يكون أبناؤهم نوابغ ، لذا تجدهم يرسمون لفلذات أكبادهم مواصفات لا يتسامحون معها، مما يدفع التلاميذ المحدودين يلجؤون إلى الحيل و الكذب للهروب من عقاب ذويهم أو الهرب من المنزل مباشرة مع الإعلان عن النتائج الدراسية ، هذه الحيل و السلوكيات لم يستطع هؤلاء الأطفال التعبير عنها انفعاليا ومعنى ذلك الكبت أنهم يعانون من قلق داخلي فيلجؤون إلى الكذب والهروب في أقصى الحالات وبالتالي فإن الوسيلة الوحيدة لتفادي عقاب الوالدين عند تحصلهم على نتائجهم المدرسية السيئة هي الهروب من البيت. علما أن المسؤولية هنا ترجع للأولياء الذين يتوجب عليهم مساعدة أطفالهم على تفادي أسباب الهروب، بتقبل المستوى العقلي والدراسي دون الاعتماد على أي أسلوب من أساليب الترهيب والتعنيف . م.ق ///////////////////////////////////////////////////////////////////////// [ حينما تتحول الدروس الخصوصية إلى نوع من أنواع الدكتاتورية ] و لعلى حرمان التلميذ من الراحة بعد يوم دراسي شاق لأزيد من 7 ساعات دليل على دكتاتورية الأولياء حتى و إن فسرها البعض بخوف هؤلاء على أبنائهم أو لتحسين مستواهم من خلال الدروس التدعيمية الخصوصية التي أصبحت لا تستثن حتى تلاميذ السنة أولى ابتدائي فتراهم يحملون على ظهورهم محافظهم الثقيلة بعد سويعة من وصولهم إلى منازلهم زوالا متوجهين نحو معلميهم تلقين الدروس الخصوصية ليعودوا إلى منازلهم متعبين إلى درجة أن الكثير منهم يخلد إلى النوم مباشرة دون تناول وجبة العشاء حسب شهادات الأولياء أنفسهم . معاملات – دروس خصوصية- يراها الكثير من المختصين نوع من الدكتاتورية الأبوية كيف لا وأن مثل هذه الدروس التدعيمية كانت في وقت سابق مخصصة للتلاميذ المرشحين لاجتياز امتحانات شهادتي التعليم المتوسط و الباكالوريا فقط . م.ق