شهدت مدينة معسكر حركية مسرحية عبر كل السنين وهذا من خلال الشخصيات والجمعيات التي نشطت في هذا المجال وعليه فالكل يتفق على أن فرقة الفن والعمل التي كانت هي النواة الأولى من حيث ما قدمته من أعمال يشهد لها العام والخاص في الولاية وأبرز شخصياتها الفنان القدير "دحو مزيان زودودة " و الفنان " محمد مقدم " حيث كانت تقدم أعمالها في المحافل والمناسبات الكبرى وكانت تنشط هذه الفرقة بالإضافة إلى المسرح أيضا في الشعر والموسيقى وتخرج منها العديد من الفنانين بالولاية في شتى المجالات. بعدها أنشأت جمعية الشروق التي سطع نجمها وتألقت بشكل لافت من خلال الأعمال المنتجة حيث وصل صيتها إلى خارج حدود الوطن وبرز فيها جيل من المبدعين أبناء مدينة الأمير عبد القادر منهم على وجه الخصوص الفنان " "فري مهدي محمد " و " هواري شيخاوي " و" مباني عبد الحكيم " و" حمو مرزوق " و " عمار أحمد " و غيرهم كثيرون ... هذا الجيل الذي أبدع في أعمال مسرحية عديدة أهمها : - صرخة فنان الإخراج "لفري مهدي محمد " نص واقتباس " فؤاد نجار أما التمثيل فكان "فري مهدي محمد" ، "شيخاوي هواري "، "عبد الموجيب عبد العزيز وأخرون. -مسافر الليل التي أنتجت سنة 2006 النص" لصلاح عبد الصبور إخراج "فري مهدي "محمد" سينوغرافيا " حليم رحموني" أما التمثيل فكان للثلاثي المبدع "فري مهدي محمد " ، "شيخاوي هواري " ، "مباني عبد الحكيم" تحصلت على 13 جائزة وطنية ودولية ومشاركة في مهرجان الأردن المسرحي عام 2006 تحصلت آنذاك على جائزة أحسن إخراج. لم تنقطع مسيرة المسرح في معسكر بل ظهر ما يسمى مسرح القوس الذي تولى الإشراف عليه الفنان المسرحي " مختار حسين " و ذلك سنة 2013 ، و هذا الأخير أنسبه لما يعرف بالمسرح الصغير في حديقة " باستور " التي تتوسط مدينة معسكر ، هاته القاعة تحتوي على خشبة مسرح صغيرة وعدد مقاعدها لايتعدى 30 مقعدا وبعض الكواشف الضوئية . هذا الفضاء خلق جوا غير عادي يتردد عليه كثير من الفنانين بالمدينة ومن خارجها من المسرحيين بل أصبح مكانهم المفضل، أعضاءها متطوعون جمعهم حب المسرح والفن يتقاسمون نفس الأفكار وتطلعاتهم واحدة وأمالهم . تقديم الأفضل فوق خشبة المسرح. ظهرت بعدها قاعات أخرى منها مسرح القمر الخامس يترأسها الفنان " بن يحي محمد " وجمعية المبايعة و جمعية نشاطات الشباب، جاءت هاته الفضاءات نتيجة غلق المسرح الجهوي معسكر بغرض الترميم وهذا الغلق أثر سلبا على العائلة الفنية بالمدينة وهو ما دفعهم إلى إيجاد متنفس آخر لممارسة هواياتهم وإبداعاتهم وطرح أفكارهم، مما جعل مدينة معسكر تتوفر على العديد من القاعات المسرحية فأصبح كل في فضاءه المسرحي الذي يتردد عليه الشباب وخلق منها جو تنافسي إبداعي وأنشٍئت العديد من النشاطات الثقافية داخلها، و برز العديد من المواهب الشابة من هاته الفضاءات ومشاركة في أعمال مسرحية من إنتاج المسرح الجهوي وفرق أخرى مسرحية في خارج الولاية أثبتت جدارتها الفنية والإبداعية. لم تأتِ فكرة هاته الفضاءات من العدم بل أخدت من أروبا بالتحديد من فرنسا فمدينة أفنيون تتوفر على العديد من تلك القاعات المسرحية الصغيرة . وأما في الجزائر فظهرت في أماكن كثيرة في مدينة مستغانم وبلعباس وعين تموشنت حمام بوحجر تحديدا وفي تندوف وفي بسكرة والعديد من المناطق الأخرى والملاحظ هو أن هاته الفضاءات أنشٍئت في الولايات التي لا تتوفر على مسارح أو كانت مغلقة كمعسكر مثلا. العلاقة التكاملية بين المسارح الجهوية و الفضاءات المسرحية: المسارح الجهوية لها قوانينها الأساسية التي أنشِئت من أجلها ومن بينها التكوين الفني للشباب المبدع والإنتاج والتوزيع المسرحي وكذا خلق حركة مسرحية داخل الولاية فالمسرح هو مؤسسة صناعية تجارية ذات طابع عمومي كما ينص عليه القانون والخدمة العمومية ضرورية في هذا الجانب فإن تأطير تلك الفضاءات وتقديم نشاطات جوارية ومساعدة مرتاديها ضروري جدا لتطوير الحركية المسرحية بالمدينة والولاية بصفة عامة وإنشاء علاقة تكاملية بين المسارح الجهوية والفضاءات الموجودة فهذا أكثر من ضروري.