*تكريم الأخضر الإبراهيمي بمنحه جدارية عملاقة للأمير عبد القادر نظمت جامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم يوم الخميس الماضي و تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية و بإشراف وزير الاتصال جمال كعوان و بالتعاون مع والي ولاية مستغانم ندوة حول *دور وسائل الإعلام في تكريس قيم العيش معا في سلام* و التي عرفت حضور الأخضر الإبراهيمي الديبلوماسي السابق إلى جانب وزير الاتصال جمال كعوان و مدير الإذاعة الوطنية شعبان لوناكل و الشيخ خالد بن تونس شيخ الطريقة العلوية ورئيس الجمعية الدولية الصوفية العلوية ووالي وهران مولود شريفي إلى جانب السلطات الولائية و الأمنية و العسكرية لولاية مستغانم وأساتذة وطلبة جامعيين من مختلف مناطق الوطن. و جرت هذه الأشغال التي تندرج في إطار إحياء اليوم الوطني للصحافة المصادف ل 22 أكتوبر من كل سنة بجامعة مستغانم بحي شمومة. حيث تمحورت حول دور وسائل الإعلام في تكريس قيم العيش معا في سلام بعدما تبنت الأممالمتحدة بمبادرة من الجزائر لائحة أعلنت من خلالها يوم 16 ماي يوما عالميا للعيش معا في سلام و الذي يعد كاعتراف وتثمين للسياسة الرشيدة التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة والتي ترتكز على السلم والمصالحة .و قد صبت جل المداخلات من طرف الحضور في الروابط بين الإعلام و ثقافة العيش بسلام و قد اجمعوا على أن دور الإعلام يعد سلاح ذو حدين إما أن يساهم بشكل فعال في دعم مبادرات السلم و الأمن في البلديان و إما أن يكون مصدر الفتنة و إشعال فتيل الحروب إذا ما خرج عن ميثاق أخلاقيات المهنة و هو ما حدث في بعض الدول الإفريقية .علما انه على هامش هذه الندوة تم تكريم الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي من طرف المنظمين بمنحه جدارية كبيرة تحمل صورة الأمير عبد القادر و هو ما استحسنه ضيف مستغانم كثيرا. **الإعلام الجزائري ساهم في نشر ثقافة المصالحة * و أكد وزير الاتصال جمال كعوان ، أن الجزائر تنعم بالسلم بفضل حنكة الرئيس بوتفليقة و احتضان الشعب لمسعاه الرامي في هذا المجال و هو ما فتح حسبه عهدا جديدا للتصالح مع الذات ، مضيفا أن الإعلام الجزائري رافق مسار السلم من خلال دعمه لكل المبادرات الرامية من اجل إحلال الأمن في البلاد ما عزز عقيدة الجزائر الثابتة في المحافل الدولية و نتج عن ذلك حسب الوزير الاعتراف ب 16 ماي كيوم عالمي للعيش معا في سلام الأمر الذي جعل الجزائر قاسما مشتركا بين المواطنين في نبذ العنف و الكراهية و العنصرية و سمح لها بتقريب المسافات بين الشعوب في إطار مبادئ السلم، كما اعترف جمال كعوان في مداخلته أن التجارب الحديثة أثبتت الدور السلبي للإعلام العالمي في إشعال فتيل الحروب بالمقابل تميز الإعلام الجزائري إيجابا من خلال نشره ثقافة السلم و المصالحة بين المواطنين في وسط العولمة التي وسعت دائرة التفاعل بين الشعوب. و كشف الوزير أن الفرصة أتيحت للصحفيين للإسهام في موضوع جائزة رئيس الجمهورية في طبعتها الرابعة و التي جاءت بعنوان العيش معا في سلام ، مشيرا أن الإعلام إذا ما التزم بأخلاقيات المهنة فان بإمكانه المساهمة في رفع الوعي و القيم المشتركة للأمة موازاة مع دوره المحوري و أوضح أن سياسة الرئيس بوتفليقة تركزت على خيار السلم مرفوقا ببرنامج مضمونه تحقيق المساواة بين المواطنين . و ختم قوله بان اندماج الصحافة في العيش معا في سلام هو واجب وطني. الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي : *بن تونس و الدبلوماسية الجزائرية في نيويورك حققا إنجازا كبيرا* **الإعلام في رواندا تسبب في مجزرة ذهب ضحيتها مليون شخص* م.بوعزة أبى الممثل الدبلوماسي السابق في الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي إلا أن يهنئ خالد بن تونس و من عمل معه لسنوات طويلة للوصول إلى استصدار هذا القرار الذي جاء أيضا حسبه للجهد الدولي الذي قامت به الدبلوماسية الجزائرية في نيويورك لدعم القرار، مؤكدا أن هذا النجاح الكبير على حد وصفه الذي تحقق ،ليس نهاية المطاف بل هو بداية له و هو ما يتوجب العمل لتحقيق هذا الانجاز في الجزائر و البلدان المجاورة و العالم أجمع لاسيما في المناطق التي تعاني من نزاعات مسلحة أو التي توجد فيها خلافات شديدة تنذر باندلاع الحرب. و أشار وزير الخارجية الأسبق أن دور الإعلام ضروري في هذا المجال و لو انه أعاب عليه بلعبه أحيانا الدور السلبي مثلما حصل في رواندا سابقا أين حدثت مجزرة ذهب ضحيتها مليون شخص تسببت فيها قناة إذاعية برواندا .طالبا في هذا السياق من الإعلاميين أن يدافعوا على شرف مهنتهم .قبل ان يذكر الحضور في تدخله بالأحداث السياسية التي وقعت في بعض مناطق العالم كسقوط جدار برلين و الحرب ضد العراق و انتصار الفيتنام على أمريكا و هي الأحداث التي حسبه غيرت مسار العالم و بدلت مجرى التاريخ . ليعرج بعدها للحديث عن مؤتمر باندونغ بأندونيسيا الذي اجتمعت فيه آنذاك دول مستقلة من آسيا و أفريقا كمصر و ليبيريا و غانا و السودان و هو المؤتمر الذي خول للجزائر للتحرر من كيد المستعمر بجميع الوسائل الأمر الذي جعل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يصف مؤتمر باندونغ بمثابة أول نوفمبر على المستوى الدولي .مشيرا أن الحرب الباردة أيضا ساهمت في تغيير أشياء كثيرة في العالم خلال سنوات الستينات و السبعينات و مطلع الثمانينات .و أكد الإبراهيمي أن على الجزائريين أن يفتخروا بمساهمتهم في تحرير بلادهم و بلدان أخرى مع ذلك أبدي أسفه على العلاقات التي تسود بعض دول الجوار ، حيث في هذا السياق ذكر أن التضامن لا وجود له في المغرب العربي و الجامعة العربية أصبحت شبحا .في إشارة لعدم لعبها الدور المنوط بها في توحيد الأمة العربية. و من هذا المنظور يقول المتدخل أن الإعلاميين إذا ما أرادوا أن يساهموا في بناء ثقافة العيش معا لابد أن يكونوا ملمين بهذه الأوضاع التي تسود العالم و شدد على أن يتحل الصحفيون بالمسؤولية التي تكون كبيرة على أصحاب القنوات الفضائية، مضيفا أن الإعلام يتوجب عليه أن يدافع عن دولة القانون. *حاولت حل مشكلة سوريا سياسيا لكن الأطراف أبت إلا الخيار العسكري* من جاب آخر، تحدث ممثل الأممالمتحدة السابق عن عدة بلدان كانت تعاني من نزاعات مسلحة *الشعب السوري شعب مسكين لا احد رحمه لا حكومة و لا معارضة و لا الدول التي تدعو للسلم* ، مشيرا أن كل واحد من هؤلاء يفكر في مصالحه الضيقة و أوضح أن المعارضة منقسمة و مهشمة و أن هناك 1000 منظمة مسلحة مختلفة و هو الأمر الذي يستحيل من خلاله أن يتحرر بلد ما بهذه الوضعية.كاشفا أن *مشاكل السوريين تتفاقم حاليا بأشياء جديدة ، حيث حسبه أن المسؤولين في هذا البلد اشترطوا على السكان الهاربين من الحرب أن يعودوا إلى سوريا للمطالبة بأملاكهم التي تركوها مع إمهالهم لفترة لا تقل عن الشهرين و إلا سيتم مصادرة كل ممتلكاتهم *. مؤكدا أنه حاول حل مشكلة سوريا مع كوفي عنان لكن الأطراف لم تكن مستعدة للاستماع إليهما و فضلوا الحل العسكري بدل السياسي. خالد بن تونس رئيس الجمعية الدولية الصوفية العلوية: *نشر السلام لا يحتاج إلى وصاية أو مال لكنه صعب* م.بوعزة كشف الشيخ خالد بن تونس شيخ الطريقة العلوية ورئيس الجمعية الدولية الصوفية العلوية أن العيش معا في سلام ولدت على شكل فكرة قبل أن تصبح حقيقة يوم 16 ماي الفارط بفضل العمل الجبار و النضال المتواصل من طرف القوى المحبة للسلام في الجزائر ، و أكد خالد بن تونس في مداخلته يوم الخميس أن السلام ليس أكاديمية و لا مدرسة و لا مؤسسة بخلاف الحرب التي لها وزارة وصية عليها و ميزانية مخصصة لها و هو حسبه ما يجعل أهل السلام ضعفاء أمام نظرائهم من أصحاب الحرب و هو الأمر الذي يصعب من مهمة و دور السلام. مضيفا أن نشر السلام يتوجب تجسيده في البلاد و في جميع الدول التي تسعى لنشر القيم لغرس فكرة العيش معا في سلام . و أشار المتدخل أن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم هو أول من تبنى فكرة السلام منذ 14 قرنا مضت من خلال قوله:* افشوا السلام و اطعموا الطعام و صلوا الأرحام و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام* .مشيرا أن هذا الحديث هو أول نصيحة و أول لبنة في بناء مجتمع المدينةالمنورة التي نشأت فيها الحضارة الإسلامية. و تمنى بن تونس أن تعيش الجزائر و الجزائريين في نعيم الاستقرار و الأمن الذي يفتقده الأشقاء في سوريا و العراق و فلسطين .مشددا على ضرورة أن يتراحم المواطنون بين بعضهم البعض رغم اختلافهم في الرأي .