المتجول بمدننا الكبرى سيلاحظ الانتشار الكبير للمتسولين و الأشخاص بدون مأوى من كل الفئات و الأعمار أمهات و فتيات ، شباب و شيوخ و رضّع، فيعتقد أن حياة البؤس حطّت بمجتمعنا و قست قلوبنا فأصبحنا لا نتعاطف مع من هم أقل منّا شأنا لكن المصالح المختصة و الجمعيات و التنظيمات لا تدّخر جهدا في العمل الخيري و تبدل مجهودا مضاعفا للتكفل بهذه الفئة المهمشة تبرعات تُجمع و أموال تُصرف و مساعدات توزع في الليل النهار و مراكز الإيواء تستقبل المشردين عائلات و فرادى من أبناء بلدنا و من إخواننا النازحين الذين وجدوا الأمن و الآمان في هذا البلد بخلاف بلدان أخرى متقدمة تدّعي و لا تزال تتغنى بحقوق الإنسان هي تحصي اليوم أكبر نسبة من المشردين و المتسولين أغلبهم من النساء المعنفات و الأطفال عرضة للاعتداء و الاغتصاب فالشارع بهذه البلدان لا يأوي المختلين عقليا و المجانين و المهمشين فحسب بل نجد به الأشخاص العاديين المثقفين و حاملي الشهادات و حتى الإطارت بالمؤسسات ممن لا يكفيهم الراتب لكراء مسكن أو المبيت في الفنادق ،أما النازحون من الحروب و اللاجئون فلا ينتظرهم بالبلدان *المحافظة* على حقوق الإنسان سوى القهر و الظلم و العدوان و مراكز هيّأت لإذلالهم و قهرهم تحت راية حماية الحقوق و تكريس مبادئ الإنسانية .