قمنا خلال جولتنا الاستطلاعية بدخول عدد من محلات بيع العطور بالمدينة الجديدة و التقرب من بعض الباعة والزبائن متحججين بأننا نطلب النصح والإرشاد من أجل إبطال ما بنا من سحر، فأكد لنا معظم من تجاوبوا معنا أن ننقع الفاسوخ الأبيض بالماء ، ثم نشربه لإبطال السحر المأكول ، في حين أن وضع كمية من « الفاسوخ الأسود « أسفل الحذاء يبطل السحرو يمنع إصابة مرتديه بالسحر المرشوش أو الموضوع على الأرض عند المشي فوقه، حيث قال أحد الباعة : « يجب وضع قطعة «شب « فوق رأس من شك أن به عين، ثم وضعها فوق النار حتى تنصهر و تصبح على شكل فقاعات ، و أيضا الاستحمام بماء دافئ به «الفيجل و الحرمل» من أجل إبعاد «المومنين» الذين يؤدون إلى تعطيل المصالح . تضيف سيدة كانت بصدد شراء بعض الأعشاب بمحل بالمدينة الجديدة أن من يريد الحظ ، عليه أن يحمل بذور»الحظ» المتوفرة لدى العطار، ويغسل الوجه بماء الزهر، كما تنصح بوضع بودرة «الهبَالة» بالماكياج ، و هي مادة وردية اللون مع ترديد بعض الكلمات، كما تقول : « يجب على الفتاة التي فاتها قطار الزواج أن تتبخَر بمادة « لدَاد» و تردد العبارة التالية : « لدّاد جيبلي الفارس الهَداد» ..وتؤكد محدثتنا أن هناك عدة طرق تستخدم فيه الصور و الإبر والشموع و البخور من أجل جلب «الحبيب» . وصادفنا خلال جولتنا طالبة جامعية كانت بصدد شراء «الساكتة و المسكوتة» ، قالت إن صديقتها نصحتها بوضعها بجيبها و فركها بإصبعيها أو رشها بالبيت حتى تتمكن من إسكات شقيقها الذي يصرخ عليها و يتسبب في إزعاجها ، ومن الحالات التي صادفناها بأحد المحلات سيد قدم لائحة للبائع من أجل شراء مواد طلبها منه «طالب» ، من أجل التخلص من النحس الذي يلازمه منذ أشهر في تجارته ، والغريب في الأمر أن بعض الحالات التي صادفناها بمنزل «قارئة الفنجان» ، تكشف عن الأسرار الزوجية و تجلب الملابس الداخلية من أجل سحر الزوج و كسب حبه. بخور «الفسَادة» لإبطال السحر صادفنا بائع نصحنا بشراء بخور نادرة لا تتوفر إلا لدى 2 أو ثلاثة من الباعة بوهران، تجلب من دولة مجاورة تعرف باسم بخور «الخسَارة» أو « الفسَادة « لأنها تعمل على إفساد جميع أنواع السحر ، ويقدر ثمنها ب 12 ألف دج للكلغ الواحد، إذ يمكن لنصف رطل أن تفي بالغرض، استغلينا الفرصة و طلبنا من البائع أن نلقي نظرة على هذا البخور المكون من عدة أعشاب و بذور و أحجار صغيرة و أتربة و كذا بقايا حيوانية مثل قشور البيض و جلد الأفاعي. وأفاد محدثنا أن معظم زبائنه يلتحقون بمحله لشراء مواد تستخدم لجلب الحظ وكسب قلب الحبيب و رضا المسؤول، كما أن استعمال بعض المواد في العطور بأماكن التوظيف تؤثر على مخ المسؤول و تجلب اهتمامه و رضاه كما هو الحال بالنسبة للمتابعين قضائيا، إذ يعمل أولياؤهم على حمل كيس الجنين بعد ولادة المرأة أو» السُّرَة « أو « حصان البحر» و بعض الحشائش التي يلفظها البحر المرفقة بحجاب و بعض البخور للتأثير على عقل القاضي ساعة المحاكمة ، كما يتم رش ملابس المتابع قضائيا بماء مسحور و ارتدائها لكسب القضية.