- «دوبارة»، «المطابيق»، «مشوي وادي سوف»، «الشخشوخة»، «المسفوف» لتزيين مائدة العشاء انطلقت أول أمس بوهران، «أيام الطبخ السوفي»، هذه التظاهرة التي تدوم 5 أيام، ستكون مناسبة لسكان الولاية، لاكتشاف عادات وتقاليد وادي سوف، في مجال الطبخ وحتى الموسيقى الضاربة في أعماق صحرائنا الخلابة، وأبى الطباخان الماهران اللذان، حضّرا سهرة أول أمس مائدة العشاء، إلا أن يتحفا الزبائن بفندق «روايال»، بمجموعة من الأطباق السوفية المعروفة، على غرار «حساء الوادي»، «دوبارة»، «العجة»، «تشيشة مفلقة»، «مطابيق»، دون أن ننسى «كسكس» مريسة»، «بليدة»، «سفة»، «مشوي وادي سوف»، « تليتلي»، «الشخشوخة»، وأما المقبلات فاختار «الشيفان» شايع محمد رحوم، بن عبد الله رشيد، تزيين مائدة العشاء، ببعض الأكلات والحلويات السوفية المعروفة في المنطقة، على غرار «مسفوف»، «طورطة بالتمر»، «عبود» و«بانا كوتا بالتمر» (Pana cotta aux dattes). نكهة مشهية داخل المطبخ وقد قمنا بالمناسبة وعلى هامش هذه التظاهرة، بالدخول إلى مطبخ فندق «روايال»، والتقرب من الطباخين، حيث وجدناهما يعدان مأدبة العشاء، وكانت البداية مع «الشيف» شايع محمد رحوم، الذي شاهدناه يحضر أكلة «المطابيق» وتسمى أيضا في منطقة وادي ريغ بالمختومة، وتُحضّر، كريات السميد بعد عجنها وتُحل هذه الكريات بالسراج (عود الرشتة)، ثم توضع بين الطبقة والأخرى صلصة خاصة بالمطابيق، وتتكون هذه الصلصة حسب خضروات الفصل، إما بالبصل والطماطم والفلفل الأخضر والتوابل أو يضاف إليها السنارية (الجزر) مع إضافة زيت الزيتون ثم توضع الخبزة المُكوّنة من طبقتين على صفحة فوق النار تسمُى «الطاوة»، كما يمكن أن تكون الخبزة دائرية أو على شكل مربع أو مستطيل. لننتقل بعدها إلى «الشيف» بن عبد الله رشيد، حيث وجدناه هو الآخر، يحضر طبق «الدوبارة» المعروفة، ليؤكد لنا أن أصلها «سوفي» وأن أحد سكان الوادي هو من نقلها إلى بسكرة، علما أن وادي سوف كانت قديما تابعة إداريا لولاية بسكرة. وجاءت من كلمة «دبّر» أي «ندّبر راسي» وهذا لتحضير أكلة من البصل والطماطم، وأكلة «الدوبارة» قاعدتها شعبية كبيرة، وهي بمثابة «فاست فود» في الوادي، وهي نوعان، «دوبارة» الحمص و«دوبارة» الفول، فأما «دوبارة» الحمص فمصنوعة من الخضر المركبة الجافة والطازجة، كالحمص، الطماطم، الفلفل، بعض التوابل والبهارات التي تضفي نكهة خاصة، وتعتبر أكلة شعبية سريعة وغير مكلفة وهي جد مطلوبة، كما أن العائلات السوفية لا تزال تحافظ عليها كثيرا وتصنع حتى في البيوت. أما «الدوبارة» المصنوعة من الفول فهي نوعان، الأولى بالفول مع القشرة والثانية بالفول مع نزع القشرة وطحنه ويعالج معالجة مختلفة، بإضافة الكمون، وتأكل «الدوبارة» خاصة في الشتاء، لأنها تنشط الدورة الدموية وتدفء الجسم، كما تستعمل في الصيف لأنها خفيفة الأكل. ضيوف الباهية برتبة سفراء وعلى هامش «أيام الطبخ السوفي» أكدت لنا فلة سرساب مساعدة المدير ومكلفة بالاتصال، بأن مثل هذه التظاهرات، من شأنها التعريف بالتراث الثري لبلادنا، واكتشاف روائع الطبخ والموسيقى لمختلف ولايات القطر الوطني، بما فيه الجنوب الجزائري، مضيفة أن « أيام الطبخ السوفي»، التي تم تنظيمها بين فندق «روايال» ومركب «الغزال الذهبي» بوادي سوف، كانت فرصة لهؤلاء الضيوف، الذين جاءونا من الجنوب الشرقي الجزائري، ليكونوا أحسن سفراء لمدينتهم الصحراوية الساحرة، حيث استطاعوا من خلال الأكلات التي قدموها للعائلات والزبائن الحاضرين في السهرة، والباقات الموسيقية السوفية، تسليط الضوء على تراث الولاية العريق، لاسيما وأنها تمتاز بكثرة نخيلها ونوعية تمورها، وعذبة مائها وطيبة سكانها، ولا ننسى أنها المدينة التي قدمت خيرة رجالها أيام الاستدمار الفرنسي لبلادنا، ونذكر هنا البعض من الأبيات الشعرية المعروفة التي قالها شاعر الثورة التحريرية مفدي زكرياء عن وادي سوف في إلياذة الجزائر: ويا وادي سوف العرين الأمين ومعقل أبطالنا الثائرين ومأوى المناجيد من أرضنا وأرض عشيرتنا الأقربين