أبان الحراك الذي تشهده الجزائر منذ أكثر من شهرين، عن إفرازات على جميع الأصعدة، إن سياسيا أو إقتصاديا، حيث، خرجت أصوات تتكلم وتحلل أسباب ومسببات الهبّة الشعبية، هذه الأصوات وعلى فرض درجتها العالية من العلم والكفاءة والخبرة، فهي راحت، بحكم موقعها في سلم المراتب الجامعية تستقرىء، وتناقش في كل مستجدات الحراك، فالنخبة هذه الصفة لا مفر لها حسب المختصين في أن تكون رائدة في الحراك، أو في قلبه تروج للأفكار المستقبلية الخاصة بأهداف "الثورة السلمية"، أما فريق آخر من النخب ذاتها فيرى أن نخبنا أجبرت على الهجرة لظروف معروفة، فيما تظل فئة منها تصاحب الصمت لقناعاتها الخاصة بها. أما البقية فهي إن طرحت محاور لتأطير الحراك، فهي تنغمس في الإيديولوجيات والتحزب وهذا ما يتنافى ومفهوم النخبة العلمية، التي من المفروض ألا تلج أية موالاة للسلطة، بل فقط الاحتكاك الدائم بالشعب وإنشغالاته، إن سلما أو تظاهرا حتى تستحق فعلا الريادة والقيادة.