تحركت العدالة، ونطقت مطرقة القانون، إيذانا ببدء محاكمات «رواد» الفساد، هذا الأخطبوط الذي أطلق خيوطه الخبيثة في جسد الوطن، فنخر الحرث والنسل، وأتى على مدخرات الأمة، وتجذر في الأديم حتى عاد، كنبات «النجم»، أضحى إجتثاث جذوره من سابع المستحيلات... الفساد، ملف ثقيل وثقيل جدا، فيه رؤوس و رؤوس، منها الغثة والسمينة، منها، من دخل الساحة متردّدا، ومنها من ولج بكل عنفوان. لقد أضحى الحراك الشعبي، شبحا يهدّد الفاسدين والمفسدين في الحل والترحال، فهو الظل الذي يلاحق صاحبه ولا مناص من الولوذ فرارا منه.. نعم، أرقام خيالية من النقود وأوراق وأوراق من المال عفوا المال الفاسد، الذي لطخته العصابات ، بسحتهم ولم يفكروا في يوما ما أن حبل السرقة قصير، وأن وقت المحاسبة لا مفر منه، فمهما حاول الكثيرون ممن زرعوا السوس في الاقتصاد الوطني، ولعبوا وتلاعبوا بحقوق البلاد والعباد، فالحق العام لن يسكت عنهم، والتاريخ سيكتب بأن القضاء الشامخ، وقف وقفة رجل واحد من أجل بلد واحد تسود فيه قوانين الجمهورية نصا وتطبيقا.