تطور الجريمة بأحياء وهران وكباقي أحياء المدن الداخلية والكبرى للوطن يجعلنا ندق ناقوس الخطر لاسيما و أن الأمر لم يعد اليوم ينحصر على شجار بين شخصين بل وصل إلى حد التصفية الجسدية والمؤسف تزايد عدد المتشاجرين بعد الاستعانة بالأصدقاء لتتحول إلى شجارات عنيف بين عصابات كل منها تمثل حيا أو منطقة معينة حيث تستعمل فيها السيوف والآلات الحادة وبنادق الصيد مع تنتهج فيها خطط تكتيكية محكمة من كلا الطرفين للظفر بالمعركة ولعل أبرز هذه العمليات الإجرامية التي عرفتها وهران خلال السنوات الأخيرة وأسالت الكثير من الحبر وكشفت الانزلاق الامني بالولاية خطورة الوضع الأمني بالولاية ما حدث بحي كوكا التابع إقليميا لقطاع الحضري بوعمامة حيث استعملت في شجار عنيف نشب بين عصابتين منحرفتين السيوف والهوائيات المقعرة، و قارورات المولوتوف والهراوات، و ارتفع عدد المجرمين في هذا الشجار الأول من نوعه من حيث الدموية إلى 50 شخصا ارتدوا خوذات الدراجات النارية لتجنب الإصابات وهو ما يؤكد التنظيم المحكم لهذه"الحرب" التي وقعت خلال الفترة الليلية ولم تمنع سوء الأحوال الجوية والإمطار الغزيرة التي تهاطلت في تلك الليلة المشؤومة التي لا يزال يتذكرها سكان كوكا المجرمين من الاستمرار في التقاتل إلى حيت تدخل المصالح الامنية بقوة لتفريق المجرمين و توقيف أفراد العصابتين . حي الحمري الشعبي أيضا شهد عدة شجارات دموية لا تقل عنفا عن الاولى ولعل أهمها حرب جماعتين من حيي الحمري ومديوني المجاورين حيث عمد سكان الحمري إلى استعمال كل الوسائل المتاحة للانتقام من مجموعة من منحرفي مديوني قدموا إلى حيهم وقاموا بضرب أحدهم بآلة حادة انتقاما لصديقهم الذي اعتدى عليه أفراد من الحمري و سرقوا منه دراجته النارية ولولا تدخل بعض عقلاء الحي لكانت النتائج وخيمة خاصة وأن الحادث تم تصويره ونشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي و قد استطاعت مصالح الأمن من التحكم في الوضع وسحب الفيديو الذي خلق فتنة كبيرة بين سكان الحيين المجاورين. ومهما يكن من أمر فإن تفشي ظاهرة حرب العصابات بشوارع وهران ولم تعد تقتصر على الإحياء الشعبية التي كانت معروفة بسخونتها وإنما تعدتها إلى تلك الهادئة وحتى التجمعات السكانية الجديدة التي أضحت مجرد أحياء مراقد تفتقر لأدنى شروط العيش الجماعي من هياكل ومرافق خدماتية من شأنها التخفيف من الظاهرة في ظل فسل مؤسسات التنشئة الاجتماعية في لدول الدور المنوط بها