رجعت عادة طلاء الأواني الطينية بسائل القطران من جديد خلال السنوات الأخيرة بعد أن غزت منتوجات هذا النوع من الأواني التقليدية معظم الأسواق الشعبية . يقول البائع عبد الله صاحب محل لبيع المنتوجات التقليدية بسوق الأوراس لاباستي غالبا ما يشتري الزبون قلة او اناء الطين *الطاس* و يطلب معه قارورة القطران الصغيرة كما هو معروف فان الكثير من الأشخاص يفضلون شرب الماء البارد في مثل هذه الأواني و بها رائحة القطران مشيرا إلى أن سعر هذه المادة يختلف باختلاف حجم القارورة ابتداء من سعر 50دج و تحوي كمية كافية لطلاء عدد كبير من الأواني ، هذا و قد صادفنا بالمحل سيدة قالت أن مادة الطين كان يستعملها الأجداد من اجل تلك النكهة المميزة بالماء كما أنها تعمل على أبعاد الحشرات عن الأواني و كثيرا ما قامت الأمهات و الجدات خاصة اللواتي كن يسكن بالأرياف باستعمال القطران عن طريق خلطه بالماء و رشه بحواف المنازل و الغرف من اجل طرد الحشرات لاسيما السامة لمنع خطرها و إبعاد البكتيريا و السموم عن المشروبات و المأكولات ، في حين أشارت أيضا أن الإفراط في استعمال هذه المادة بالأواني قد يشكل في حد ذاته خطرا على صحة الإنسان و عليه لابد من اتخاذ الحذر حين استعماله ، تقول رشيدة أنها لا تشرب الماء خلال أيام الحر إلا إذا كان منسما برائحة القطران و قد اشترت قلة كبيرة بقيمة 1000دج و قامت برش داخلها بقطرات من القطران كما أوصت قريبتها التي جلبت لها اناء من احدى ولايات الجنوب من نوع خاص طاس مغطوس في القطران بأكمله و ترك ليجف بشكل كامل ثم يستعمل بعدها لشرب الماء .كما اضافت محدثتنا *ان للقطران استعمالات متعددة منها علاج الاكزيما و طرد الحشرات و الزواحف و طرد الجن لذلك كانت الجدات تقوم بطليه حول أيادي الصغار ليلة السابع و العشرين من شهر رمضان ليلة فط قيود الجن* كما ان البعض يفضل تسميته ب *عسل القربة* بدل القطران.