- شهادات حية عن واضعي اللبنة الأولى لتفجير الثورة التحريرية احتضن أمس متحف أحمد زبانة ندوة تاريخية حول الذكرى 72 لتأسيس المنظمة الخاصة «لوس» وهناك من يطلق عليها اسم «المنظمة العسكرية السرية» التي أشرفت على تنظيمها مكتب المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين بوهران بحضور عائلة المرحوم المجاهد بلحاج بوشعيب عضو مجموعة 22 و عددا من المجاهدين والأسرة الثورية حيث نشط الندوة كل من الدكاترة المختصين في التاريخ محمد بلحاج، بوشيخي الشيخ والمجاهد سيد أحمد بلبوري. كانت مداخلة الدكتور بوشيخي الشيخ هامة جدا حول اللبنة الأولى لتأسيس المنظمة الخاصة السرية في 18 فيفري 1947 أثناء انعقاد ثاني مؤتمر لحزب الشعب الجزائري في العاصمة، وقد منحت طابعا شبه عسكري،كما أعار المؤتمر الأولوية للعمل المسلح الذي يعد السبيل الوحيد الذي لا يرتد، و الذي يؤدي إلى تحقيق الإستقلال الوطني. كان هدفها التحضير لبدء الكفاح المسلح ضد الإستعمار الفرنسي اعتمدت على هيكل خاص دقيق و مظبوط توزع عبر تقسيم جغرافي و عسكري محدد، سرعان ما تم انتقاء أعضائها من الشباب المتعطش لخوض معركة التحرير . وقد استطاعت المنظمة الخاصة ( L'OS ) رغم المتابعات و المحاكمات و المضايقات المسلطة على أعضائها، أن تضع الأسس والمنطلقات و التصويرات لميلاد مؤسسة عسكرية، تكون بمثابة الإطار العسكري للثورة التحريرية، و هكذا كان ميلاد جيش التحرير الوطني، والذي سوف تعتمد عليه جبهة التحرير الوطني لتخليص البلاد من السيطرة الإستعمارية و إعادة الإعتبار للدولة الجزائرية. و ركز الدكتور بوشيخي على نقطة هامة حيث نوه بالهجوم الشهيرة للمنظمة الخاصة على بريد وهران في 7 أفريل 1949 من أجل الحصول على الأموال حيث أن الوضعية المالية للمنظمة كانت ضعيفة مما استوجب القيام بهذه العملية لإيجاد مفتاح إلى تمويلها الذاتي إذ تمكنت من خلاله المنظمة، وبعد الدراسة و التخطيط، من الحصول على مبلغ ثلاثة ملايين و مئة و سبعون ألف فرنك و كلفت المنظمة الخاصة محمد خيضر بتسيير الأموال على الفور إلى المكان المعني - مصرحا حسب تحليله التاريخي - أن هذا الهجوم كان أول عملية عسكرية في 1949 مهدت لإندلاع شرارة أول نوفمبر التي كان مهدها مدينة وهران . أما الدكتور محمد بلحاج فركز في مدخلته على أسماء مهندسي تأسيس المنظمة الخاصة السرية و منهم الحاج بوشعيب و سويداني بوجمعة ، أحمد بن بلة ، حسين آيت أحمد ، حمو بوتليليس، بن نعوم بن زرقة و غيرهم من الأسماء التي ضمتها المنظمة الخاصة الذي تكفلت بهم عائلات وهرانية منهم الحاجة بن علا ، عائلة الزاوي و غيرهم من فتحوا بيتوهم كمخبأ لهم في تريقو و كريشتل و هناك من تعرض للقبض و التعذيب و حرق منازله . وتم عرض خلال هذه الندوة شريط وثائقي للمخرج شقرون غوثي يضم شهادات حية مع هؤلاء الأبطال أمثال أحمد بن بلة، زوجة حمو بوتليليس، الحاج بوشعيب وغيرهم و ختمتها نجاة بختاوب بالقاء قصيدة شعرية تمجد نضال الشهداء .