تميز الاحتفال بالذكرى المزدوجة 24 فبراير لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين و تأميم المحروقات بالظروف الاقتصادية الاستثنائية التي تعيشها الجزائر جراء تفشي جائحة كورونا و ما ترتب عنها من انعكاسات سلبية على عالم الشغل وحياة العمال و من أجل هذا فإن رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أكد في رسالة بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال56 لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين ،و الذكرى ال50 لتأميم المحروقات على عزم الدولة على تسريع وتيرة معالجة ومواجهة الآثار الاجتماعية السلبية التي خلفتها الجائحة ،و التكفل التدريجي بفئة العمال والعاملات المتضررين من خلال السهر الدائم على مدى متابعة وتطبيق و تنفيذ السلطات العمومية للقرارات و برامج التكفل بالمتضررين المتخذة في هذا المجال ،و في الشق الاقتصادي عرج رئيس الجمهورية على رفع تحدي الانتقال الطاقوي الذي أصبح ضروريا بل هو خطوة مستعجلة ستساهم حتما في تطور الاقتصاد وتخفيف التبعية للمحروقات ،فقد آن الأوان لتقطع الجزائر بفضل إمكانياتها و ثرواتها الطبيعية والكفاءات البشرية التي تمتلكها تلك الخطورة المصيرية والحاسمة و التي سبقتنا إليها دول كثيرة ،كما أصبح العالم يراهن عليها كيف لا وهي طاقة المستقبل خاصة أن بلادنا تمتلك من القدرات ما يجعلها تحقق الانتقال الطاقوي نحو الطاقة الشمسية والطاقة بواسطة الرياح بكل نجاح وفعالية ،وليس هذا فحسب بل إن السيد رئيس الجمهورية أشاد كثيرا بخبرة وتجربة إطارات قطاع المحروقات في تطويره ليضاف ذلك الجهد الجبار إلى مسار ورشات كبرى فتحتها الجزائر باتجاه تنويع الاقتصاد وتوسيع الاستثمارات في قطاعات أخرى من صناعة تحويلية و فلاحة و سياحة و أكد رئيس الجمهورية على انه لا يمكن تجسيد ذلك سوى بتثمين وتأهيل وإعادة الاعتبار للعنصر البشري لأنه المحرك الحقيقي لأي إقلاع صناعي وتنموي ونهوض اقتصادي ، وهكذا فإن الخطوط العريضة للإصلاحات الاقتصادية التي ستكون لها حتما انعكاسات إيجابية على الجزائريين ترتكز حاليا على أهداف مهمة هي تحقيق الأمن الغذائي و الصحي ،و الإقلاع الحقيقي لمسار الانتقال الطاقوي ،و تبني الاقتصاد الرقمي في جزائر جديدة قوية بلا فساد ولا كراهية ،و تلك أهداف فرضتها خصوصية الظروف الصحية والاقتصادية في بلادنا ،حيث أنه لا يخفى على أي كان أن جائحة كوفيد 19 تعد امتحانا صعبا وتحديا كبيرا واجهته الجزائر في العام الماضي و هي لا تزال تحت تأثير نتائج الحراك الشعبي والوضع الاقتصادي المنهار الذي لم نكن نحسد عليه ،لكنها تجاوزت ذلك الظرف الصعب رغم كل الصعوبات ،كما أن الجبهة الاجتماعية قد تأثرت كثيرا بالجائحة و استطاعت الدولة من خلال خطة تضامن أن تساير الوضع و تتكيف مع إكراهات ومتاعب مسار كورونا إلى أن نجحت في شراء التطعيم المضاد للفيروس وأصبح في متناول الجزائريين ،لكن الجزائر واصلت جهود الإصلاح والتقويم الاقتصادي بإجراءات وقرارات كثيرة منها عملية إدماج أصحاب عقود ما قبل التشغيل ،و أجرت إصلاحات للنهوض بقطاعي الصناعة والفلاحة و سعت إلى التقليص من فاتورة الاستيراد و عملية الرقمنة وكلها مساعي تصب في اتجاه واحد هو إنعاش الاقتصاد لتحقيق رفاهية المواطن وتحسين حياته