مثلما كان متوقعا وأشارت إليه "الجمهورية" جولات قبل نهاية الموسم، هاهو اتحاد بلعباس يغادر الرابطة الأولى بعد 6 مواسم صمد فيها ضمن الكبار، حيث كان قد حقق الصعود في 2015/2016، وحقق كأسا للجمهورية وأخرى ممتازة، ومشاركة قارية، لتتراكم عليه المشاكل من صراعات وديون وتصفية حسابات وسوء تسيير وغياب المراقبة والتستر عن ملفات شائكة وصلت لحد تحويل أموال الدولة بطرق غير شرعية، وبشهادة كثيرين منهم حتى برلمانيين في سيدي بلعباس، خرجوا للعلن وقدموا تصريحات وبالدلائل، لكن لا شيء تغير، ليدفع الفريق الثمن غاليا ويسقط بطريقة مهينة، وبأيدي أبناءه. فببلوغ الجولة 38 والأخيرة في الرابطة الأولى لم يحصد رفقاء خيراوي سوى 38 نقطة أي بمعدل نقطة في كل مباراة، حيث فازوا في 9 لقاءات، وتعادلوا في 11 بينما خسروا 18 لقاء، بخط هجوم ضعيف، لم يقدم ما كان مرجوا منه رغم وجود أسماء تملك الخبرة والتجربة حتى خارج البطولة الوطنية. وسجل اتحاد بلعباس 32 هدفا فقط غالبيتهم من توقيع مدافعين ولاعبي وسط، ناهيك عن الخط الخلفي الذي بقي الأسوأ طيلة الموسم، حيث اهتزت شباك الحارسين مرسلي وزعراط في 58 مرة وهو رقم كارثي. إدارتان، 3 مدربين ولاعبين بالجملة في موسم واحد وعرف هذا الموسم ببلعباس وجود إدارتين الأولى بقيادة المدير العام مرسلي ومناجيره بن قورين وبقية الأعضاء ممن راحوا يتخلون عن لاعبي الموسم الفارط، ويجلبون 14 لاعبا جديدا برواتب خيالية على غرار الورثاني، مواقي، بلمختار، بلغربي، إيتيم، خدير، خيراوي، وناس والبقية، ومدرب إسمه بوغرارة رفقة مساعدين ومدرب حراس، ناهيك عن محضر بدني، ليشرعوا في العمل بديون تضاعفت من جولة لأخرى، ليرحل المدرب بوغرارة في أول جولة كانت أمام أهلي برج بوعريريج، بسبب عدم تأهيل اللاعبين الجدد، ما جعلهم يستنجدون بالمدرب التونسي بوعكاز الذي واصل هو الآخر سلسلة النتائج السلبية، وتلقى هزائما تاريخية على غرار مباراة وفاق سطيف التي اهتزت فيها شباك العبابسة في ثمان مناسبات، لتظهر إدارة أخرى يرأسها الهناني، وبعض المساهمين، مع تعيين مدير جديد هو مقدس ومناجير إسمه زازو سمير، لم يعمرا سوى سويعات فقط، ليجلب الهناني المدرب سليماني الذي ظفر ببعض النقاط لم تكن كافية لضمان البقاء، رغم أن الفرصة كانت مواتية له حين استقبل سريع غليزان داخل الديار. هذه الوضعية زادتها مقاطعة الكوادر للفريق ورحيل بعض الأسماء دون رجعة، أمام صمت الجميع ليدفع الفريق الثمن غاليا. وحسب العديد من المعطيات التي تدور داخل البيت العباسي، فإن الفريق لن يقدر على استقدام لاعبين جدد بسبب الشكاوى التي تتهاطل بشكل يومي من لجنة المنازعات. وحسب تصريحات المدرب سليماني وما تقوم به الإدارة بالإبقاء على شبان المدرسة فقط، فإن الموسم المقبل سيلعبه اتحاد بلعباس من أجل البقاء في الرابطة الثانية لا غير، خاصة أن مستوى العديد من الشبان محدود والدليل نتائج فئة الرديف التي كانت كارثية، وهو ما لن يتقبله محبو النادي لا محال، والذين باتوا يصرون على رحيل الجميع، وهو ما يحدث في كل نهاية موسم في سيدي بلعباس، لتنطلق الإشاعات والحسابات والأحلام . ولم يظهر أي أثر للرئيس الهناني الذي وعد الأنصار بعدم سقوط الفريق، وأن هذا المصطلح لا يوجد في قاموسه إطلاقا، وأنه سيواصل المغامرة ضمن الكبار مهما حدث، ولكن جاء العكس، ليختفي عن الأنظار مباشرة بعد نهاية لقاء المكرة مع الضيف سريع غليزان الذي انتهى بالتعادل السلبي ورهن الحظوظ في البقاء، في وقت أطلق فيه المدرب سليماني تصريحات اثارت غضب محبي الإتحاد في تكوين فريق شاب تنافسي، في وقت تصر الفرق المنافسة على الصعود لا غير، في حين لجأ العديد من اللاعبين للجنة المنازعات للحصول على مستحقاتهم ووثائق تسريحهم. وتجدر الإشارة أن اتحاد بلعباس أنهى موسمه بهزيمة داخل الديار على يد شباب قسنطينة (0-1)، كانت منتظرة، بعد أن رسم الفريق سقوطه منذ جولات خلت.