سأخاطبك بأنا ، لأن ابن عربي علمني أن المحبة لا تصلح بين اثنين حتى يقول الواحد للآخر " يا أنا " ، .. يا أنا و أنا أحضر هذا الاعتراف والتكريم الجميل لشخصكم هو تكريم لنا جميعا ، واعتراف بالجمال والحرف ومداد القلم واعتراف بالخيبات والفرح ، وقد جال بخاطري اللحظة ما عاشه ابن رشد عندما زحفت الغوغاء على بيته وأحرقت كتبه ، حينها قال لأحذ تلامذته عبارته الشهيرة الخالدة " لا تبكي لأن للأفكار أجنحة تطير بها لأصحابها " ، وتعلم يا " أنا " أكثر مني أن نهضة أوربا بدأت عندما قرأت كتب ابن رشد وسقطت الأندلس عندما أحرقت كتبه ، ..تعلم يا " أنا " أن المسرحي الجميل والشاعر لوركا الذي أعدمه الثوار في اسبانيا ، قال أكثر الأفراح حزنا أن تكون شاعرا وأنا أقول متأسفا " أكثر الأفراح حزنا أن تكون كاتبا وناقدا واعيا جميلا صادقا " . أقول لكم يا " أنا " .. تغرب شمس المدن ولا تغرب ابتسامتك وانسانيتك وتواضعك ، هذا العرس يليق بكم ..نحضر عرسك وفرحك بالرغم من قولك لي ذات مرة أنك جد متعب من السطحيين والأدعياء .. شكرا لكم و أنت تقول لي .. أنا لم أقم سوى بتقديم تحف أدبية أعجبتني كثيرا، علما أني كتبت مقدمة" قلب مختل عقليا "مباشرة بعد عملية جراحية في تونس وكانت الضمادات على الرقبة ، ثم برمجت نصوصك كتطبيقات وبحوث في الجامعة ، الأشياء الجميلة تفرض نفسها مهما عاملناها بشكل سيء ، دام حضورك ودام تواضعك ..