- وجوب أخذ الخبر من مصدره العلمي والابتعاد عن الأخبار الكاذبة والمغلوطة - دعوة المواطنين إلى التلقيح باعتباره السبيل الوحيد للقضاء على تفشي الوباء - أغلب الوفيات تتعلّق بحالات في الإنعاش أصيبت بالمتحوّر «دلتا» ولم تتلق التلقيح أكّد البروفيسور رياض مهياوي، عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا في الجزائر، أنّ الوضعية الوبائية في الجزائر تعرف استقرارا خلال الأيام القليلة الماضية، مستدلا في ذلك بعدد الحالات التي تماثلت للشفاء والتي قاربت الألف مريض يوميا، داعيا المواطنين إلى التقرب من المصالح الإستشفائية والعيادات لأخذ الجرعات اللازمة من اللقاح باعتباره السبيل الوحيد للقضاء على تفشي وباء كوفيد 19. أوضح، البروفيسور رياض مهياوي، عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا في الجزائر، في اتصال جمعه مع « الجمهورية»، أمس، أن الجزائر بلغت رقما قياسيا في عدد الإصابات بكوفيد 19 يوم الثلاثاء الماضي بتسجيلها ل 2500 حالة، مؤكدا، أن الأرقام تعرف انخفاضا منذ ذلك الوقت حيث تستقر حاليا في ما بين 1100 و1400 حالة يوميا، وهو ما يعني، يضيف، «لا يمكننا التأكيد ببلوغ الذروة باعتبار ذلك يبقى مجرد تكهنات وبائية، والفصل في مسألة الذروة تكون بعد تسجيل استقرار في الإصابات طيلة أسبوع إلى أسبوعين كاملين». مضيفا، أن متحوّر دالتا الذي ظهر في الصائفة الماضية لا يزال منتشرا وسط بعض المرضى، إلا أن سرعة انتشار المتحوّر أوميكرون الذي تعتبر نسبة خطورته أقل من «دالتا»، حالت دون تسجيل عدد كبير من الوفيات، مبرزا، أن المتحوّر «أوميكرون» إلى غاية الآن لم يتسبب في وفيات في الجزائر، ولم تسجّل المصالح الاستشفائية إلى غاية اليوم حالات وفاة بالمتحوّر «أوميكرون»، لأنّ أغلب الوفيات تتعلّق بحالات في الإنعاش أصيبت بالمتحوّر «دلتا» ومعظمهم لم يتلقوا التلقيح ما جعلهم غير قادرين على مجابهة مخاطر الفيروس، مبرزا أنّ أغلبهم يكون مصيرهم الموت، خاصة وأنّهم غير ملقحين ما يزيد الوضع صعوبة، كما أنّهم يوضعون تحت التنفس الاصطناعي لأيّام عديدة ويأتون في حالات متقدمة. وفي ردّه على سؤال متعلّق بعدم قساوة الموجة الرابعة مقارنة بالموجة الثالثة التي شهدتها الجزائر الصائفة الماضية، أكّد البروفيسور رياض مهياوي، أن وزارة الصحة اتخذت إجراءات استباقية قبل دخول الموجة الرابعة للجزائر وهو ما سمح بتخفيف الضغط على المستشفيات، كما اعتبر ذات المتحدّث أن الجزائريين بعد عامين من الوباء أصبحت لديهم ثقافة استشفائية. مبرزا أن الكثير من المرضى اكتفوا بأخذ وصفات طبية وقاموا بالحجر المنزلي الكافي، وهذا عكس ما حدث في الموجة الثالثة، أين اكتظت المستشفيات بالمرضى سواء كانوا في حالات حرجة أو أحسّوا فقط بالأعراض وتنقلوا للمستشفيات وهو ما أرهق الطاقم الطبي من جهة وكذا شكّل حالة استثنائية مما سمح في خلق عديد من الأزمات كنقص الأوكسجين والأدوية والأسرّة، وهذا ما لم نلمسه خلال الموجة الرابعة أين كانت كل الأوضاع متحكّم فيها. كما أضاف، عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا في الجزائر، أن « الموجة الرابعة لكوفيد 19 فاجأتنا بعدم قسوتها والحمد لله، هذا ما سمح في التحكّم في الوضع الوبائي، حيث أنه وبالرغم من تسجيل الجزائر رقمها القياسي في عدد الإصابات خلال هذه الموجة إلا أن عدد الوفيات كان منخفضا كثيرا، وههذا ما شهدته أغلب دول العالم خلال الموجة الرابعة، حيث عرفت دول كالولايات المتحدة الأمركية والدنمارك وعديد الدول الأوروبة التي تشهد يوميا الملايين من الإصابات ولكن لا تسجّل وفيات وذلك بالسبب المناعة المكتسبة إما عن طريق التلقيح أو عن طريق العدوى. وحول الدعاية المغرضة التي يتعرّض لها اللقاح في الجزائر، أكّد البروفيسور مهياوي، أن الملايير من الشعوب استعملت اللقاح عبر العالم ولا تزال عديد المخابر تنتج نفس اللقاحات، ولم تسجّل منظمة الصحة العالمية تجاوزات أو أعراض خطيرة على الملقحين عبر العالم، ولكن رغم ذلك يضيف، «أعتقد أنه على المواطنين المشاركة بقوة في الحملة الوطنية للتلقيح باعتباره السبيل الوحيد للحد من إنتشار الوباء وبلوغ المناعة الجماعية، داعيا، المواطنين إلى أخذ الخبر من مصدره العلمي والابتعاد عن كل الأخبار الكاذبة والمغلوطة والتي تروّج من هنا وهناك وتسيء إلى سمعة اللقاح. ودعا البروفيسور رياض مهياوي، المواطنين إلى ضرورة احترام البروتوكول الصحي، مؤكدا، ضرورة أن يرتدي كل طفل يبلغ من العمر ست سنوات فما فوق الكمامة واحترام مسافات التباعد الجسدي، خاصة على مستوى المدارس، مبرزا، وجوب دفع الأشخاص أكثر من 18 سنة للتلقيح. والبداية بالأشخاص المحيطين بالتلاميذ لتفادي وصول العدوى إليهم. مشيرا إلى أن هناك عزوفا شديدا عن التلقيح.