إستعدت / وهران ، بالطريقة المعهودة، لإستقبال الوزير الأول ،عبد المالك سلال .كغيرها من ولايات الجزائر العميقة التي تحظى بزيارة تفقدية للمسؤولين الكبار، بأعلى هرم السلطة ، رئيس الجمهورية ،ورئيس الحكومة. وكما عهدنا ، إعتمدت مختلف مصالح البلديات ، التي سيتفقد بها عبد المالك سلال عددا من المشاريع والمؤسسات والأشغال ، على سياسة البريكولاج في تصليح هذا الرصيف وملء حفر هذه الطريق أو تلك وطلي بعض الأماكن والحواشي ،حتى الأشجار تم صبغها عشوائيا بمادة الكلس، ما أسفر عنه مناظر مقلقة وغير سوية،ما كانت لتفرض نفسها لوراقب مسؤولو البلديات وأميارها أنفسهم وأدّوْا مهامهم بضمائر حية وبوعي وبواجب وطني. لقد إعتصر قلبي وأنا أرى منظر نهج جلاط الحبيب (نهج كناستيل) المؤدي مباشرة إلى نزل الشيراطون ، نهج رئيسي وإستراتيجي، لكن أرصفته مهترئة ومتآكلة ،لم تستفد من إعادة التسليط منذ أزيد من أربيعن سنة حسب السكان وأهل المكان ولأن الوزير الأول سيحل به حسب البرنامج المسطر فقد عكفت به مصالح بلدية وهران قبل يومين على عمليات الترقيع التي وضعته في حال أسوأ من سابقه ، حيث إختلط التنميق بالزفت هنا ، و البلاط هناك و الإسمنت في الوسط، مسكينة هي وهران لما شهدته وعاشته في هذه الأيام القليلة القادمة. الرئيس السابق لدائرة أرزيو، والوالي السابق لوهران، الذي حظي بعدد من الحقائب الوزارية، قبل أن يتولى مهمة الوزير الأول قبل أشهر، دونماشك يعرف جميع الحواشي المظلمة بوهران، أكثر من غيره من المسؤولين الذين يتحكمون في زمام هذه المدينة المتوسطية، التي تفتقر اليوم ، أكثر من الأيام السابقة ، لأدنى المظاهر و المواصفات التي تشترك معنا فيها دول حوض البحر الأبيض المتوسط جميعها ، ولو أنتبه حوله في كل نقطة سيحطّ بها لأدرك أن وهران سيئة الحظ ، لا يُقدِرها من قبل أو إفتك الولاية عنها والمسؤولية عليها، الذين يعملون على تزيينها في المناسبات فقط و أثبتوا عجزهم وفشلهم في إبقاء ، المكان جميلا ولائقا ، فبقيت الشوارع والأنهج والأحياء ،مهملة ووسخة ورديئة ، رغم عمليات التجديد والتصليح المتكررة والمتواصلة على مدار العام هنا وهناك وهذا ما ينطبق تماما على المثل الشعبي الذي نستحي من ذكره "وجه الكوميسير" إن سياسة البريكولاج والترقيع التي تعتمدها كافة مؤسسات الدولة هي من إفرازات ظاهرة الفساد التي تجدرت عند الجزائريين بمختلف أعمارهم ومستوياتهم وتخصصاتهم ، فولدت معوقات ذهنية وجسدية، لا تفكر ولاتنجزُ إلاّ المؤقت ، الذي لا يصلح لا اليوم ولا غدا، بالرغم من المبالغ المالية الباهضة التي تصرف لإنجاز عديد المشاريع والأشغال الآنية والإستعجالية، إنه المال العام الذي جاءنا من ريع البترول، وأكسبنا بحبوحة يحسدنا عليها العدوّ الصديق لكننا لا نحسن إستغلالها أو إستثمارها فهي ، أن لم تذهب في المشاريع والإنجازات غير المجدية وغير المثقفة ، ذهبت نهبا تفنن فيه مسؤولون ممن يفترض فيهم حمل الأمانة بصدق.