تناوُل موضوع "الشيطان أو ابليس"والتحذير منه لم يعد من اختصاص الدعاة وحدهم بل صار الإعلام يهتم به " لتقاسُم الأعباء" وتعريف الناس بأساليب خداعه ولفت الانتباه إلى مكائده . ابليس هو الشيطان الأكبر الذي أمر بالسجود لأدم فأبى واستكبر وكان من الكافرين، فحقت عليه اللعنة إلى يوم الدين هو وذريته ونسله وصلبه، فكل من يقوم بالإغواء والفواحش فهو شيطان حتى ولو كان إنسانا بإجماع العلماء. وبينما اكتب هذه الكلمات وسوس إبليس لي قائلا: لماذا أنت متحمس للكتابة ؟ ليس هناك من يقرأ، وإذا قرأوا لك لن يتعضوا، ألا يجدر بك أن تكتب مثلا عن موجة الحر أو عن الغلاء الفاحش للسلع أو عن الاحداث الدولية الساخنة ولم التفت إليه لأنه يريد أن يصرفني عن عمل أكثر خيرا، فتساءلت في قرارة نفسي، من المنطق نحن البشر أن نتغلب على الشيطان ،لأننا نعرف أساليب عمله وكيفية استدراجه لنا بالطريقة الوحيدة لديه والمعروفة بخطة " خطوة خطوة "حتى يسقطنا في الذنوب والمعاصي أو يوجهنا على الأقل لأشياء ثانوية ثم يقول لنا إني أخاف الله . وتساءلت في قرارة نفسي كيف له هذه الحيل الاستدراجية ؟ فرد أني اتعامل مع الغافلين خاصة عن ذكر الله المتواجدين في الأسواق والملاهي وأماكن الاختلاط ، أوزّع عليهم الأماني والسّراب مجانا ، أزيّن لهم مال الحرام والربا ، أحبّب إليهم كل أنواع الشهوات وخاصة منها في رمضان أغرس في نفوس قليلي الايمان فاكهة النميمة والغيبة، أعدهم بالفقر والقسوة كلما أرادوا التصدق وبالفحشاء والمنكر كلّما رغبوا في التوبة، أحبّب إليهم الاستماع إلى الأغاني، وأزرع في قلوبهم الحسد والبغضاء والشحناء والغرور.ويضيف ابليس اني لا أترك أحدا حتى أحثه عن طريق الاستدراج حتى التّقيّ الورع أدعوه الى التكاسل واشغله بالمال والأولاد لتأخير أداء الصلاة والصدقة ودفع الزكاة وتأجيل الزيارات للمريض أشغله فلا أترك أحدا من بني البشر يستريح مهما كانت تقواه لأني «شغال» بدون توقف ولا أستريح إلا عندما أدخل الناس فرادى وجماعات إلى النار اذ ليس لي صديق بالمفهوم البشري فتساءلت: هل تقوم بكل هذه الأعمال بمفردك ؟ فقال: لي أعوانا من الإنس ينوبون عني، فعندما يوفر لي الإنسان البيئة المناسبة لغرس الوسوسة والضغينة فهو شريك لي يساعدني على الإثم والعدوان في أداء مهامي على أكمل وجه الى يوم الدين ، فقلت له وما الحل لمواجهتك؟ فقال: يكفي أن تداوم على الأستعاذة من كل ذنب وشر ومعصية ووسوسة بقولك "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، والإكثار من قراءة القرآن والمحافظة على الذكر ساعتها فقط لن يكون لي عليك سلطان.