في إطار سياسة هندسة التجويع الممنهجة، يواصل الاحتلال الصهيوني إغلاق ما يسمى "معبر زيكيم" في قطاع غزة منذ عشرة أيام متواصلة، مانعا إدخال أي شاحنات منه، فيما عمد إلى تقليص المساعدات عبر معبري "كرم أبو سالم" و"كيسوفيم" اللذين أغلقهما لعدة أيام خلال الفترة الماضية أيضا. أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس، أن قطاع غزة يحتاج يوميا إلى أكثر من 600 شاحنة مساعدات لتأمين الحد الأدنى من احتياجات أكثر من 2.4 مليون إنسان، في ظل انهيار شبه كامل للبنية التحتية نتيجة الحرب والإبادة المستمرة. وحمل الاحتلال وحلفاءه المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة، مطالبا الأممالمتحدة والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري لفتح المعابر وضمان التدفق المنتظم للمساعدات الإنسانية، وخاصة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية المنقذة للحياة. كما طالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه المروعة بحق المدنيين العزل. وتزداد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تعقيدا بسبب تعنّت الاحتلال الصهيوني في منع دخول المساعدات الإنسانية واستمرار القصف على كافة المناطق وما تبقى من منشآت طبية وخدماتية وخيام النازحين. حيث يرتكب إبادة جماعية تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلا النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وفي اليوم 717 من حرب الإبادة على غزة، واصل جيش الاحتلال الصهيوني قصف المباني السكنية ومخيمات النازحين، حيث أكدت مصادر في مستشفيات القطاع استشهاد 31 فلسطينيا منذ فجر أمس من بينهم 27 بمدينة غزة. وأوضحت نفس المصادر، أن مستشفيي "الرنتيسي" للأطفال والعيون خرجا عن الخدمة جراء الاستهداف المستمر لمحيط المستشفيين، إضافة إلى تدمير مركز صحي للإغاثة الطبية في مدينة غزة، مشيرة إلى أن مستشفى العيون هو المستشفى العام الوحيد الذي يقدم خدمات العيون في محافظة غزة وكذلك مستشفى الرنتيسي بما يحتويه من خدمات لا تتواجد إلا في هذا المستشفى. وأكدت أن الاحتلال يتعمد وبشكل ممنهج ضرب منظومة الخدمات الصحية في محافظة غزة وذلك ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع. وشدّدت على أن المرضى والجرحى يواجهون صعوبة بالغة في الوصول إلى المستشفى الميداني الأردني ومستشفى القدس نتيجة القصف المستمر. كما لا يوجد أي طرق آمنة تمكّن المرضى والجرحى من الوصول إلى المستشفيات. من جانبها نشرت "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس"، أمس، مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي، لديها آلون أوهام، يدعو فيه الإسرائيليين للتظاهر للمطالبة بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين لا زالوا في قبضة المقاومة بغزة. وقال الأسير آلون "أطالب الحكومة الأمريكية بالتوقف عن دعم قرارات نتنياهو"، مضيفا أنه "على المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ألا يدع نتنياهو يقتلنا..الأسرى تحوّلوا إلى عبء على الحكومة وهي تحاول التخلّص منا".