الرابطة الأولى موبيليس (الجولة ال 28): النتائج الكاملة والترتيب    حبوب: انطلاق حملة الحصاد و الدرس عبر الولايات الشمالية و مؤشرات تبشر بمحصول وفير    لجنة ال24 الأممية: دول أفريقية وآسيوية تطالب باحترام حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال    رئيس مجلس الأمة يستقبل سفير المملكة العربية السعودية لدى الجزائر    مؤسسة "اتصالات الجزائر" تنظم حملة وطنية للتبرع بالدم    كتاب "الكسكسي, جذور وألوان الجزائر" في نهائي نسخة 2025 لجوائز مسابقة "غورموند وورلد كوكبوك"    الإعلام الوطني سيواصل العمل لحماية الموروث الحضاري والثقافي الوطني    الجزائر تواصل التزامها بحماية حقوق الطفل    رقمنة قطاع التعليم العالي ساهم في تحسين الخدمات الجامعية    مداحي: الرقمنة والعصرنة خيار استراتيجي لتسيير المرافق السياحية    المعرض العالمي بأوساكا: عروض فرقة "أروقاس" من جانت تستقطب اهتمام الجمهور الياباني    مراد: تنمية المناطق الحدودية على رأس أولويات الدولة    موسم الاصطياف 2025 والاحتفالات بالذكرى 63 لعيد الاستقلال محور اجتماع للمجلس التنفيذي لولاية الجزائر    شراع/المنتخب الوطني: ثمانية عناصر وطنية تجري تربصا اعداديا بالجزائر الشاطئ    مؤسسة صناعات الكوابل ببسكرة: إنتاج 2000 طن سنويا من الكوابل الخاصة بالسكة الحديدية    جامعة "جيلالي اليابس" لسيدي بلعباس: مخبر التصنيع, فضاء جامعي واعد لدعم الابتكار    الرابطة الأولى موبيليس: مولودية وهران تضمن بقاءها وأولمبي أقبو وإتحاد خنشلة يقتربان من النجاة    قافلة الصمود تعكس موقف الجزائر    قافلة الصمود تتحدّى بني صهيون    الاختبارات الشفوية ابتداء من 6 جويلية    الجيش يواصل تجفيف منابع الإرهاب    منصوري تشارك في أشغال الاجتماع الوزاري    اختبار مفيد رغم الخسارة    رانييري يرفض تدريب إيطاليا    الأسطول الوطني جاهز للإسهام في دعم التجارة الخارجية    رفعنا تحدي ضمان التوزيع المنتظم للماء خلال عيد الأضحى    الفواكه الموسمية.. لمن استطاع إليها سبيلاً    غزة: استشهاد أكثر من 24 فلسطينيا وإصابة العشرات    ولاية الجزائر : مخطط خاص لتأمين امتحان شهادة البكالوريا    الجزائر نموذج للاستدامة الخارجية قاريا    بنك بريدي قريبا والبرامج التكميلية للولايات في الميزان    الاحتلال الصهيوني يتعمّد خلق فوضى شاملة في غزّة    تطوير شعبة التمور يسمح ببلوغ 500 مليون دولار صادرات    الرباط تحاول فرض الدبلوماسية الصفقاتية    ميسي أراح نفسه وبرشلونة    إنجاز مقبرة بحي "رابح سناجقي" نهاية جوان الجاري    تأجيل النهائي بين ناصرية بجاية واتحاد بن عكنون إلى السبت    استقبال مميز لمنتخب كرة السلة 3*×3 لأقل من 21 سنة    "الطيارة الصفراء" في مهرجان سينلا للسينما الإفريقية    تأكيد على دور الفنانين في بناء الذاكرة    برنامج نوعي وواعد في الدورة الثالثة    "كازنوص" يفتح أبوابه للمشتركين من السبت إلى الخميس    تحسين ظروف استقبال أبناء الجالية في موسم الاصطياف    رحيل الكاتب الفلسطيني علي بدوان    عنابة: عودة أول فوج من الحجاج عبر مطار رابح بيطاط الدولي    فتاوى : أحكام البيع إلى أجل وشروط صحته    اللهم نسألك الثبات على الطاعات    القرآن الكريم…حياة القلوب من الظلمات الى النور    جريمة فرنسية ضد الفكر والإنسانية    قِطاف من بساتين الشعر العربي    صور من مسارعة الصحابة لطاعة المصطفى    الشروع في إلغاء مقررات الاستفادة من العقار    معرض أوساكا العالمي : تسليط الضوء على قصر "تافيلالت" بغرداية كنموذج عمراني بيئي متميز    صحة: اجتماع تنسيقي للوقوف على جاهزية القطاع تحسبا لموسم الاصطياف    الاستفادة من تجربة هيئة الدواء المصرية في مجال التنظيم    الجزائر تودع ملف رفع حصة حجاجها وتنتظر الرد    تحديد وزن الأمتعة المسموح به للحجاج خلال العودة    لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعب وعبادة
رحلة إلى العمرة: من أدرار إلى مكة المكرّمة
نشر في الجمهورية يوم 12 - 10 - 2010

عندما أخبروه بأن تسجيله لأداء مناسك العمرة قد قبل لم يستطع أن يصدق ذلك لأنه قبل هذا كان ينتابه الكثير من الشك حول هذا الأمر وأن تتاح له فرصة زيارة البقاع المقدسة ولكم أن تتخيلوا المسافة الموجودة بين أدرار ومكة المكرمة، إنها فعلا مسافة كبيرة جدا، وقد حدد موعد الإنطلاق والسفر بتاريخ 10 أوت 2010 ليؤجل فيما بعد إلى مساء يوم 22 أوت.
وبعد إنهاء كل الإجراءات الضرورية، جاء دور الأمتعة التي يحملها معه المعتمر من ملابس، وحقيقة ثانية خاصة باللوازم الضرورية من إبريق للقهوة، وآخر للشاي وطنجرة (وعاء) للطبخ، وبعض الخضر وخاصة السكر والشاي والقهوة وأشياء أخرى عديدة...
وبعد أيام من الإنتظار تحت شمس حارقة جاء شهر رمضان المبارك بدق أبوابنا، لنغير نظامنا الغذائي، وعاداتنا وأوقاتنا وأن نودع النوم الذي كان يغلب علينا في الأيام السابقة ويترك آثار بارزة على وجوهنا وعيوننا خاصة وسوف يستمر هذا طيلة شهر كامل، وهو شهر الرحمة والمغفرة والتقوى والإيمان والخشوع لله تعالى، لكن في الأسواق هناك التهاب في الأسعار.
إننا قبل أن نصل إلى الجزائر العاصمة علينا أن نمر بمراحل عديدة من بشار التي تكون فيها حركة المرور صعبة جدا بسبب مشاكل لم تجد الحلول المناسبة لها بعد ومن بشار تكون الوجهة نحو وهران عاصمة الغرب الجزائري لقد قطعنا 1300 كلغ وبقي لنا 450 كلم أخرى لكن لحسن الحظ إن الطريق السريع شرق غرب يسهل علينا كثيرا الطريق والرحلة، لكن بوجود مخالفات وأمور غير متوقعة على الطريق من تجاوزات وسرعة مفرطة فإننا نعاني كثيرا لكن عندما يكون رجال الدرك علي الطريق فإن كل الأمور تعود إلى طبيعتها وكأن ساحرا ما فعل فعلته وعند الخروج من سعيدة كان هناك ضباب كثيف قد أزعج كثيرا حركة المرور ومستعملي الطريق مما اضطر السائقين على إشعال الأضواء الخاصة ولم يتبدد ذلك الضباب إلاّ عندما وصلنا الى غليزان وهي منطقة يجب المرور عبرها للوصول الى الطريق السريع شرق- غرب.
وها نحن على الطريق السريع شرق - غرب حيث أنه رغم فرض سرعة 120 كلم في الساعة كأقصى سرعة، فإن بعض السائقين يتجاوزونها ويقودون سياراتهم بسرعة تصل الى 150 كلم في الساعة و180 كلم في الساعة وهم بذلك يعرضون حياتهم للخطر، وكذلك حياة الآخرين لكن لا حياة لمن تنادي ومن يسمع ويعي هذا الكلام إننا بدأنا نحس بازدحام حركة المرور في مدينة البليدة حيث يصعب كثيرا على السيارة أن يتسلل مابين السيارات إلا باستعمال طرق جانبية، وفي مطار الجزائر العاصمة الدولي، وجد المسافرون إلى جدة صعوبات في الحصول على العربات الخاصة بوضع الأمتعة لأن هذه العربات غير متوفرة وإذا ما حصلت وفزت بعربة واحدة فإن عددا من الناس يقصدك ليحمل أمتعته معك وإن تطلب الأمر أن يدفع لك مالا مقابل ذلك وتصل بصعوبة كبيرة إلى أول مركز للمراقبة ولتفتيش الأمتعة حيث تمر الامتعة عبر بساط ليفحصها ويراقبها جهاز السكانير، مع تفتيش للمسافرين ذاتهم، وهنا لا يترك أي شيء للصدفة وبمجرد أن تجتاز هذا الحاجز فإن عربات نقل الأمتعة تتوفر بشكل ملفت للنظر وبكميات كبيرة وهنا يتوجه المعتمر وتذكرة الطائرة بيده إلى أول شباك لتسجيل أمتعته لكن مفاجأتنا كانت كبيرة عندما أخبرنا بأن اتجاه الطائرة قد تغير، فبعد أن كان مقررا أن نتوجه الى المدينة المنورة مباشرة فإن الاتجاه قد أصبح الى مدينة جدة وهذا قد سبب استياء كبيرا لدى المسافرين، لأنه في هذه الحالة فإنه انطلاقا من مدينة جدة فإن المعتمرين لن يتوجهوا مباشرة إلى مكة، بل إلى المدينة المنورة على بعد 450 كلم عن مكة ليستقروا هنا لمدة أربعة الى خمسة أيام ثم ينتقلون بعدها مباشرة الى مدينة جدة وكل هذه المسافات يقطعها المعتمر بالحافلة وهو أمر شاق ومتعب للمعتمرين وهم صائمين لكن من يسمع هذا الكلام ويعيه فالأفضل أن لا تقول شيئا لتحميل وكالات السفر مسؤولية ذلك ونقصد هنا وكالة السفر الزعاطشة التي تكفلت بهذه الرحلة.
ويعود المسافرون إلى قاعة الركوب حيث يتم من جديد تفتيشهم مع أن المسافرين قد بدأوا يحسون بالقلق ويفقدون صبرهم فمن شرطة الحدود إلى الجمارك كلهم مجندون للتفتيش، وهذا في انتظار عملية تفتيش أخرى في مطار المملكة السعودية لا يحق للمسافر أن يحمل مقصا أو سكينا وهو يتعرض لتفتيش مغناطيسي وأخيرا كان الركوب وأصبح كل المسافرين داخل الطائرة وهي طائرة بوينغ تابعة لشركة الخطوط الجوية السعودية وقد كانت الساعة السابعة وأربعين دقيقة عندما أعلن قائد الطائرة عن موعد الإفطار ولم يحصل المسافرون للإفطار سوى على ثلاث حبات تمر وجرعة ماء وفقط، إنه حقا فطور يسود صفحة شركة النقل الجوي هذه لكن في هذه المرة لقد برز كرم الجزائريين حيث أن المسافرين قد أخرجوا ما كان لديهم من تمر وبوراك وخبز الدار ومياه معدنية مما أدهش أفراد طاقم الطائرة.
وأقلعت الطائرة على الساعة الثامنة و28 دقيقة مساء بدلا من الساعة الثامنة و15 دقيقة مساء كما كان مقررا وبعد رحلة دامت أربع ساعات و28 دقيقة لتصل إلى جدة وحلقت الطائرة في الهواء على ارتفاع أكثر من 6 آلاف متر، وقد سجل انخفاض في درجة الحرارة وكانت سرعة الطائرة 900 كلم ودرجة الحرارة ناقص 49 درجة والارتفاع 11 ألف متر.
وفي زيارة خاطفة لداخل الطائرة نقف على نقائص مثل الحالة المزرية لدورات المياه وبعد ساعة من تحليق الطائرة قدم للمسافرين وجبة عشاء مكونة من الرز بدون لحم وحلويات من نوع البسكوي والقهوة وعصير فواكه وفقط وبالنسبة لوجبة السحور فإنه على كل مسافر أن يتدبر أمره، وقد حطت الطائرة على أرضية مطار جدة على الساعة الثانية و45 دقيقة صباحا بتوقيت السعودية. لأي منتصف الليل و45 دقيقة بتوقيت الجزائر وكان هذا الهبوط مخيفا نوعا ما، وبمجرد إن نخرج خارج الطائرة تواجهك نسمة ساخنة بمطار جدة وهنا توجه الجميع نحو قاعة الإستقبال بالمطار وقد وقد تشكلت طوابير طويلة أمام الشبابيك التي كانت فارغة وهي شبابيك قد جلس فيها أعوان يرمفونك بكل تعال ونظرات مؤذية حقا.
إنها الساعة الرابعة وأربعين دقيقة صباحا وهو موعد الإمساك ولم يقدم لنا أي شيء ولحسن الحظ كان لدينا قارورة ماء معدني اشتريناها من الجزائر العاصمة فشربناه وبعد إنتهاء عملية التفتيش والمراقبة وإجراءات الشرطة توجهنا إلى الجانب الآخر لنأخذ أمتعتنا التي كانت تلقى على الأرض بقوة دون أن يؤخذ بالحسبان ما قد تحتويه الحقائب من أشياء وعلى المسافرين الآن الإسراع في الحركة للركوب في الحافلة المتوجهة إلى المدينة المنورة لكن ما فاجأنا أكثر هو أن المسؤول عن وكالة الزعاطشة للسفر بالقول بأن وجهتنا الآن هي مدينة مكة المكرمة وهذا ما أثار رفض وسخط المسافرين الذين تمسكوا برأيهم وهو التوجه إلى المدينة المنورة بدلا من مكة ولم تجد ولم تنفع أربع ساعات من التفاوض والمفاوضات وقد تطلب الأمر تدخل أحد المسؤولين بوزارة الشؤون الدينية بالسعودية لحل الخلاف.إنه بعد أداء الصلاة كان يجب الشروع في أداء مناسك العمرة بثياب الإحرام وقد كان هناك ضوء من النيون الأخضر يشير إلى نقطة إنطلاق المعتمرين الذين أحرموا حيث أنه يجب الطواف بالكعبة سبعة أشواط يدعو خلالها المعتمر وعند الوصول إلى مقام إبراهيم يجب رفع الأيدي بالتلبية والدعاء لله تعالى ثم يلي هذا السعي بين الصفا والمروة وهو رواق طويل يسعى فيه المعتمر لسبع مرات مع الدعاء وعند الخروج من الصفا والمروة تشرب من ماء زمزم وتحلق بعض الخصلات من شعر رأسك وتنوع ملابس الإحرام وتنتهي بهذا العمرة.
ويمكن للمعتمر أن ينوي ويؤدي عمرة لأحد أقاربه أو لشخص متوفي بإتباع بعض التعليمات والتوجيهات وعند الإفطار يفرش بعض المحسنين مفارش من البلاستيك ويضعون وعليها علب بها طعام ويضعون الماء والعصير والحلويات والتمر إن ماء زمزم يتدفق بإستمرار وتملأ بهذا الماء أوعية مختلفة ويبقى هذا الماء منعشا جدا يطفئ الظمأ وعند مغادرة مكة المكرمة وذهابك لملء وعائك من ماء زمزم فإن شباب المدينة يقترحون عليك شراءها ب 30 ريال ويطلبون أكثر عندما يحملون لك الماء إلى الفندق الذي تقيم فيه إنها مناسبة وفرصة لملء الجيوب.
عشاء على الطريقة السعودية
عند تواجدنا بمكة المكرمة تعرفنا على بائع مجوهرات سعودي الذي دعانا إلى منزله وكان الموعد وعندما وصلنا إلى منزله لم توضع طاولات بل قطعة بلاستيك (قماش مشمع) وضعت على الأرض وفوقها وضع الأكل ولم يقدم لنا حليب، وقدم لنا التمر مع الماء، وقد ألححنا عليه أن يقدم لنا الحليب احتراما للتقاليد في الإفطار.
وفيما يخص الحلويات فإنه قدم لنا الخمير وهو عبارة عن إسفنج يقدم لك مع القهوة العربية ذات اللون المصفر والمذاق المر، ثم يقدم لك حساء، شربة بالدجاج وكؤوس العصير.
وفي مكة يأخذ الناس وقتهم للأكل خلال ربع ساعة ثم يصلون وعند الحديث مع صاحب المنزل علمنا بأن سعر الكهرباء هنا رخيص أي 150ريال شهريا وإن استخدمت مكيّفات الهواء (4 مكيّفات) وآلة غسيل الملابس، كما أن قارورة الغاز تبقى غالية بالمقارنة مع سعر قارورة الغاز عندنا.
إن أجر الغرفة يتراوح بين 1200 و1500 ريال بما يعادل 36000 دج بالنسبة للتجار يضرب هذا الرقم في عشرة
وبعد أن تناولنا الحساء جاء دور اللبنية وهو نوع من الفلان يحبّه الأطفال كثيرا، وبالنسبة لأسعار الصرف فإن كل ألف دج تعادل 30 إلى 33 ريال أي 72 ريال لكل 100 أورو والزي والملابس هناك يتمثل في العقال والغثرة أو الشماغ والبستنة وهي قندورة معروفة.
المدينة: مفاجآتها ومواقعها
تقع المدينة المنورّة على بعد 440 كلم شمال مدينة مكة المكرّمة ويعيش بها عدد كبير من الأجناس والإثنيان، وبها أكثر من 30 إلى ثلاثة ملايين نسمة، ويظل المسجد النبوي الشريف من المواقع المهمة فيها الذي يستقطب عددا من الزوار، ويقصده ما يفوق المليون شخص وبه ساحة كبيرة لأداء الصلوات مع نظام الشمسيات التي تعمل أوتوماتيكيا وهي شمسيات عملاقة وضخمة وإلى هذا المسجد يتوجه المسلمون للصلاة وللزيارة، لكن عندما يتعلق الأمر بزيارة قبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) يجب أن تتوقع جموعا غفيرة من الزوار، وينتشر الباعة المتجوّلون خارج المسجد ويعرضون للبيع أشياء مختلفة، لكن يجب الحذر من قدوم رجال الشرطة الذين يقومون بالمراقبة ويأخذون كل ما يجدونه أمامهم.
إن زيارة مسجد قباء واجبة وأداء صلاتين بها يعادل عمرة وهو أول مسجد بنى في الإسلام .
للتذكير فإن موقعه قد حددته الناقة التي كانت تسير بأمر الله جل جلاله، وهناك جبل أحد مكان آخر هام للزيارة لحظة ترجعك إلى تاريخ مضى، وقد كان مسرحا لمعركة مهمة جدا خاضها المسلمون ضد الكفار وعلى جبل أحد استشهد 70 صحابيا من بينهم حمزة إبن عبد المطلب عمّ الرسول.
إن دليلنا السياحي الذي رافقنا في المدينة المنوّرة في زيارتنا لمسجد قباء أخبرنا بأنه جزائري عيّنته وكالة الزعاطشة للسفر لأداء هذه المهمة، وأنه طالب بجامعة المدينة المنورّة التي تقدم له منحة قدرها 450 ريال شهريا، وعليه أن يدفع 500 ريال لأجر الغرفة التي يسكنها، و500 ريال أخرى للأكل والشرب ، المهم هو أنه عليه أن يتدبّر ما ينقصه من المال.
وفي المدينة المنورّة يقترح عليك أصحاب السيارات الخاصة أن يوصلوك إلى المراكز التجارية دون أن يأخذوا منك مالا، لأن المركز التجاري هو الذي يدفع لهم مالا ويمكن لكل شخص أن يقوم بمثل هذا العمل دون تصريح يذكر، وبالنسبة للأجور نذكر بأن الأساتذة يتقاضون راتبا شهريا يقدر ب 6 آلاف ريال ورجل الشرطة يحصل على أكثر من ذلك ورجال الشرطة القدماء يتقاضون 20 ألف إلى 30 ألف ريال شهريا.
إن سعر البنزين رخيص بنصف ريال للتر الواحد، لكن الخضر والفواكه غالية والبصل يباع ب 4 ريال والعنب ب 18 ريال، والحليب ب 5 ريال للتر الواحد. وقارورة المياه المعدنية ب 2 ريال (50 دج) وبالنسبة للحوم فإن اللحم الأبيض هو المطلوب أكثر حيث أن الدجاجة مشوية تباع ب 28 ريال أي (840 دج).
وعلى مستوى المدينة المنورة تبقى الفنادق جيدة وأحسن منها في مكة المكرمة التي تشهد بعض التهديمات لإنجاز مشروع ضخم يمتد من خمس سنوات إلى 15 سنة حيث أن كل البنايات الموجودة بالقرب وبجوار المسجد الحرام سوف تهدم عن آخرها لتترك المكان والمجال لبنايات فندقية ضخمة.
ولتعد إلى المدينة حيث تجد السكان أكثر بساطة وأكثر تواضعا ومنفتحين على الناس حيث أنه عند موعد الإفطار يجلب السكان كميات هائلة من الأكل إلى المسجد النبوي من حليب وتمر وماء وخبز وعصائر وأرز ولحم دجاج وفواكه وكل هذا من محسنين مجهولين لا يذكرون أسماءهم.
وبعد أداء صلاة المغرب يجب التأهب لأداء صلاة العشاء وبعد عودتنا إلى المسجد نجد كل شيء نظيف لأن العمال الذين يلبسون زيا برتقاليا والذين جلبوا من البنغلاديش قد نظفوا كل شيء خلال ساعتين فقط، وهنا يجد المصلون الكثير من الراحة وهم يصلون.
إن ظاهرة السرقة موجودة هنا حيث أن سيدة من الذين سافروا معنا قد دفعت الثمن غاليا حيث أنه بإستخدام شفرة قطع جزء من عباءنها لتؤخذ منها مائة أورو وهاتفها المحمول فالناس لا يدهشهم شيء لأن السرقة موجودة في الحرم أيضا وهناك الروتين للحج والعمرة من صلاة ونوم وصلاة وأكل وصلاة وأكل وزيارة ولا مجال للتوقف أو الإستراحة لكن البعض يجد الوقت للذهاب إلى الأسواق لتقديم هدايا إلى الأقارب والأصدقاء وأفراد الأسرة.
عودة إلى المواقع
إن ملصقة قد علقت بالقرب من المصعد من قبل وكالة الزعاطشة تعلمنا بأن العودة إلى الجزائر سوف تكون إلى جدة يوم الأحد على الساعة الثانية صباحا ليلة أخرى بلا نوم وهكذا يبدأ مسلسل آخر حقائب وأكياس كل هذا يختفي داخل أكياس كبيرة بيضاء ومغلقة بإحكام وأوعية ماء زمزم البلاستيكية يجب أن تغلق جيدا وقد أضيفت شاحنة لنقل الأمتعة على الساعة الثانية و15 دقيقة صباحا كانت حركة المرور صعبة على الحافلتين الخضروين بسبب تزاحم السيارات وأخيرا تنطلق الحافلتان بسرعة 80 كلم في الساعة على الطريق وقد زاد السائق سرعة السير لتصبح 120 كلم في الساعة وبعد ذلك توقف لأداء صلاة الصبح لتنطلق الحافلة مجددا.
وعند الوصول إلى مطار جدة حركة جديدة دبت حيث أسرع الكل إلى البحث عن عربة لحمل أمتعتهم بعد ذلك مرت الأمتعة لتغلف من جديد بسعر 20 ريالا، ثم يأتي تسجيل الأمتعة ويدفع ما يزيد عن الوزن المحدد ب 45 ريالا لكل كيلوغرام واحد زائد أو إضافي ويحتفظ بعض المعتمرين بحقائب يحملونها وأوعية ماء زمزم، تمر في مركز مراقبة آخر ومن لا يدفع فائض الوزن يحتجز متاعه وبفضل البعض العودة بدون تلك الأمتعة.
وتقلع الطائرة والركاب متعبين جدا مما جعلهم ينامون طويلا لتعويض التعب ثم تحط الطائرة على أرضية مطار هواري بومدين ويحمد الجميع الله تعالى على أنهم وصلوا بخير وسلام وبالنسبة للقادمين من أدرار فعليهم أن يقضوا مسافة 1700 برا مسافة طويلة وبعد يوم من عودتنا إلى الجزائر العاصمة وصلنا إلى أدرار حيث كانت الحرارة مرتفعة لم يطفئها سوى ماء زمزم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.