لم يكن أحد منا يتوقع ظهور المنتخب الوطني الجزائري بوجه شاحب في لقائه الثاني ضد غانا ، التي سرقت الفوز في الانفاس الاخيرة من عمر هذه المباراة ، التي يتوجب وضعها في طي النسيان ، فالذي حصل لم يكن في الحسبان خصوصا وان الخضر دخلوا فعليا أجواء نهائيات غينيا الاستوائية منذ بدايتها واستهلوا المنافسة بانتصار معنوي وتاريخي في مشوار الجزائر ، وهو الفوز الذي تحقق بعد مرور ربع قرن من الهزائم التي لازمت محاربنا في مستهل مباريات الكان" , ورغم تمكنهم من طرد نحس البداية السيئة في المشاركات السابقة إلا أن الكارثة حدثت ضد غانا في اللقاء المصيري الذي ضيّعه أشبال "غوركوف" بسذاجة كبيرة , وهي النتيجة التي فتحت باب الانتقادات التي وجهها الفنيون والأنصار للاعبين وبالخصوص المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف حيث صب بعض المحللون جام غضبهم على خطة الناخب الوطني التي لم تجد نفعا وكلفته هدفا مباغتا في وقت قاتل وأعاب الجمهور الرياضي على سياسة التهميش التي طالت عناصر لامعة كان يفترض توظيفها أمام غانا في صورة عبد المومن جابو وهلال سوداني . تغييرات مرتقبة أمام أسود "التيرانغا" بعد سلسلة الانتقادات ولم يهضموا ما فعله المدرب عندما استبدل ابراهيمي بقادير و غيّر بعض المناصب واعتمد على محرز غير جاهز مكان مهدي لحسن في المقابل لم يكن مجاني في يومه وكان وراء الهدف الذي سجل في مرمى الجزائريين بطريقى ساذجة ,,, الكل أصبح يطالب بإعادة النظر في التركيبة البشرية قبل فوات الاوان خصوصا وأن الخضر لم يظهروا لحد الان بنفس المستوى الذي بهروا به العالم في مونديال البرازيل . و في الوقت الذي كان ينتظر منهم الكثير بحسم التأهل لتفادي الدخول في دوامة الحسابات الضيقة عادت ريمة الى عادتها القديمة حيث عادت اسطوانة القديمة لتعزف مجددا سنفونية السوسبانس الذي ألفه واعتاد عليه اربعين مليون جزائري المحكوم عليه بالانتظار والترقب بقلوب مشدودة وأعصاب متوترة إلى غاية الجولة الاخيرة من مباريات الدور الأول ضد منتخب السنغال القوي في مواجهة تبدو صعبة وصعبة جدا على الجزائر المطالبة بإنقاذ مشاركتها القارية لتفادي تكرار سيناريو نهائيات جنوب افريقيا التي تحتفظ بأسوأ مشوار لأشبال المدرب السابق حاليلوزتش عندما أقصيوا بمرارة من الدور الأول ، مما يعني أن الفوز ضد أسود " التيرانغا " أكثر من الضروري لتجنب الخروج المهين من "الكان" . امال في حال التعادل فيجب ان ننتظر فوز جنوب افريقيا على غانا لكي نتأهل و إلا العودة الى البلاد في اسرع وقت. حصة استرخائية صبيحة أمس بمونغومو في غياب سليماني هذا وتدرب أمس المنتخب الوطني في حدود الساعة العاشرة على أرضية الملعب البلدي بمونغومو في حصة استرخائية غاب عنها اللاعب اسلام سليماني الذي يعاني من الارهاق لذا فضّل غوركوف الذي أشرف على المران ولم يتنقل مثلما كان منتظرا إلى فرنسا لتلقي لحضور جنازة والدته إراحة سليماني ريثما يصبح جاهزا قبيل مباراة الثلاثاء المقبل المقررة ضد السنغال ، في حين أجرى اللاعبون الذين لم يشاركوا في مباراة غانا تدريبات خاصة وتمرنوا على الكرة في صورة سوداني ,. جابو ,وكادامورو كما برمج الطاقم الفني تحضيرات صارمة لحراس المرمى الذي خضعوا لتدريبات قاسية من طرف مدربي الحراس وهو ما يفسر حرص الطاقم الفني على جاهزية عناصره تحسبا لموعد الحسم لتدارك هزيمة غانا امام اسود السنيغال الذي يولون بدورهم اهمية خاصة لهذا اللقاء على اعتبار أن التعادل يخدمهم ويؤهلهم إلى الدور الثاني دون ترقب بقية النتائج .