لقد خلق الله الانسان في أحسن تقويم وكرمه أيما تكريم وجعله خليفة له في هذه الارض وبين أن اصل البشرية واحد وان اختلفت الاجناس والالوان واللغات واعطاهم القوة على الاتصال ببعضهم للتعارف والتعاون فيما بينهم لاقامة الحضارة الراقية وعبادة الرحمن الذي خلق الانسان علمه البيان ويبقى ذلك النداء الخالد من رب العالمين الى الناس كافة والذي احتوته سورة الحجرات في الآية 13منها (يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير ) سورة الحجرات الاية 13 انظروا الى هذا النداء اللطيف الذي يخاطب فيه البشرية كلها ليبين لها انها تنحدر من صلب ذكر وأنثى وهما ْام وحواء عليهما السلام وكيف تكاثر الناس وكونوا شعوبا وقبائل لكنهم لم يعدموا الصلة فيما بينهم لأنهم خلقوا من أجل التعارف في السلم والحرب وأن افضلهم عند الله أتقاهم وهذكا ينفي الاسلام العنصرية المقيتة والتفرقة بين البشر ولم يبق الأمر نظريا فقد طبق منذ بداية الدعوة الى الله في مكة حيث نجد بلال الحبشي الذي كان عبدا مملوكا بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ان اعتقه الاسلام من ذل العبودية وأصبح مؤذن رسول الله عليه الصلاة والسلام كما نجد سلمان الفارسي وصهيب الرومي فالاسلام جاء للناس كافة لا فرق فيه بين عربي وأعجمي وأبيض واسود الا بالتقوى التي تبقى المعيار الوحيد للحكم على الاشخاص عكس ما هو سائد في عالمنا المعاصر حيث يتحكم المال والقوة والجاه ولا مجال للايمان والاخلاق فالمادة هي الطاغية والمتحكمة في العلاقات بين الول والشعوب والافراد وقد وصل الأمر الى ابتداع نظريات عن اصل الانسان ذهبت الى الحط من قيمته ومكانته وتحويله الى مجرد حيوان يخضع للغريزة وحدها رغم تقديس الغرب والرفع من شأنه فراحوا يبتهجون بما توصل اليه داروين في نظرية التطور وأصل الأنواع وتأكيده أن جد الانسان قرد ولا ندري من هو جد ذلك القرد المزعوم ولحسن حظ البشرية ان الابحاث العلمية الحديثة أثبتت خطأ هذه النظرية والحقيقة أن القرءان الكريم يوجهنا الى عكس هذه النظرية تماما فهو يؤكد كمال الانسان في خلقته عند مجيئه الى هذه الحياة وسيرتقي بالايمان وينحدر بالكفر والجحود (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين ) سورة التين (ان هم الا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ) سورة الفرقان ويتحدث القرءان صراحة عن مسخ أقوام تعذيبا لهم فجعل منهم القردة والخنازير فلا يوجد تطور من الاسفل الى الاعلى وانما يوجد تقهقر وتدهور عندما يتخلى الانسان عن انسانيته ورسالته في هذا العالم وما نراه في هذه الايام في العديد من دول العالم يشير الى هذا التراجع المخيف ومن ذلك تقنين الشذوذ الجنسي والسماح بزواج المثليين والضغط لتعميمه على كل الدول بما فيها الدول العربية والاسلامية لتتكرر ظاهرة الشذوذ لدى قوم لوط عليه السلا م الذن اهلكهم الله نتيجة تلك الافعال القبيحة