دعا وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي، السبت بالجزائر، الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء إلى تصدير خبراتها المكتسبة على مدار العقود الخمسة الماضية. وفي كلمة ألقاها خلال الندوة الدولية للاحتفال بالذكرى ال 50 لإنشاء الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء، بعنوان "الرقابة التقنية: مسار، خبرة وابتكارات"، أكد بلعريبي على ضرورة تصدير الخبرات والمعارف التي يحوز عليها مهندسو وإطارات الهيئة "كونهم أشرفوا على إنجاز عديد المنشآت ذات بعد عالمي من جامعات، مطارات وملاعب أكسبتهم الخبرة الكافية". ودعا الوزير مهندسي وإطارات الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء إلى زيادة رقعة الشغل والإنتاج العلمي والتقني لخبراتهم وتصدير معارفهم. وسيحرص القطاع على تنفيذ هذا المسعى من خلال مساهمته على مستوى جامعة الدول العربية وبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، لتكون قيمة أخرى تضاف إلى خدمات المركز الوطني للبحث المطبق في هندسة مقاومة الزلازل التي يمكن تصديرها خارج الوطن، يضيف بلعريبي. وذكر الوزير بمجهودات القطاع في مجال تعزيز الآليات الضرورية لرصد جودة البناء، من خلال استراتيجية جديدة للتدريب وتنمية المهارات وتطوير الإجراءات التنظيمية والتقنية. وحول هذه الندوة الدولية، اعتبر بلعريبي أنها تعد فرصة تسمح باستثمار الخبرات والدروس المستفادة من الأحداث الماضية، التي تشكل مساهمة ملموسة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في الإجراءات المعتمدة للحد من المخاطر الكبرى. ويصادف تاريخ انعقاد الندوة الذكرى ال 19 لوقوع زلزال بومرداس بشدة 6.8 على سلم رختر، والذي خلف 2278 ضحية. وأشار بلعريبي إلى أن الهدف التقني والعلمي للندوة يتمثل في تكثيف وتشجيع جهود والتزام المتخصصين المعنيين في مجال تبادل المعلومات والخبرات وثمن الدور الذي لعبته الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء منذ تأسيسها في تلبية مطالب المصالح العمومية، أين كانت تقوم بالمشاركة في تقييم الأضرار الناجمة عن مختلف الكوارث الطبيعية كزلزال الشلف 1980 وزلزال بومرداس 2003. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الهيئة على تنفيذ الإجراءات والمعايير المتعلقة بمراقبة الأشغال الكبرى والعناصر المرتبطة بها قصد التأكد من مطابقتها لقواعد البناء ومقاييسه. ويسهر على تنفيذ هذه المهام 800 مهندس، من بينهم 200 مهندس مختص في التجهيزات الكبرى، يضيف الوزير. و"تعمل الهيئة منذ 50 سنة على تطبيق المعايير التنظيمية لسلامة المنشآت وحماية الساكنة من خلال المراقبة، التشخيص والخبرة"، يقول بلعريبي مذكرا ببعض المشاريع التي شاركت في تنفيذها على غرار المركب الأولمبي محمد بوضياف، ومقام الشهيد، والجامعات، وصولا إلى جامع الجزائر الذي شهد مشاركة 50 مهندسا سهروا على مراقبة مطابقته لمعايير الجودة والسلامة، وكذا المركب الأولمبي الجديد بوهران الذي شارك في عملية مراقبة إنجازه 20 مهندسا. ولدى عرضه لأبرز مراحل إنشاء وتطور الهيئة، ثمن الوزير جهود أبرز الإطارات التي ساهمت في إنشائها وتسييرها، على غرار المؤسسين محمد خاوة وجمال فول، والأجيال المتعاقبة على غرار فاروق طبال وكمال ناصري. وفي هذا الصدد، أكد بلعريبي على الأهمية القصوى التي توليها السلطات العليا في البلاد لقطاع السكن والعمران والمدينة، والذي يتجلى في التزام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بحل أزمة السكن من خلال وضع برنامج سكني قوامه 1 مليون وحدة سكنية بمختلف الصيغ. ويسعى القطاع لتجسيد هذا البرنامج بتضافر جهود مختلف الفاعلين من عمال، إطارات ومهندسي القطاع ناهيك عن المؤسسات تحت الوصاية. من جهته، قدم المدير العام للهيئة بومدين أوقاسي، عرضا تقنيا تضمن مشروع إعادة تنظيم وعصرنة نشاط الهيئة، وتطويرها علميا من خلال أرضية تقنية حديثة وفريق عمل خاص باليقظة التشريعية والتنظيمية للهيئة إلى جانب توصيات مهنية لدعم الهيئة. ..مذكرة تعاون بين قطاعي السكن والمؤسسات الناشئة تم السبت بالجزائر التوقيع على مذكرة تعاون بين وزارة السكن والعمران والمدينة، والوزارة المنتدبة لدى الوزارة الأولى المكلفة باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، بهدف تشجيع الابتكار وتعزيز مساهمة المؤسسات الناشئة في مجال البناء. ووقع على المذكرة كل من وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي والوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة ياسين المهدي وليد، على هامش الندوة الدولية للاحتفال بالذكرى ال50 لإنشاء الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء. ويسعى القطاعان من خلال هذه المذكرة الى إنشاء وتنفيذ إطار عمل ملائم لتطوير الابتكار والرفع من مستوى مساهمة المؤسسات الناشئة في قطاع البناء الى جانب التعاون المؤسساتي. ويتطلع الطرفان إلى الوصول إلى بيئة عملية تساعد المؤسسات الناشئة على تطوير المنتجات أوالخدمات ذات قيمة مضافة عالية لقطاع البناء. كما تتضمن المذكرة العمل على تشجيع إنشاء هياكل جديدة للمؤسسات الناشئة، والاستفادة من إمكانيات سوق البناء، وإنشاء نظام بيئي داعم للمؤسسات المبتكرة في هذا المجال. وفي تصريح للصحافة، أكد وليد على أهمية هذه المذكرة لاسيما في ظل التوجه القائم لإنشاء مدن ذكية والتي تحتاج إلى وسائل مبتكرة في مجال السكن والتنبؤ بالكوارث الطبيعية وتسييرها. وسيمكن هذا التعاون -حسب الوزير المنتدب- من نقل التكنولوجيات الموجودة نظريا على مستوى المؤسسات الناشئة لقطاع السكن والاستفادة من أسواق هذا القطاع. من جهته، اعتبر بلعريبي أن هذه المذكرة ستعزز مساهمة القطاع في تحقيق التنمية الاقتصادية الوطنية، بمنح الفرصة للابتكارات الشابة، وتحقيق التكامل بين الطرفين في مجال عصرنة البناء والعمران. وفي ذات الإطار، أشرف الوزيران على توقيع ثلاث اتفاقيات بين الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء ومؤسسات ناشئة، بهدف توفير الدعم التقني لها بما يساعدها على تطوير ابتكاراتها. ووقع على الاتفاقيات المدير العام للهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء بومدين أوقاسي، ومسيري المؤسسات الناشئة المعنية وهم، على التوالي، هاجر بومسهد ويونس معروف ومحمد مهدي محايا. .. إطلاق منصة رقمية لتقييم أضرار الكوارث أطلقت الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء، السبت بالجزائر، منصة رقمية، أطلق عليها تسمية "ديما"، تسمح بتوفير معلومات آنية حول وضعية البنايات في حالة حصول كوارث. ومن خلال هذه المنصة الرقمية، سيتمكن التقنيون والمهندسون من تسجيل المعلومات اللازمة في أجهزة ذكية وإرسالها عبر تطبيق يتيح للسلطات المحلية وإطارات القطاعات المعنية بالاطلاع على وضعية البنايات، حسب الشروح التي تم تقديمها خلال أشغال الندوة الدولية للاحتفال بالذكرى ال50 لإنشاء الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء، بعنوان "الرقابة التقنية: مسار، خبرة وابتكارات". وتعد المنصة حلا رقميا يعمل على جمع المعلومات ونشرها أثناء إجراء الخبرة في الميدان بصفة آلية، بعد وقوع الزلازل أو الفيضانات أو غيرها. وتغذي المنصة بشكل آني نتائج التقييمات ما بعد الكارثة، مع تصوير خرائطي للمناطق المتضررة مما يسمح للسلطات بصياغة استراتيجيات التدخل والتنظيم، الفعالة والدقيقة، ضمن أطر زمنية يمكن تقديرها. من جهة أخرى، تعمل مديرية الخبرة والتشخيص بالهيئة على دراسة وضعية البنايات المعرضة للخطر وغيرها، ومتابعة التطورات بشأنها، بصفة دورية، وذلك قبل وقوع الكوارث، حسب مسؤولي الهيئة. وتم على هامش الندوة تكريم قدماء الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء، وتسليم معدات تقنية لجامعة البليدة في إطار الدور التعليمي والتكويني للهيئة والتنسيق مع الجامعات الوطنية. يذكر أن فعاليات هذه الندوة المنعقدة تحت عنوان "الرقابة التقنية: مسار، خبرة وابتكارات"، تتواصل إلى مساء اليوم الأحد، من خلال ندوات حول مختلف المواضيع ذات الصلة بالرقابة التقنية وتسيير الكوارث الطبيعية.