* مسرح وهران ينظم وقفة تكريمية غدا الخميس ينظم المسرح الجهوي بوهران، غدا الخميس، الذكرى 29 لاغتيال عبد القادر علولة، الرجل الذي عشق الركح إلى حد الموت، اجتهد بنضاله الريادي في تأسيس مسرح جزائري متجذّر التهمه من الموروث الثقافي المرتبط بالإنسان، فكان أول من أسس لمسرح "الحلقة" و"القوال"، وذلك من خلال وقفة تكريمية تعيد أمجاد هذا الفنان الرمز، الذي كان علامة في مسار المسرح في الجزائر وخارجها. وحسب بيان للمسرح الجهوي لوهران، يتضمن برنامج اليوم التكريمي معرضا للصور، خاصا بالراحل علولة، وبأعماله المسرحية التي حققت الانتشار الذي تعدى حدود الوطن، ولاتزال حية إلى اليوم، منها "القوّال" (1980)، والأجواد (1985)، واللثام (1989) إضافة إلى مسرحيات "التفاح" (1992)، و"أرلوكان خادم السيدين" (1993)، و"العملاق" (1994) التي لم يكمل كتابتها بسبب رحيله التراجيدي برصاصات إرهابية غادرة، وتعرض، أيضا، تجربة عبد القادر علولة الإبداعية التي فتحت الآفاق واسعة أمام البحث والاستثمار الفني، سواء على المستوى التنظيري، أو على مستوى الأداء. تتوالى السنوات وتظل ذكرى الراحل عبد القادر علولة في نفوس كل الذين عشقوا الركح والأعمال الراقية، حيث يعد من أهم صناع الحركة المسرحية بالجزائر، صنع بحنكته وإرادته الفولاذية مجد وتاريخ المسرح بالجزائر، لهذا يعتبر الكثير من أهل الفن الرابع أن عبد القادر علولة لم يمت، وهو الحاضر الغائب بأفكاره وأعماله، التي مازالت تقدم إلى يومنا هذا فوق خشبة المسرح. .. سيرته الذاتية عبد القادر علولة كاتب مسرحي جزائري ولد عام 1929 واغتيل عام 1994، وقد ولد في مدينة الغزوات بتلمسان في غرب الجزائر، ودرس الدراما في فرنسا، وانضم إلى المسرح الوطني الجزائري وساعد على إنشائه في عام 1963 بعد الاستقلال، أعماله عادة كانت بالعامية الجزائرية والعربية منها "القوَّال" (1980) و"اللثام" (1989) و"الأجواد" (1985)، و"لتفاح" (1992) و"أرلوكان خادم السيدين" (1993)، وكان قبل مقتله في مارس 1994 يتهيّأ لكتابة مسرحية جديدة بعنوان "العملاق"، ولكن يد الإرهاب الأعمى كانت أسرع، عندما اغتيل شهر رمضان في 10 مارس 1994، على يد جماعة مسلحة لكن شهرة عبد القادر علولة في توظيف شكل الحلقة في مسرحه وهو رفيق قديم لولد عبد الرحمان كاكي على درب الفن، غطت على كل التجارب الأخرى، لكونه صرف كل جهوده في الأعوام الخمس عشرة الأخيرة من حياته لبناء مسرح مستلهم من "الحلقة" شكلاً وأداء، بعد أن توصل من خلال الممارسة العملية إلى قناعة شخصية أنّ القالب المسرحي الأرسطي ليس هو الشكل الملائم الذي يستطيع أن يؤدّي به رسالته الاجتماعية، في البيئة التي يتعامل معها، وقدم خلالها خمسة أعمال فنية ثرية. .. علولة الأول من يستلهم من جمهوره وعلى هذا النحو يمكن القول أن الأدوار انقلبت، فعوض أن يعلم الكاتب الجمهور، مثل ما يدعي معظم الكتاب الملتزمين، نجد علولة هنا يعترف بكل تواضع بأنه تعلم من الجمهور، وأنه اكتشف عن طريقه مسرح الحلقة، أو فن الدراما الشعبية، حيث يلتحم الممثلون والمتفرجون في بوتقة واحدة ليصنعوا معا فن الفرجة.. ولعل هذا الرأي يلتقي تماماً مع ما اكتشفه الكاتب المسرحي عبد القادر علولة الذي سنتحدث عن تجربته في الميدان العملي، وذلك حين يقول "إن النقطة التي ننطلق منها لتحقيق المسرح المحكي ليست ماثلة في أن لنا تراثاً قصصياً يمكن إعادة تشكيله مسرحياً، وإنما القضية هي أن لدينا تراثاً قصصياً ذا طبيعة مسرحية، يصدر عن خيال مسرحي، وفهم متميز لمطالب المشهد، والموقف، والشخصية، وسائر عناصر البناء المسرحي، غير أنه كتب بأسلوب الحكاية وليس الحوار، لأن أسلوب الحكي كان الأسلوب المستقر والممكن، ولأن الأذن العربية هي الطريق المدرب لالتقاط الجمال، ولأن التمثيل لم يكن نشاطاً فنياً اجتماعياً يتعامل مع المستويات الأدبية الكتابية. .. مسرح علولة بين "الحلقة" و"القوال" يعد المؤلف والمخرج المسرحي عبد القادر علولة واحد من أهم المخرجين الجزائريين بل العرب الذين يعملون على تكييف أفكار برشت وانجازات المسرح الملحمي للجمهور الجزائري من خلال ربطها مع المخزون الهائل من التراث والثقافة الشعبية العربية عموما . معتمدا على أهم وسائل التوصيل التي تحقق العلاقة الفعالة بين الفنان والمشاهد . ولهذا فانه يبحث في التراث الجزائري والعربي، وبهذا فإن الممثل في مسرحيات هذا المخرج أصبح قوالا ووظيفته "كراوية" أصبحت أكثر تأثيرا، عندما امتزجت بتقنية التجربة العالمية، بحيث أصبح القوال يلعب الدور الأساسي في الحدث.وأصبح العرض المسرحي سرديا وبهذا فإنه اقترب من المسرح الملحمي البرختي. فيقوم الراوي ( القوال ) بكسر مجرى الأحداث ليس في النص فحسب ( إن المخرج هو الذي يكتب مسرحياته عادة) وإنما في الأداء والعرض. ولهذا فإن الممثلين هم رواة أو قوالين، إضافة إلى كونهم يؤدّون أكثر من دور. (ويعتبر هذا متماشيا مع طبيعة الحياة الاجتماعية العربية و المسرح والجمهور العربي)، عمل علولة على تحقيق مسرح "الحلقة" شكلاً وأداء وإنتاجية وفرجة، بعد أن توصل من خلال الممارسة العملية إلى قناعة شخصية أن القالب المسرحي الأرسطي ليس هو الشكل الملائم الذي يستطيع أن يؤدي به رسالته الاجتماعية، في البيئة التي يتعامل معها، وقدم خلالها خمسة أعمال فنية ثرية.