أكد المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة، اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد، أن مواقف الدولة الجزائرية تظل منسجمة مع الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية، على عكس ما تعيشه الدولة الفرنسية، التي وصفها بأنها "في دوامة لم تجد بعد اتجاهها السليم"، مشيراً إلى استمرار هيمنة الفكر الاستعماري داخل مؤسساتها، رغم وجود بعض الأصوات العاقلة والشريفة. جاء ذلك خلال استضافته، صبيحة الأربعاء، في برنامج "ضيف الدولية" على أثير إذاعة الجزائر الدولية، حيث تناول مجاهد بالنقد والتحليل السياسة الخارجية الفرنسية، مبرزاً أن "الأوليغارشية المسيطرة على وسائل الإعلام الفرنسية تعزز من حضور هذا الفكر الاستعماري، وتُقصي الأصوات المعتدلة"، متوقعاً في السياق ذاته نهاية وشيكة لهذا النظام وبروز جمهورية فرنسية جديدة في ضوء التحولات الجيوسياسية العالمية الراهنة. وفي حديثه عن التوتر القائم بين الجزائر والسلطات الانقلابية في مالي، أوضح مجاهد أن "أزمة مالي ما هي إلا انعكاس لأزمة الساحل برمته، والتي تعود جذورها إلى أكثر من ستين سنة"، مرجعاً ذلك إلى تدخلات القوى الأجنبية وتضارب الاستراتيجيات والمصالح في المنطقة، مما فتح الباب أمام ما وصفه ب"نظرية الفوضى الخلاقة" التي غذّت النزاعات ومكّنت بعض الأطراف من الاستفادة من استمرار الأزمات. وبخصوص موقف الولاياتالمتحدة وفرنسا الداعم للمخزن المغربي في ملف الصحراء الغربية، اعتبر المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة أن هذا الاصطفاف "لا يعكس الموقف الدولي الحقيقي، ولا يعبر عن إرادة مجلس الأمن"، مؤكداً أن هذه الدول ستكون مضطرة في نهاية المطاف إلى مراجعة مواقفها، "لأن الفاعل الأساسي في هذه القضية هو الشعب الصحراوي، وهو وحده من يملك حق تقرير مصيره".