وصف الدكتور حمزة حسام، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، زيارة الدولة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، إلى الجزائر بأنها تمثل "مرحلة جديدة" في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، تقوم على أسس راسخة من الثقة والاحترام المتبادل، تمتد جذورها إلى أكثر من خمسين عامًا. وفي تصريحاته لبرنامج "ضيف الصباح" على القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أكد الدكتور حسام أن الزيارة جاءت في سياق ديناميكية تصاعدية بين البلدين، بدأت ملامحها تتشكل بوضوح منذ زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى مسقط في أكتوبر 2024. توافق سياسي واستراتيجي وأشار الدكتور حسام إلى أن الزيارة الأخيرة عكست عمق العلاقات الثنائية، لا سيما في شقيها السياسي والاقتصادي، كما أبرزت توافقًا استراتيجيًا حول القضايا العربية الكبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقد شدد البيان الختامي على الثوابت المتفق عليها داخل الجامعة العربية، وفي مقدمتها احترام القانون الدولي والتمسك بالمواقف العربية الموحدة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق، نبه الدكتور حسام إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت حساس يشهد انزياحًا في بوصلة بعض الدول العربية نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، مما يعمّق التصدعات في الصف العربي ويمس بمفهوم الأمن القومي العربي. واعتبر أن الجزائر وسلطنة عمان تمثلان محورًا عقلانيًا متمسكًا بالثوابت، يمكن أن يسهم في إعادة التوازن إلى المواقف العربية. شراكات اقتصادية واعدة وعلى الصعيد الاقتصادي، أوضح الدكتور حسام أن الاستثمار هو حجر الزاوية في بناء علاقات مستدامة بين الدول. وقال: "التوافق السياسي يجب أن يُترجم إلى مشاريع ملموسة تعزز التواصل والتعاون المستمر بين القيادات والمسؤولين." وأشار إلى أن مشروع إنتاج المخصبات الكيميائية في منطقة أرزيو بوهران، الذي تبلغ قيمته 2.8 مليار دولار، يمثل مؤشرًا قويًا على التوجه الجاد لسلطنة عمان نحو تعزيز شراكتها الاقتصادية مع الجزائر. وأضاف أن هناك آفاقًا واعدة لمزيد من الشراكات، تشمل صناعة السيارات بالشراكة مع علامة "هونداي"، إضافة إلى مشاريع في مجالات الطاقات المتجددة، الزراعة الصحراوية، السياحة، والصناعات التحويلية. نحو مستقبل مشترك أكثر تكاملًا وختم الدكتور حسام تصريحه بالتأكيد على أن هذه الزيارة تمثل خطوة نوعية على طريق بناء شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية، وتعزيز التكامل العربي في زمن تتزايد فيه المخاطر وتتطلب مواقف موحدة ورؤى عقلانية.