مجازر 8 ماي 1945 جريمة تلطخ صفحات تاريخ فرنسا إلى الأبد أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير، أن الذاكرة الوطنية ركيزة بناء الجزائر المنتصرة ومجازر الثامن ماي 1945 جريمة ضد الإنسانية تلطخ صفحات تاريخ فرنسا الاستعمارية إلى الأبد. وأوضحت إفتتاحية مجلة الجيش لشهر ماي 2025 التي جاء تحت عنوان "ذاكرتنا الوطنية ركيزة بناء الجزائر المنتصرة"، أن اليوم الوطني للذاكرة الذي أقره رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون سنة 2020، تخليدا لواحدة من المحطات الراسخة التي تظل شاهدة على عظمة كفاح وتضحيات الأمة، وهي مجازر الثامن ماي 1945، التي لا يمكن أن يمحوها تعاقب السنين، فهي جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، استهدفت إخماد صوت الحرية المتصاعد وإلغاء وجود أمة بأكملها، ستبقى تلطخ صفحات تاريخ فرنسا الاستعمارية إلى الأبد. وأضافت مجلة الجيش أنه "في هذه الذكرى العظيمة، تشرئب أعناقنا فخرا واعتزازا بما بذله أسلافنا من تضحيات جسام، ليستلهم منها كل جزائري العبر للسير على درب أسلافنا بخطى الواثق، الغيور على وطنه، المعتز بتاريخه وأمجاده، المحافظ على مكاسبه، المتمسك بمبادئه والمتطلع لغد واعد، مجددين عهد صون وديعة شهدائنا الأبرار والوفاء لهم، بالحفاظ على أمانتهم، وترسيخ قيمهم النبيلة، وتثبيت ركائز الجزائر الجديدة المنتصرة، المزدهرة، القوية والمنيعة، التي تسير في كنف الأمن والاستقرار بخطى ثابتة نحو النهضة والرقي في مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة". ونوهت مجلة الجيش أن الشعب الجزائري يدرك تمام الإدراك أنه ما حقق النصر ولا بلغ المبتغى إلا بالوحدة والتماسك والتضامن وتراص الصفوف، والالتفاف حول هدف واحد هو استرجاع السيادة الوطنية مهما كان الثمن والتضحيات، سيادة من واجبنا جميعا، شعبا وجيشا، أن نحفظها ونصونها ونقف صفا واحدا في وجه كل من يحاول استهدافها والمساس بثوابتنا وبوحدتنا الترابية والشعبية، وذلك من خلال تعزيز تلاحمنا الوطني، والوعي بما يحاك ضد وطننا من دسائس في الخفاء والعلن، والتفطن لكل الطرق والأساليب الخبيثة التي يستخدمها أعداء الجزائر لتحقيق مآربهم الخسيسة، ولاسيما التضليل والدعاية الهدامة التي أضحت أسلحة خطيرة لمحاولة ضرب أمننا واستقرارنا، وهو ما أكده السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال زيارته نهاية الشهر الفارط إلى الناحية العسكرية الرابعة بقوله: "يجب التأكيد على ضرورة التصدي للاستخدام الخطير للدعاية الهدامة والمضللة، في ظل التطور الهائل لتكنولوجيات الاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية. فالأخبار الكاذبة والتلاعب بالمعلومات أصبحت أسلحة فتاكة تستخدم لتحقيق أهداف سياسية مشبوهة"، مضيفا أن "التصدي للحملات المغرضة، التي تستهدف الإضرار بصورة الجزائر واجب على كل وطني غيور على وطنه. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال التحلي بأعلى درجات الوعي واليقظة، والالتزام الوطني، والسهر على إحباط كافة هذه المخططات الدنيئة، التي تستهدف أمن واستقرار بلادنا ووحدتها الترابية والشعبية". وشددت مجلة الجيش إنه مهما حيكت على بلادنا من مؤامرات ومكائد، فإن العهد الذي قطعه أبناء الجزائر بالسير على درب أسلافهم سيبقى إلى الأبد عقيدة راسخة، لا غاية لهم سوى أن تكون لأمتنا على الدوام كرامة مصانة تعتز بها، وحرية أزلية تفتخر بها، واحترام وتقدير لا يساء إليه قيد أنملة، وهو ما يعمل عليه الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، الذي يدرك تماما عظمة مسؤوليته، وهو يؤديها بكل تفان والتزام وإخلاص، مواصلا تطوير كافة مكوناته، متمسكا أشد التمسك بمبادئ وثوابت ثورة نوفمبر المجيدة وبالقيم الوطنية النبيلة التي ضحى من أجلها أسلافنا الميامين.