تطورات سياسية، ذات طبيعة انقلابية، على ما هو قائم، تعكس التحولات التراكمية باتجاه ما سعت له إدارة الرئيس ترامب، وما تعمل لأجله. أولاً: الاتفاقات مع الخليجيين، وإبراز دورهم الإقليمي وخاصة مع العربية السعودية التي تسير نحو الحضور والقوة والنفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني، الصفقة التي تمت بين واشنطن والرياض أكبر صفقة أسلحة تاريخية ودولية، متنوعة، بما فيها المفاعل النووي، في أعقاب القمة الثنائية، والأميركية الخليجية. ثانياً: تحجيم دور المستعمرة الإسرائيلية في المنطقة العربية، وصدها عن مشاريع التوسع الإقليمي طالما توفر لها شروط الأمن والتطبيع، والقفز الأميركي عن مشاركة حكومة نتنياهو، وعدم إطلاعها المسبق على الاتفاقات التي تمت مع: إيران، والحوثيين، وحماس، ومع تركيا بشأن سوريا، وهذا يعود للأسباب التالية : – 1توفر قدرات التفوق لديها من الأميركيين، بما يمكنها من توجيه ضربات مؤثرة لأي طرف يفكر في التصدي لها. – 2إزاحة خصومها أو أعدائها عن قائمة القدرة على توجيه ضربات موجعة لها وهي: حركة حماس، حزب الله، الجيش السوري. – 3تغيير مسار الاهتمامات الإيرانية من المنطقة العربية غرباً، إلى منطقة وسط أسيا شرقاً، وبالتالي تنهي حالة وأسباب التصادم المباشر بينها وبين المستعمرة. ثالثاً: الاتفاق والتفاهم مع إيران، ونقل مكانتها من موقع العداء الأميركي الإيراني، إلى موقع الصداقة والتفاهم بينهما، وتبعدها عن أدواتها، ودعمها للفصائل التي كانت تابعة لها في المنطقة العربية. رابعاً: حل تدريجي للقضية الفلسطينية، بدءاً من ما تم الاتفاق عليه بين الوفد الأميركي ووفد حركة حماس، وموافقة حكومة المستعمرة، على ما تم الاتفاق عليه في الدوحة، وسيتم تنفيذه خلال الأيام القليلة المقبلة، وقيام سلطة فلسطينية متفق عليها بين الأطراف جميعاً ذات الصلة، وخاصة رام اللهوغزة وتل أبيب، مع واشنطن، وبموافقة خليجية مسبقة، كي تتبع سلطة غزة إجرائياً لسلطة رام الله، ومنحها الصلاحيات الكاملة المستقلة لإدارة قطاع غزة. تطور الأحداث له علاقة بنتائج ما بعد 7 أكتوبر 2023، وتداعياته فلسطينياً ولبنانيا وإسرائيلياً، وتغيير النظام السوري يوم 8 ديسمبر 2024، والحروب البينية العربية التي دمرت العراقوسوريا واليمن وليبيا والصومال والسودان، وما زالت. كما أن له علاقة بنجاح ترامب الذي يسعى لفرض خياراته الاقتصادية والتجارية لصالح الولاياتالمتحدة وتجميد الحروب وإيقافها، والتوصل إلى تفاهمات وقواسم مشتركة، مع روسيا والصين وبلدان العالم الأخرى، وانعكاس ذلك على منطقتنا العربية. يتميز الأردن، أننا نملك ثلاثة عوامل تفرض الاستقرار والطمأنينة: أولاً، علاقات مستقرة متوازنة تحكمها المصالح المشتركة مع الولاياتالمتحدة، وأوروبا، والمستعمرة الإسرائيلية، رغم الخلافات والتباينات والأولويات، ومع البلدان العربية المجاورة: السعودية، مصر، سوريا، العراق وفلسطين. ثانياً، الوضع الأمني المستقر على خلفية إمكانات الجيش والأجهزة الأمنية القادرة على حماية الأمن والاستقرار سياسياً وجنائياً، سواء داخلياً أو الحدود المشتركة مع البلدان المجاورة. ثالثاً، علاقات تحكمها قاعدة المشاركة للأردنيين لدى مؤسسات صنع القرار، والعمل الدائم على توسيعها ما أمكن ذلك، عبر الانتخابات، وتعدد عناوين الاختيار النسبي في ضخ دماء جديدة لدى المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية. تطورات هامة ستظهر على سطح المشهد السياسي، وبداية وقف إطلاق النار في غزة، وتدفق المساعدات للشعب الفلسطيني المنكوب الموجوع. القدس الفلسطينية