أفادت مصادر طبية باستشهاد 42 مواطنا فلسطينيا على الأقل، في غارات إسرائيلية على مناطق عدة من قطاع غزة منذ فجر أمس، الأحد. أشار مستشفى العودة في النصيرات، إلى "وصول شهيد و26 إصابة بينها ثلاثة أطفال وفتاة وثلاث سيدات جراء إطلاق طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة النار تجاه تجمعات للمواطنين قرب نقطة توزيع للمساعدات بمحيط ما يسمى حاجز نتساريم وسط قطاع غزة". وتوفي مواطن متأثرا بجروح أصيب بها في قصف منزله في بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) ووسائل إعلام تابعة لحركة حماس اليوم الأحد، أن إسرائيل شنت هجوما بالقرب من نقطة لتوزيع المساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية مما أدى إلى استشهاد 30 شخصا على الأقل في رفح. ونقلت وكالة وفا عن مصادر محلية قولها: "قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على المئات من المواطنين أثناء محاولتهم الوصول إلى نقطة توزيع مساعدات في مواصي رفح، ما أسفر عن استشهاد 30 مواطنا على الأقل وإصابة 115 آخرين". وقال شهود عيان إن آلاف الفلسطينيين تجمهروا منذ ساعات الفجر الأولى في منطقة المواصي، بانتظار الحصول على مساعدات غذائية وإنسانية. وقال أحد الشهود: "بدأ الناس يتجمعون عند الرابعة فجرا، لينتظروا دورهم في منطقة المواصي، للحصول على مساعدات غذائية وإنسانية من الشركة الأمريكية، وفجأة، سمعنا دوي انفجارات وضربات نارية، ثم بدأ الناس يركضون في كل اتجاه. رأيت أشخاصا يسقطون غارقين في دمائهم، ولم نكن نعرف من أين تأتي النيران". وأضاف شاهد آخر: "حاولنا الفرار، لكن الوضع كان فوضويا. كان هناك أطفال ونساء ومسنون يصرخون. بعض الجرحى نقلوا على عربات تجرها الحمير إلى المستشفيات لأن سيارات الإسعاف تأخرت بسبب القصف المستمر". وأشار الشهود إلى أن المشهد كان "مروعا"، حيث امتزجت صرخات الألم بأصوات الانفجارات، مما زاد من حالة الذعر بين المدنيين. "حماس" تتهم ويتكوف بالتراجع عما اتفق عليه بالمفاوضات ذكر موقع "ميدل إيست آي"، في تقرير حصري أعدّه إيلس جيفوري، أن حركة "حماس" عرضت الإفراج عن عشرة من الأسرى لديها خلال ستين يوماً. وقدمت الحركة العرض رداً على الإطار الذي اقترحه المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. وقالت "حماس"، يوم السبت، إنها أجرت تعديلات على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار ووقف الهجوم الإسرائيلي على غزة. وقد حصل الموقع على خطة مقترحة تتألف من 13 نقطة، نقلها عن مصادر فلسطينية مطلعة. ويتضمن رد "حماس" النقاط التي وافقت عليها بشروط، من بينها وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً بضمانة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتزام من إسرائيل. وبموجب المقترح، تقوم "حماس" بالإفراج عن 10 أسرى، على أن يُفرج عن ال18 المتبقين على ثلاث مراحل. أما بالنسبة للأسرى الأحياء، فسيُفرج عن 4 منهم في اليوم الأول، و2 في اليوم ال30، و4 في اليوم ال60. وبالنسبة للجثث، ستُسلم "حماس" 10 جثث في اليوم الأول، و6 جثث في اليوم ال30، و6 جثث في اليوم ال60. في المقابل، ستنسحب القوات الإسرائيلية إلى المواقع التي كانت تسيطر عليها قبل 2 مارس 2025. وانتقد مصدر فلسطيني مقرّب من المحادثات، مبعوث ترامب، ويتكوف، قائلاً إنه دفع بصفقة "لا تتسم بالوضوح أو توفر الضمانات". وعلّق المصدر بأن هذا يعكس "نية سيئة"، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات الهشة. وتحدث المصدر إلى الموقع، بشرط عدم الكشف عن هويته، قائلاً: "إصرار ويتكوف على الإفراج عن الأسرى في اليوم الأول يكشف عن سوء نية. وبناء على التجارب السابقة، فالإسرائيليون سيعودون إلى حرب شاملة ويخربون الاتفاق". وتساءل: "ما هي الضمانات المتوفرة للفلسطينيين لوقف الحرب؟ لم يُظهر ويتكوف، ولا الإسرائيليون، أي نية أو مسار جاد لذلك".