حصار وجوع وقتل دارفور.. الموت في كل مكان تتفاقم يوميا معاناة المدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور حيث تتحطم الوعود الدولية المتكررة بإيصال المساعدات الإنسانية على صخرة الحصار العسكري والاشتباكات المستمرة ورغم التحذيرات الأممية من حدوث مجاعة لا تزال أبواب المدينة مغلقة أمام معظم المساعدات في وقت يعاني أكثر من ربع مليون سوداني من نقص حاد في الغذاء والدواء وسط انهيار شبه كامل للخدمات الصحية والإنسانية. ق.د/وكالات استنكر رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ما وصفه بالصمت الدولي إزاء الهجمات التي يتعرض لها المدنيون في السودان داعيا إلى وقف تدفق الأسلحة إلى قوات الدعم السريع. وقال إدريس إن استمرار الصمت الدولي إزاء جرائم المليشيا وحصار الفاشر تشجيع وضوء أخضر لمواصلة جرائمها داعيا إلى رفع الحصار عن المدينة فورا تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736. وأضاف أن الأطفال والنساء والشيوخ في دارفور يموتون بالتجويع والأسرة الدولية صامتة . وتواصل قوات الدعم السريع حصارها لمدينة الفاشر العاصمة الإدارية لولاية شمال دارفور التي تعد أحد أبرز المعاقل التاريخية للجيش السوداني. وقُتل عشرات المدنيين جراء الهجمات المتصاعدة في الآونة الأخيرة والتي طالت مخيمات النازحين على أطراف المدينة وتسببت بموجة نزوح جديدة وسط ظروف إنسانية وصفت بالكارثية. وقال رئيس الوزراء السوداني إن على المجتمع الدولي العمل على وقف تدفقات الأسلحة الفتاكة إلى قوات الدعم السريع التي وصفها بالمليشيا الإرهابية. وأشار إلى أن جرائم المليشيات في بلادي كانت مقصودة ومتعمدة بهدف تغيير ديمغرافية السودان . ودعا إدريس إلى العمل على تحقيق السلام في السودان بعيدا عن التدخلات الخارجية أو الحلول المتسرعة . وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وبعد اجتماع دول المجموعة الرباعية جاءت تصريحات مسعد بولس المستشار الرفيع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشؤون العربية والشرق أوسطية لتبعث الأمل رغم هشاشته. فقد أعرب المسؤول الأمريكي عن أمله في دخول مساعدات إنسانية خلال الأيام المقبلة إلى مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام وتشهد تصاعدا في أعمال العنف. وأضاف لقد بحثنا مع قوات الدعم السريع واتفقنا على وسيلة تتيح إيصال هذه المساعدات الإنسانية مؤكداً أهمية إنهاء النزاع في السودان وإعادة السلام وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني. *مصادر محدودة وتكشف الأرقام عن فجوة صادمة تعكس حجم الكارثة فبينما تحتاج دارفور إلى آلاف الأطنان من الغذاء والدواء شهريا لم يتجاوز إجمالي ما وصل إلى الإقليم بأكمله خلال الأشهر الستة الماضية بضعة آلاف من الأطنان وفقا لمصادر محلية حيث إن هذه الكميات لا تكاد تذكر مقارنة بالاحتياج الهائل خاصة مع منع وصولها بشكل كامل إلى الفاشر التي توصف بأنها بؤرة الأزمة. ويحذر خبراء من أن استمرار الأزمة في الفاشر قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة في المنطقة مع تضاعف أعداد النازحين في المناطق المجاورة ودولة تشاد حيث تزداد الضغوط على الموارد الشحيحة أصلا كما أن انتشار الأسلحة الخفيفة على نطاق واسع يشكل تهديدا للأمن الإقليمي برمته.