وأشرف على مراسم إحياء هذه الذكرى الأليمة، التي وقعت بهذه المنطقة الجبلية المعروفة بنضالها خلال فترة الثورة التحريرية، والي الولاية حورية عقون، بحضور العشرات من المواطنين، رجالًا ونساءً، الذين تنقلوا إلى قريتهم القديمة "الجديد" الواقعة بأعالي مشدالة، لإحياء ذكرى تدمير وتهجير سكانها من طرف الجيش الفرنسي في ذلك اليوم من عام 1957. وفي هذا الصدد، أكد المجاهد حسين إيدير، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، استحالة محو هذه الحادثة المأساوية من ذاكرة السكان بسبب فظاعة الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال، الذي قام بإحراق القرية وتهجير سكانها بعد اشتباهه في وجود مجموعة من مجاهدي الثورة التحريرية بهذه المنطقة الجبلية الوعرة. وأوضح المتحدث أن الاستعمار الفرنسي كان يسعى لعزل المجاهدين ومنع السكان من التواصل معهم، فقام بطرد القرويين وإجبارهم على مغادرة منازلهم والتوجه نحو مشدالة وأحنيف وسلوم. وتخلل برنامج إحياء هذه المناسبة، الذي انطلق في 31 أكتوبر الماضي، تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية لشهداء الثورة التحريرية الذين سقطوا في ميدان الشرف بهذه المنطقة، إلى جانب توثيق أبرز الأحداث التاريخية التي عاشتها خلال فترة المقاومة. وقامت والي الولاية، مرفوقةً بمسؤولين مدنيين وعسكريين، بزيارة القرية والوقوف دقيقة صمت ترحمًا على أرواح الشهداء. يُذكر أنه تم تدشين لوح تذكاري يحمل أسماء 41 شهيدًا سقطوا في ساحة الشرف على الطريق الرابط بين رافور وثادارث الجديد، خلال شهر نوفمبر 2023 من قبل السلطات المحلية. وبالمناسبة، حمل العشرات من المواطنين، من بينهم أطفال، صور شهداء المنطقة في التفاتة رمزية تهدف إلى غرس قيم الثورة وحب الوطن في نفوس الأجيال الصاعدة، وترسيخ واجب الحفاظ على ذاكرة الشهداء، حسب ما أكد المنظمون.