أكد السفير الصينيبالجزائر، دونغ قوانغلي، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، أن سنة 2026 ستكون محطة مفصلية في مسار التعاون الجزائري–الصيني، باعتبارها تمثل بداية تنفيذ "الخطة الخماسية الصينية ال15″، بالتزامن مع مسار "الجزائر الجديدة" الذي تشهده البلاد. وخلال ندوة صحفية بمقر السفارة الصينية، أوضح السفير أن البلدين "يقفان على أعتاب مرحلة تاريخية تفتح آفاقا أوسع للتنمية المشتركة"، مشيرا إلى أن الجزائروالصين "شريكان طبيعيان تجمعهما رؤية موحّدة للتقدم". وجدد الدبلوماسي الصيني استعداد بلاده "للعمل جنبا إلى جنب مع الجزائر لضمان التنفيذ الفعّال للتوافقات التي توصل إليها قائدا البلدين، وتعزيز التبادلات بين الشعبين، والارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة إلى مستوى أعلى". حركية دبلوماسية واقتصادية لافتة خلال 2025 وفي استعراضه لحصيلة العلاقات الثنائية خلال السنة الجارية، أكد السفير أن الاتصالات السياسية بين كبار مسؤولي البلدين شهدت زخما كبيرا، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجال الحوكمة والتنسيق المستمر في القضايا الإقليمية والدولية. اقتصاديا، أبرز السيد قوانغلي "تعميق الشراكات العملية" بين الطرفين، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري حافظ على مستوى مرتفع، مع مؤشرات قوية لتجاوزه مستوى العام الماضي. كما حقق المنتدى الجزائري–الصيني للاستثمار "نجاحا بارزا" تُوج بتوقيع اتفاقيات تتجاوز قيمتها ملياري دولار، فيما يقترب حجم الاستثمارات الصينية القائمة من 7 مليارات دولار. وتحدث السفير أيضا عن "تقدم مشاريع استراتيجية، وإطلاق رحلات جوية مباشرة بين البلدين، إضافة إلى تقدم مهم في مجالات المناجم، الطاقات المتجددة والرقمنة". تعاون ثقافي متنامٍ على الصعيد الثقافي، شهد عام 2025 –حسب المتحدث– "دفعة قوية في التبادلات الثقافية"، أبرزها افتتاح أول معهد كونفوشيوس بجامعة الجزائر 2، وتنظيم فعاليات ثقافية ومسابقات لغوية، مما يعزز الروابط التاريخية بين الشعبين. إشادة جزائرية بالبعد الإنساني للعلاقات من جهته، أكد رئيس جمعية الصداقة الجزائرية–الصينية، إسماعيل دبش، البعد الإنساني العميق للعلاقات بين البلدين، مشيرا إلى دعم الصين للثورة التحريرية وإلى القيم المشتركة التي تجمع الطرفين بعد الاستقلال، خاصة في المواقف من القضايا الإقليمية والدولية. كما ذكر مدير المتحف الوطني للمجاهد، حسان مغدوري، بالدور الذي لعبته الصين خلال الثورة التحريرية عبر علاقاتها مع الحكومة المؤقتة، مؤكدا أن هذا الإرث التاريخي يظل ركيزة متينة في التعاون المعاصر.