أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، بالشروع الفوري في تجسيد مشروعين استراتيجيين للتزويد بالمياه الصالحة للشرب بولايتَي تندوف وتمنراست، في خطوة تندرج ضمن سياسة الدولة الرامية إلى تعزيز الأمن المائي وتحقيق التنمية المستدامة، لا سيما في ولايات الجنوب. وجاء هذا القرار خلال خطاب الأمة الذي ألقاه رئيس الجمهورية أمام البرلمان بغرفتيه، بقصر الأمم بنادي الصنوبر، حيث أكد قائلاً: "آمر الآن السيد الوزير الأول بالشروع في إنشاء محطتي مياه بتندوف وتمنراست"، مشددًا على أن توفير الماء يعد أولوية وطنية لا تقبل التأجيل. وفي سياق متصل، استعرض رئيس الجمهورية ما حققته الجزائر من إنجازات تنموية كبرى في جنوب البلاد، خاصة في مجالات المناجم، والطاقات المتجددة، والنقل بالسكك الحديدية، معتبرًا أن هذه المشاريع تمثل ركيزة أساسية لتنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز السيادة الاقتصادية. وبخصوص مشروع منجم غارا جبيلات، أوضح رئيس الجمهورية أن الجزائر نجحت في تجسيد مشروع كان يُنظر إليه سابقًا على أنه مستحيل، مؤكّدًا أن هذا المنجم أصبح اليوم واقعًا ملموسًا، ويُصنّف كثالث أكبر منجم للحديد في العالم. وأضاف أن أول قطار منجمي سينطلق من غارا جبيلات نحو وهران مع نهاية شهر يناير المقبل، في مؤشر واضح على دخول المشروع مرحلته العملية. كما تطرق رئيس الجمهورية إلى مشروع إنتاج الفوسفات، مبرزًا أن الأنظار تتجه نحو منطقة بلاد الحدبة شرق البلاد، حيث سيتم إنتاج الفوسفات ونقله في ظروف آمنة، مع العمل على مضاعفة القدرات الإنتاجية خمس مرات، بما يسمح للجزائر باحتلال موقع متقدم في هذا المجال الحيوي. ومن جهة أخرى، أبرز رئيس الجمهورية المكاسب المحققة في مجال الطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، مؤكدًا أن الجزائر ماضية بخطى ثابتة نحو استغلال إمكانياتها الطبيعية الكبيرة، بما يعزز الانتقال الطاقوي ويحد من التبعية للمحروقات. ويعكس هذا الخطاب، حسب متابعين، توجّه الدولة نحو تحقيق تنمية متوازنة تشمل مختلف مناطق الوطن، مع إعطاء أولوية خاصة للجنوب، من خلال مشاريع استراتيجية من شأنها تحسين الإطار المعيشي للمواطنين ودعم الاقتصاد الوطني على المدى الطويل.