كثيرا ما يستيقظ الجزائريون في شهر رمضان المعظم على وقع شجارات غالبا ما تكون أسبابها تافهة لكنها تبقى السمة الغالبة على تصرفات أفراد المجتمع وفي كل الأماكن في البيت والشارع والحافلات مرجعين السبب في ذلك إلى الصيام وشهر رمضان. مروى رمضاني تتعدد الأسباب التي تقف وراء ذلك العراك الذي تتجدد صوره يوميا أمام المارة والعبارة الرائجة المعللة لتلك الشجارات هي "شهر رمضان". يقول أحد الشباب "بسبب الوقت الكبير الذي أقضيه في السهر الذي يمتد في كثير من الأحيان إلى وقت السحور أشعر بتوتر كبير في أثناء نهار رمضان والسبب الحقيقي للشجارات التي قد أثيرها هو في الحقيقة قلة النوم والاضطرابات التي تنجر عنه ليس الصيام في حد ذاته بسبب تغير عادات النوم". أما المدخنين فلا يمكن الجزم بأن الكف عن الأكل والشرب هو السبب الكامن وراء توترهم طوال نهار رمضان لأنه بمجرد تدخين أغلبهم لسيجارة حتى تختفي دواعي القلق لديهم وهو حال الكثيرين الذين أرّقهم التدخين فلا هم يستطيعون الإقلاع عنه ولا هم قادرون على الصبر عنه سويعات من النهار. وفيما يخص المدمنون على شرب القهوة فحالهم لا يختلف كثيرا عن المدخنين فبسبب عدم قدرتهم على احتساء أكواب القهوة التي اعتادوا عليها يفرغون جل غضبهم على أي شخص يصادفونه وذلك بسبب الضغط الذي يعيشونه خاصة إذا علمنا ان القهوة من المنبهات التي تحتوي على الكافيين وتظهر أعراض غياب الكافيين في القلق الذي يصيب الشخص المتعود على تناوله بالإضافة إلى التهيج و التململ و الأرق وشعور عام يصيب الجسم بالإعياء. مظهر آخر يعطي انطباعا عن الحالة النفسية التي يمر بها سائقو المركبات في الطرق الرئيسية وحتى الفرعية يظهر ذلك من خلال التجاوزات الخطيرة التي يقوم بها هؤلاء وهو ما يعرض حياتهم وحياة مستخدمو الطريق بشكل عام للخطر يترجم ذلك الضحايا التي تحصدها حوادث المرور بشكل يومي حيث تتصدر الجزائر قائمة الدول العربية التي تسجل حوادث مرور يوميا خاصة قبيل الإفطار حيث لقي 180 شخصا حتفهم في 177 حادث مرور عبر التراب الوطني، بمعدل 6 ضحايا في اليوم، خلال شهر رمضان حسبما أكدته مصالح الحماية المدنية وقد أرجعت الأخيرة السبب إلى السرعة المفرطة التي يقود بها السائقون سياراتهم عملا على الوصول قبل الأذان استعدادا للإفطار.