تسلط زينب الميلي في كتابها "عرائس من الجزائر" الضوء على جزء من التراث الشعبي الجزائري وهو زي المرأة الجزائرية ومثلته الكاتبة في نماذج من العرائس تمثل كل منها منطقة من مناطق الجزائر. الكتاب هو نموذج متفوق ومتألق للتجربة الإنسانية حيث تتحول بإبداع الخلق الأدبي والفني إلى حياة متجددة جديدة، فهذا العمل كما سوف يرى قارئه هو نتيجة تجربة أم فقدت ابنتها في حادثة عبثية سواء في طريقة وقوعها أوفي ملابسات وقوعها لكن الأم تلقت الصدمة وعاشت تجربة المحنة لم تكن إمرأة عادية لأنها موهوبة بتلك الطاقة بنوع ما، تلك التي تملك القدرة على تحويل التجربة إلى خلق جديد، نحن هنا أمام امرأة غير عادية لن تعبر عن أحزانها بالعويل والدموع وإنما وجدت في نفسها ما هو قادر على تحويل الحزن إلى حياة وعلى تحويل الذكريات المتسربة بالزمن إلى حنين وشجن إلى بقاء له القدرة على النبض والحس وكذلك الإلهام وخلق أدبي وفني من مستوى جميل رقيقإلى درجة الشفافية، فقامت بوضع كتابها هذا الفريد من نوعه أشبه بسجل مصور يؤرخ لبعض ما يمارس في الجزائر من تقاليد وعادات تتعلق باللباس الذي يحاك للعروس الجزائرية، وبالحلي الذي تستعمله في ليلة زفافها بدء بالأقراط وانتهاء بقبقاب الحمام. وهذا ليس كل شيء بل فيه أيضا وصف وشرح دقيق للباس يوم الختان وللباس الفتيان يوم العيد وللباس عروس قسنطينة هذا إلى جانب العديد من اللوحات المعبرة والتي رغبة المؤلفة برسمها بريشتها الخاصة وذلك إما لرغبتها في التعبير عن فكرة كعينة أولتصور منظر تراثي ارتأت إطلاع قرائها عليه وهي تسجل كل هذا لتهديها لفتاتها الصغيرة التي طالبتموها أن تشتري لها عروسا ترتدي زيا تقليديا.