كالعادة عند كل عثر للمنتخب الوطني، خاصة بالطريقة التي حصلت الأحد الماضي في بانغي، يشار بأصابع الاتهام مباشرة إلى الطاقم الفني، ومثلما دفع سعدان ثمن هذه الضغوط الشديدة وأجبر على الاستقالة بعد مباراة تانزانيا، تسير الأمور في السياق ذاته حيث بات بن شيخة يعيش وضعا لا يحسد عليه، لكن الغريب في الأمر أن أعضاء الطاقم الفني يبقون في كل مرة في منأى عن النقد، ولا يتحدث عنهم أحد أثناء الهزيمة وعلى العكس من ذلك يظهرون في الإنتصارات على طريقة المثل الشعبي الذي يقول: “داخل في الربح، خارج من الخسارة”. لا أحد يعرف دورهم في المنتخب والحقيقة أن لا أحد يعرف دور أعضاء الطاقم الفني في الوقت الحالي، سواء من يتابعون المنتخب من بعيد أو من يعيشون وسطه ويعيشون أجواءه عن كثب منذ سنوات، لأن هؤلاء يكتفون بالحضور في التدريبات ووضع تجيهزات التمارين، ولا يشاركون إلا نادرا في الحديث مع اللاعبين، باستثناء مدرب الحراس بلحاجي الذي يقوم بتمارين خاصة مع الحراس وهو أمر بديهي، فيما البقية “زايدة، ناقصة” وتكتفي بالوجود في الطاقم الفني وتسجيل حضورها الشرفي في منتخب وصل الى المونديال. بعضهم مهمته إيقاظ اللاعبين وآخرون إعلان مواقيت التدريبات وقد اقتصر دور بعض هؤلاء على قراءة الجرائد للناخب الوطني السابق خاصة العربية، وآخرون على دق أبواب غرف اللاعبين لإيقاظهم صباحا، بالإضافة إلى إعلام زملاء عنتر يحيى بمواقيت التدريبات وبرنامج العمل، مقابل الحصول على أموال ضخمة نتيجة انتسابهم للطاقم الفني للمنتخب الوطني، في حين أن الكفاءات موجودة في الجزائر ولا تقبل العيش في الظل كما ترفض أن تؤدي تلك المهام، لأن المدرب المساعد له دور أكبر مما يحدث في منتخبنا. منتخب كبير يلزمه مساعدون كبار يملكون حلولا ولأن المنتخب الوطني كبر في السنوات الماضية بدليل وصوله إلى كأس العالم الأخيرة، ومشواره الطيب قبل ذلك في كأس إفريقيا (رغم الانهيار الذي يعرفه حاليا)، فإن هذا يتطلب وجود أعضاء في المستوى داخل الطاقم الفني يفهمون ذهنية اللاعبين المحترفين وأكثر من ذلك يوفرون حلولا أيضا للمدرب، فبن شيخة من المفترض أن لا يبقى في الصورة وحده بل يجب أن يظهر رفقته مدرب مساعد أو حتى مساعداه وفي مستواه اسما وشهرة، ويكونون قادرين على منحه الحلول والمقترحات والقيام بالدور الحقيقي للمدرب المساعد حسب المفهوم الأوربي وليس بالشكل الذي يحصل عندنا. المغرب فازت بمساعد “ڤيرتس“، وهل كان يمكن ل جلول أن يخلف سعدان؟ ورغم أن منتخب المغرب يوجد دون مدرب رئيسي في غياب ڤيرتس“، إلا أن مساعده “كوبرلي دومنيك“ تحمل المسؤولية وتنقل إلى دار السلام وعاد بالإنتصار، فهو يملك الخبرة في هذه الظروف بما أنه اشتغل مدربا مساعدا في “أولمبيك مارسيليا“ و“لانس“ الفرنسيين، وقام بدور المدرب المساعد في غياب المدرب الرئيسي، ولو نسقط هذا الواقع على ما حصل للمنتخب الوطني ونسأل، ماذا لو عوض جلول المدرب سعدان بعد لقاء تنزانيا، وعيّن على رأس المنتخب الوطني؟ خاصة أن فترة التحضير لمباراة إفريقيا الوسطى كانت ضيقة، ولاسيما أن أمورا كهذه (تعويض المدرب الرئيسي بالمدرب المساعد) تحصل دوما في كرة القدم، والأكيد أنه لو حدث ذلك في منتخبنا فإن ثورة كانت ستقوم بسبب هذا الخيار، فلماذا الاعتماد على أعضاء في الطاقم الفني لا يعرف أحد ماذا يفعلون في المنتخب؟