خلال إشرافه على مراسم إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة: لعقاب يدعو النقابات المهنية للصحافيين للعب دور إيجابي    بلعابد يؤكد بأن مواضيع الاختبارات لن تخرج عن الدروس المقدمة: أزيد من مليون ونصف المليون مترشح لامتحاني البكالوريا والتعليم المتوسط    لعقاب يبرز الانجازات المحققة في القطاع ويؤكد: على الإعلام لعب دوره في الذود عن مصلحة وسيادة الوطن    الجزائر/موريتانيا : افتتاح الطبعة 6 لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط    تجسيدا لقرار الرئيس تبون: وصول مجموعة أخرى من الأطفال الفلسطينيين الجرحى للعلاج بالجزائر    عنابة: ربط ذراع الريش بنظام الكاميرات والحماية عبر الفيديو    موعد غينيا اتضح في انتظار مواجهة أوغندا: الكاف ضبطت رزنامة مواعيد شهر جوان    تعيين برباري رئيسا للوفد الجزائري في أولمبياد باريس    الفاف تبنت مبادرة الصلح: رفع قرار حظر تنقل السنافر وأنصار مولودية الجزائر    إعلام قوي للذّود عن مصلحة الوطن    الجزائر تستقبل دفعة ثانية من الأطفال الفلسطينيين    قسنطينة : وفاة طفل غرقا في بركة مائية ببني حميدان    الوادي: ضبط 3 مشتبه بهم في جريمة قتل شخص    تفاعل واسع مع رحيل جوهرة الساورة حسنة البشارية: عميدة موسيقى الديوان توارى الثرى    جيجل: إحياء الذكرى 42 لوفاة محمد الصديق بن يحيى    الشريعة الإسلامية كانت سباقة أتاحت حرية التعبير    صالون دولي للسيارات والابتكار من 23 إلى 26 ماي بقسنطينة    رحيل سفيرة موسيقى الديوان حسنة البشارية    حان الوقت لرفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني    برنامج مشترك بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    أكثر لاعب أنانيٍّ رأيته في حياتي!    حيماد عبدلي مطلوب في نادي نيس الفرنسي    "الفاف" تطلق مبادرة "صلح كروية" وتتوعد الحكام    في خطابه له أمام نقابيي الاتحاد العام للعمال وأحدث صدا،الرئيس تبون : نجدد تمسك الجزائر بالطابع الاجتماعي للدولة ولن نتخلى عنه    القضاء على إرهابي و قبض عنصري دعم    سكيكدة ولاية نموذجية في برنامج تعاون دوليّ    وضع شاطئ "الكثبان" على طول 7 كلم تحت تصرف المصطافين    اقتناء 4 شاحنات ضاغطة لجمع النفايات    مصالح الدولة في مهمة بلوغ "صفر حرائق" هذا الصيف    الموافقة على اعتماد سفيرتي الجزائر بسلوفينيا وإثيوبيا    صحفيو غزة.. مئات الشهداء والجرحى والمعتقلين في سبيل القضية    دبلوماسيون ومتعاملون أجانب: رغبة في تطوير المبادلات    إطلاق مسابقة أحسن صورة فوتوغرافية    دعوة لصيانة الذاكرة من التزييف والتشويه    معرض للمنتجات الجزائرية بنواكشوط    توقيع 3 اتفاقيات بالصالون الدولي "لوجيستيكال"    حراك الجامعات المؤيّد لفلسطين يتوسّع..    تمثيلية جبهة البوليساريو بإيطاليا تنظم يوما تكوينيا لمرافقي الأطفال الصحراويين خلال الصيف    السيد العرباوي يحل ببانجول للمشاركة في أشغال قمة منظمة التعاون الإسلامي    بن طالب ينافس أوباميانغ على جائزة أفضل لاعب أفريقي في فرنسا    دراجات/ طواف البنين الدولي: الجزائري ياسين حمزة يفوز بالمرحلة الرابعة    الاتحاد الأوروبي سيمول 7 مشاريع للطاقة عبر "بنك الهيدروجين"    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي : الجائزة الكبرى "الغزالة الذهبية" من نصيب الفيلم الاسباني "ماتريا"    دعا لها مشاركون بندوة علمية بسطيف.. ضرورة بناء وتكوين قدرات فعالة في إدارة المخاطر محافظة على الموروث الثقافي    الاهتمام بالتكوين ضروري لتحسين أداء الأفواج الكشفية    النفط يتأرجح بين توقعات أوبك+ ومخاوف بشأن بالاقتصاد الأميركي    مشاركة قرابة 20 ولاية في المعرض الوطني للفنون والثقافات الشعبية    البرلمان العربي: الصحافة العربية لها دور ريادي في كشف جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال الصهيوني استهدف منزلا برفح    "الحق من ربك فلا تكن من الممترين"    «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بيِّن…»    إذا بلغت الآجال منتهاها فإما إلى جنة وإما إلى نار    تيارت..هلاك ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة آخرين في حادث مرور    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحاج غلاب ,,, “بوعراطة رجل شهم، منحته صكا دون رصيد وتنقلت إلى الحج، ولما عدت وجدت أنه سيّر الفريق بأمواله”
نشر في الهداف يوم 10 - 01 - 2011

نريد أن تحدثنا عن تفاصيل الضغوط التي تعرضت لها قبل لقاء الشريعة – ثليجان؟ — تلقيت اتصالا من ثليجان وطلبني الشيوخ، حيث قال لي أحدهم وهو لا علاقة
له بكرة القدم: “أنت تريد أن تمنح الكرة التي يلعب بها أولادنا للشريعة، بالونا يبقى هنا”، ثم قال لي آخر: “يعايرو فينا يقولو ما عدناش سكاليات (في إشارة إلى المدرجات)، ومع هذا سنفوز عليهم”. أتذكر أنه وقع ضغط كبير على اللاعبين، كان هناك 3 عناصر من الشريعة في المكارم، الحارس شابي، جارش صهري، وعيادي الهادي، أرعبوهم وهددوهم وتوعدوهم بحرق بيوتهم إذا لعبوا، ثم أصبح الكل يتكلم، في وقت أنه في وقت المشاكل لم يكن في الصورة إلا غلاب، وعندما حان وقت الثمار والأكل أصبح الكل أولياء للفريق. المهم اقترحت عقد جمعيتين عامتين في ثليجان والشريعة لمعرفة ما سيمنحه كل فريق للاعبين نظير الفوز.
ثم ماذا حصل؟
— في الشريعة تأخرت قليلا ووجدتهم يتكلمون عني ويقولون إنه “راح راح نعاون” المكارم، الشخص الوحيد الذي دافع عني هو دلاسي نائبي، وبعد دخولي تناقشنا ووصلنا إلى قضية الأموال، فقلت لهم “هذا فريق الشريعة، اللاعبون يطالبون بمنحة الفوز، فماذا أنتم فاعلون”. جمعية الأنصار صنعت قبعات ووعدت بمنح مداخيل بيعها للاعبين. في اليوم الموالي عقدنا جمعية عامة في ثليجان بحضور اللاعبين الثلاثة شابي، جارش وعيادي، حيث خيرتهم بين اللعب أو المغادرة على أن ينسوا مستحقاتهم، عيادي خاف فغادر، وبقي الثنائي الآخر، ولم يعدوني بشيء في ثليجان سوى بحمل اللاعبين فوق رؤوسهم مسافة 17 كلم، وقبل كل هذا الطرفان كانا متخوفين من التحكيم فوقعت عدة تضاربات وكان من المفترض أن يكون الحكم من الوسط، لكني قلت للرابطة الجهوية: “أنا رئيس للفريقين، وأطالب بحكم من المنطقة يعرف الناديين وسيلتقي بهما مستقبلا، حتى يكون نزيها”، فتصرفت الرابطة بحكمة، حيث عينت 3 طواقم قضت كلها الليلة في باتنة، وتوجهت إلى الملعب مع المحافظ الذي لم يفتح الظرف حتى وصل إلى ملعب عثماني، فكان الاختيار على الحكم الدولي بن يونس. يوم اللقاء تنقلت واستقبلت الوالي والحكام وأنصار الفريقين ثم اطمأننت على جمهور الفريقين الذي كان يطالبني بالفوز، ثم غادرت. وبالمناسبة لدي حكاية سأدخلها بين قوسين قبل أعود إلى المواجهة الحاسمة.
ماهي؟
— لم يسبق لي في حياتي أن خفت مثلما خفت في ملعب الشريعة في موسم 92-93، لماذا؟ أول داربي بين الفريقين، المدربان كل واحد لعب أوراقه، عبد الصمد ممرن ثليجان أقحم لاعبي المنطقة أي الشريعة، ومدرب الشريعة لعب بعناصر من خارج المدينة مثل مخناش، فقسم الملعب على اثنين وخفت أن أكون سببا في كارثة. سجلوا علينا من البداية وما بين الشوطين تكلمت مع عيادي وكان على الأعصاب لأن الجميع يشتمه فقلت له: “تريد أن تسكتهم سجل عليهم”، لكنه تحجج بعدم وصول الكرات، فأقحمنا مراقة، أين منحه أول كرة ضاعت، ثم منحه كرتين سجل بهما هدفين، أحدهما بالعقب. ثم تحول الحكم إلى صفهم 200 بالمئة، وصفر لهم ركلة جزاء غير شرعية سجلوها وعادلوا 2-2 وفي (د85) صفر الحكم نهاية اللقاء بالتعادل، ولو انتهى بفوز المكارم لحصلت كارثة. في لقاء العودة بثليجان مشاكل كبيرة وقعت بين الجمهور، ومدرب الشريعة ششوي وقتها استفز جمهور المكارم والدرك الوطني لم يتقبل ما حصل فاعتقله وأنا من هدأت النفوس. وقد كان وقتها عيساوي مدربا فقدمت له نصيحة من أنهم سيراقبون اللاعبين حشحوش وبوتيغان، أين طلبت أن يفتحا الأروقة لرمضاني وفعلا سجل هدفين وانتهت المباراة وسط أحداث عنف كبيرة بفوزنا 2-1. الجماهير تبادلت الرشق، ولم تجد وسيلة نقل فغادروا مسافة 17 كلم مشيا على الأقدام.
نعود إلى يوم مباراة الشريعة – ثليجان، الفائز يصعد، ماذا حصل؟
— بعد أن نظمت كل شيء، غادرت إلى البيت لأنه يستحيل أن أحضر لقاء مثل هذا، وبقيت أتابعه عبر إذاعة تبسة مع صوت الربيع دعاس رحمه الله، وأتابع أيضا لقاء قايس وبريكة، حيث سجلت بريكة والنتيجة بقيت متعادلة في ملعب الشريعة، ما يعني صعود الأمل، ثم أغلقت الراديو وقلت لزوجتي “لقد ارتحت، لم يصعد أي فريق”. ثم فتحت الإذاعة من جديد لأسمع من جديد أن قايس سجلت لبريكة هدفين، ما يعني صعود مكارم ثليجان، فطلبت “الفوشي”.
من أجل الاحتفال؟
— لا، بل من أجل حماية نفسي لأني كنت أعلم أنه سيأتون لحرق بيتي، وفعلا بدأت أسمع الحجارة في نافذة البيت ثم صوت الرصاص، نقيب الدرك الوطني كان صديقي أرسل أعوانا لتأمين البيت الوظيفي الذي كنت أسكنه وأطلقوا عيارات تحذيرية.
في الملعب أحداث عنف وقعت؟
— اقتحمت بعض الجماهير أرضية الميدان لمحاولة الاعتداء على اللاعبين، بحضور الوالي، فاضطر رجال القبعات الزرق إلى إطلاق الرصاص، واختبأ الكل بمن في ذلك السلطات بالكراسي، 22 لاعبا على الميدان كانوا يبكون خائفين وعلى تضييعهم الصعود، ثم أخرج لاعبو المكارم من الملعب بصعوبة من طرف رجل الدرك، ووصلوا إلى القرية وهم لا يعلمون قبل أن أبلغهم بالصعود. ومن المفارقات أن التيار الكهربائي انقطع ليلتها في الشريعة، وقالت الناس: “الحاج أخذ منا الصعود وقطع عنا الكهرباء”.
- في اليوم الموالي كانت الاحتفالات في ثليجان؟
— فعلا كانت أجواء رائعة شارك فيها حتى أعيان الشريعة، حيث جلبوا لنا الكباش، وضربوا البارود معنا، أصبح عرس الولاية ككل، بعد أن انتهى غضب ال 90 دقيقة. الاحتفالات التي أقمناها بالفرسان غطاها التلفزيون بحضور الصحفي المرحوم بوخزر وممثلين عن الفدرالية، وهكذا غادرنا الأقسام الصغرى بسرعة وصرنا بحاجة إلى ملعب أكبر، حيث تم منحنا ملعب “القازيرنة” الذي أصبح يحمل اسم هواري بومدين واستقبل فرقا كبيرة ولاعبين من كل مكان. هل تعلم أن المكارم في الجهوي جلب لاعبا دوليا من الكاميرون؟ واجه البرازيل وهنا سأقص لك طرفة عنه.
ما هي؟
— جلبت 4 لاعبين أفارقة 2 لثليجان و2 للمكارم، أحد هؤلاء اللاعبين لما غادر فريقي سرق لي لحافا(زاورة)، وعندما لعبنا مباراة كأس تنقلنا إلى القليعة لمواجهتهم فوجدته لاعبا في هذا النادي، وسألته عن ما سرقه، فقال إنها في العاصمة وسيردها لي (يضحك). كنت من أوائل من جلب الأفارقة إلى الجزائر، ثم توقفت عن ذلك عندما أصبحت بوكينافاسو، بوركينافاقو (يضحك).
بعدها أكملت في رئاسة الناديين معا؟
— أردت أن يصعد فريق الشريعة ويلعب الصعود، لكن في آخر لحظة صعد أهلي البرج بعد تعادلنا معهم، بحضور المدرب حاج منصور الذي جاء لمنح العون لصديقه خلفة عبد الكريم. سرقوا منا نقطة بتحكيم مفضوح وضيعنا الصعود، ولم أتمكن من أن أسعدهم بالصعود، لكن قمت بواجبي وخسرت أموالا كبيرة، ولا أريد جزاء ولا شكورا، حيث رتبت مرة مباراة في قايس مقابل 600 مليون ساعدنا بها أنفسنا في الترتيب، ومكنا بها وفاق تبسة من الصعود على حساب خنشلة، خسرت الكثير ولا أبتغي جزاء ولا شكورا.
يقال إنك كنت تملك نفوذا كبيرا في رابطة باتنة؟
— بكل صراحة كان هناك رجال من أعلى مستوى في الرابطة، لهم احترافية، والبعض يشيع أنني كنت أتصرف في الرابطة كيفما أشاء، رغم أن آخر عقوبة لي كانت من طرف هذه الرابطة سنة 1999 في مباراة الشريعة وملعب سطيف، حين عوقبت بسنتين.
بالنسبة للمكارم في أول موسم في القسم الثاني، كيف كانت الأمور؟
— جلبنا مراقة من جديد، وغولي وحجوري من بسكرة وشبلي من عين البيضاء، كان يدربهم بوعراطة، واحتللنا مرتبة في وسط الترتيب ولكن كنا نطبق كرة أكاديمية وجميلة والناس تأتي للاستمتاع بما نقدمه. الملعب كان يمتلئ عن آخره، تقريبا أكثر من سكان البلدية بحوالي 6 أو 7 آلاف، كل سكان الشرق يأتون لثليجان ليشاهدوا كرتنا النظيفة.
تغاضيتم في موسم 96-97 عن لقاءين لصالح وفاق سطيف واتحاد عنابة، لماذا؟
— جاءنا الوفاق وكان بحاجة إلى اللقاء، يجب أن لا ننسى أنه شرف لنا اللعب أمام ناد بهذا الحجم، جاءنا بصالحي مدربا، وحضر ماتام أيضا، حيث كرمناهما، ولم أشأ أن أرد صديقي سرار فمنحته الفوز، ثم جاءنا اتحاد عنابة أيضا عن طريق الرئيس لموشي ورتبنا لهم المباراة، وتركنا لهم اللقاء الأخير ليكون فاصلا.
- أي فريق كنت تريده أن يصعد ذلك الموسم؟
— مع احتراماتي لاتحاد عنابة، كنت أريد صعود الوفاق لأنه ناد كبير في القارة وليس في الجزائر فقط.
لاعبون كبار جلبتهم وجاءوا لمنقطة معزولة، كيف ذلك، أكيد أنك كنت تلجأ إلى التحفيزات المالية؟
— قبل المال هناك سمعة، أغلب رؤساء النوادي يغرون اللاعبين ويسرقونهم، يعدون ب 100 مليون ويمنحون 30، أنا كنت لما أعد ب 50 أمنحها وألتزم، لم أكن أضع اللاعب كلاعب ولكن كابن، لي الإمكانات لحل مشاكلهم الاجتماعية وتزويجهم، وحتى توفير السكن لهم. أعطيك مثالا، كان هناك لاعب من شباب باتنة يسمى “زغالو” لقبه زغرير كان يحب الأموال وهو لاعب ممتاز لا يخاف، في اللقاءات الصعبة كنت أضاعف المنح وهو كان يكرر الكلام لزملائه: “يا جماعة سمعتو واش قال الحاج” ويبقى يعيد الكلام ويؤكد (يضحك) لأنني عندما أعد أوفي. وأتذكر أننا مرة في الشمرة، إنه كان خاطبا فتاة من هناك، لم يسبق أن رأيناه خاف، في ذلك اليوم كان هناك ضغط كبير ورفض تسخين عضلاته ثم قال لي: “ما نلعبش”، وعندما ضغطنا عليه، الملعب كله كان يصيح أنه لن يتزوج الفتاة الفلانية، ولكنه شارك وكان وراء هدف الفوز رغم كل الاستفزازات.
- منحتم أموالا كبيرة للاعبين في ذلك الوقت، هل لك أن تمنحنا الأرقام؟
— هناك من جلبناه مجانا، وأعود بك إلى الولائي، لم نجد أمام من نلعب لقاء وديا، فجمعنا بعض الشبان من الأحياء وواجهناهم، أتذكر أن شابا صغيرا “عجب بينا”، المدرب عبد الصمد احتار فيه، في نهاية اللقاء أكد لي أنه غير ممضٍ لأي فريق، فاقترحت عليه الإمضاء فطلب مشورة والده في بئر العاتر لأنه كان صغيرا. وتنقلت رفقة 3 لاعبين وهم لاعبون عندي إلى والده الذي منحنا وثائقه، في أول لقاء رسمي له سجل 3 أهداف، واستدعي لمنتخب الأواسط، ومن العدم صار له مشوار لاعب كرة القدم، وكان حاضرا معنا في إنجازات كثيرة، وهو بوتيغات. وبخصوص قضية المادة لا أكذب عليه، لأن أي لاعب عاقل لا يترك شبيبة القبائل ويلعب في ثليجان، لكن لم تكن الإغراءات كبيرة جدا. أتذكر أني كنت أمنح 50 و60 و70 وحتى 100 مليون في سنوات التسعينيات، مثلا مراقة لما جلبناه في صيف 1992 كلفنا 100 مليون التي كانت مبلغا ضخما في الجهوي، منحنا 50 مليونا للمولودية قيمة وثائق تسريحه، خاصة أنه كان في أوج عطائه، لأنه بعد ثليجان عاد إلى الحراش، ثم استرجعناه ولعب من جديد في المولودية وكان قائدا، ولعب حتى للمنتخب الوطني بفضل المكارم، وهنا أتذكر حكاية طويلة.
ما هي؟
— مراقة في موسم 95-96 طرده المدرب بوعراطة، لأنه لا يدخل الصراعات الثنائية، عندما تكون الكرة في رجله يفعل بها ما يشاء ولكن لا يصارع للحصول عليها، رشيد قال لي: “هذا غير ابعثو يروح”، وبعد محاولات أبقيته. كان لدي نجوم مثل زريق، ضيف الله، شبلي، حجوري لاعب بسكرة، وطرد لي الكثير منهم ورقى الآمال، فخسر بهم 6 لقاءات متتالية. كل أسبوع كانوا يقولون إنه سيقال، لكني حافظت عليه إلى أن حقق أول انتصار بشبانه أمام مولودية باتنة في سفوحي ب 2-0، ثم حقق مشوارا ب 9 لقاءات متتالية دون هزيمة، ترك بصماته وللأسف الشديد لم يجدد عقده معنا في الموسم الموالي. في صيف 96 كنت في تونس في عطلة ولما عدت قرأت عبر الصحف أنه التحق بمولودية وهران على ما أعتقد، في وقت أنه كان ينتظرني وكانت له كرامة ولم يشأ الاتصال بي، وبعد مدة تأكدنا أنه لم يغيرني وأنا انخدعت بما كتب. بوعراطة احترمه كثيرا وقد وقعت بيني وبينه قصة لا يمكن أن أنساها أبدا، قبل أن أتنقل إلى أداء مناسك الحج، حيث تركت له صكا، وطلبت منه أن يسحب الأموال ويسدد اللاعبين قبل عيد الأضحى. ولكن سبحان الذي لا يسهى ولا ينسى لم يكن هناك رصيد لأني تركت صكا آخر لشخص ثان، المهم أنه ذهب ولم يجد الأموال، مدرب آخر مكانه ماذا كان سيفعل؟، دون شك يستقيل. بعد أن سمع بعض “المشامشية” الخبر، بدأوا بالضغط ودفع اللاعبين إلى الاحتجاج، ولكن لا أنسى موقفه.
— ذهب إلى بيته وجلب الأموال من قسنطينة، وقسمها على اللاعبين، وسير الأمور ماليا إلى أن عدت. هذا شيء لن أنساه، لا أظن أنه دربنا مدرب مثله من حيث المستوى والمؤهلات، أقولها وبأعلى صوتي إنه أفضل مدرب جزائري، أتمناه في المنتخب الوطني، وأيضا شبيبة القبائل.
- لماذا الشبيبة؟
— لأنني مناصر لهذا الفريق، وتربطني علاقات جد طيبة بالرئيس حناشي الذي نصبني رئيسا شرفيا، أعرف اللاعبين والأنصار الذين يصفقون لي كلما نواجههم. حناشي كان بمثابة أخ، ولبى دعوتي وجاءت الشبيبة إلى تبسة ولعبت دورة هناك، حيث كنت في الحملة الانتخابية في تبسة، وصلوا حتى إلى الشريعة وكرمتهم، كما استقبلوني بحفاوة كبيرة في تيزي وزو عندما لعبنا الكأس وشتان بين هذا الاستقبال واستقبال آخر.
ماذا تقصد؟
— أقارن بين استقبالنا في تيزي وزو واستقبالنا من طرف مسيري مولودية وهران في لقاء ربع نهائي كأس الجمهورية، “الحمراوة” في تبسة استقبلناهم وتركنا لهم سياراتنا، وفعلنا ما لم يفعله أحد معهم، الوالي كان حاضرا، وبرمجنا على شرفهم حفلا ومع الأسف في وهران لم يردوا لنا الخير. وأتذكر أنهم كتبوا في جريدة الشعب العمومية: “ما هكذا يرد الجميل يا بليمام”، واستغل الفرصة لأترحم عليه. وعلى العكس الشبيبة استقبلونا في المطار، وأكلنا في بيوتهم، وقضى لاعبونا الليلة مع نظرائهم في النزل.
والدليل على العلاقة الطيبة أنك منحت الشبيبة بوروبة مجانا؟
— أي شيء يمكن أن أساعد به الشبيبة أقوم به من دون تردد، بوروبة كانت تريده “الموك” ودميغة لم يتصل بي شخصيا، طلبه من الحاج ذيابي رئيس الاتحادية الذي اتصل بي في الثامنة صباحا، حيث قال لي“ “امنح بوروبة لدميغة” لكني رفضت، وبعد ذلك دميغة اتصل بالوالي بن صبان الذي كان في تبسة وهو من قسنطينة وتنقلت إلى ديوانه فقلت له في جملة واحدة: “سيدي الوالي أنت مع الموك أو ثليجان؟” فاعتذر وقال لي إنه مجرد اقتراح. عندما واجهنا الشبيبة في الكأس بوروبة عادل الكفة في تيزي وزو وأعجب به حناشي ومنحته له، لأني كنت أعرف أنه سيمنحني أي لاعب أريده لأنه كان مناصرا للمكارم، ويتابعنا ويتصل بي دائما.
--------------------
هذا هو المبرر الذي تركك تجلب لاعبين من شبيبة القبائل؟
— لا، بل لأنهم يلعبون لأجل القميص، ولهم مستوى ممتاز، وتأقلموا مع المنطقة وعاداتها رغم العزلة، عاشوا دون عائق ولم يتضايقوا.
ضيعتم صعودا سهلا إلى القسم الأول في موسم 97-98 وضيعتم ذلك بسبب تغاضيكم عن بعض المباريات؟
— لم نكن على علم بتغيير قوانين الرابطة، فساعدنا جيل تبسة على حساب عنابة والبرج، وفي اللقاء الأخير أنا “شاوي” وتألمت لوضعية اتحاد خنشلة ومنحتهم النقاط، فأنهينا البطولة في المرتبة الخامسة، فيما كان الصعود حليف أربعة فرق.
في موسم 97-98 هل تتذكر اعتداء الحارس عمارة على الحكام؟
— أتذكر أننا كنا عرضة لممارسات الحكام، أمام شلغوم العيد، حيث صفر ركلة جزاء رغم أن الخطأ كان خارج المنطقة، وأتذكر أنه لم يتردد في ضربه وعوقب بعامين.
في موسم 98-99 حصلت فوضى عارمة في الملعب في مباراة عنابة بين مناصري جيل تبسة و“الهوليڤانز”، هل تتذكر ذلك؟
— الملعب كان مختلطا بين أنصار عنابة والجيل، وكنا متفوقين بهدف مقابل صفر، ثم عادلوا وجاءتنا ركلة جزاء أراد تنفيذها بن إيدير فاقترح عليه اللاعبون عن طريق مسيريهم 100 مليون مقابل ضرب الكرة خارج الإطار لكنه سجلها، أرادوا استفزاز الجمهور لتوقيف اللقاء، وحدث تراشق بالحجارة وتدخلت لتوقيف الأمور، وهدأت الوضع والله ستر، ولم يكتمل اللقاء. واستعملوا كل الطرق للفوز باللقاء على البساط لكن صور الفيديو كانت لصالحنا بما أننا صورنا كل شيء وفزنا على البساط. وقبل اللقاء مسيرو عنابة عرضوا عليّ مليارا لترتيب اللقاء فقلت لهم: “لا أبيع تبسة مقابل مليار”.
هناك مباراة “الموك” أيضا موسم 95-96 التي حصلت فيها أحداث عنف كبيرة؟
— في اللقاءين كان الحكم مرتشيا، في حملاوي كنا فائزين وساعدهم الحكم في معادلة الكفة، وصفر لهم ركلة جزاء، وفي العودة جاء علي مالك محافظا من العاصمة إلى هذه المنطقة النائية، بالتأكيد أن الأمر فيه “إن” وقلت له هذا الكلام، ساعدوا “الموك” وفازوا علينا 3-2، بوعراطة بكى وقال لي: “لو فازوا عليّ على الميدان لما تأثرت”.
هل توقفت مباريات كثيرة في ثليجان؟
— لا، لقاء عنابة فقط، رغم أنني معروف بأني لا أضبط أعصابي، ولا يمكنني أن أتوقف، حتى أصبحت لا أحضر اللقاءات، مرة في ڤالمة وضعني مسؤولو الترجي في المنصة الشرفية، وبعد أن سجلنا انفعلت من شدة الفرح، وقلت لهم: “افتحوا الباب أنت لست أهلا لهذا المكان”، مرة أيضا في عنابة في المنصة الشرفية لم أتمكن من الجلوس، ومشيت حوالي 7 كلم على الأقدام حتى نهاية اللقاء ولما عدت استوقفني أنصار المكارم وأكدوا لي أن المباراة انتهت بالتعادل السلبي مع أدائنا لقاء كبيرا. كنت عصبيا، وصديقي رئيس وفاق تبسة آيت يحيى كذلك، مرة لعبنا داربي معا فتركنا فريقينا يلعبان، وذهبنا في سيارتي لمشاهدة الجيل في تبسة وفي طريق عودتنا كان أنصار الوفاق مغادرين دون ضجيج أو فرحة فقلت له: “تبانلي عطيناكم طريحة” (يضحك).
عوقبت كثيرا بعامين، لماذا؟
— دوما كنت معاقبا.
لو تحكي لنا قصة بعض اللاعبين الذين أمضوا وغادروا فريقك مثل بوريدان؟
— بوريدان أرادوا استعادته رغم أنه أمضى لنا، في دورة ودية للمرحوم صديق بن يحيى في جيجل كنا نشارك فيها، وبينما كنا نشاهد الدور النهائي تكلم معي بوالحبيب “سوسو” الذي كان شابا صغيرا، بدليل تسريحة شعره على الموضة، أين طلب مني إعادة بوريدان الذي كان قد أخذ أمواله ودفعنا ملفه إلى الرابطة، غير أنه لم يحسن الكلام فاستفزني لما قال: “إذا لم تمنحه لي سأرسل له استدعاء للخدمة العسكرية في قسنطينة، ويلعب عندي مجانا”. وهنا جن جنوني فقلت له: “أنت تجلب له الإعفاء، وأنا أمضي له في الموك وأسدد مستحقاته”. بعد هذا الخلاف من يعرفونني طلبوا منه أن يعرف كيف يتكلم معي فقط لأن “قلبي كبير ومليح”. وجاءني في اليوم الموالي، حيث ضحكنا وتناولنا وجبة الغداء، واتصلنا ببوريدان لكن هذا الأخير طلب مهلة يومين للتفكير ثم قرر اللعب في قسنطينة. وبقيت صداقة بيني وبين “سوسو” إلى اليوم. وقد أمضى في شباب قسنطينة من “النصرية” اللاعب سوفي وأراد أن يأتي بعدها للمكارم، فطلبته من بوالحبيب الذي أرسل لي أوراقه في ظرف دون تردد أو تفكير.
قضية غولي واستقدامه من المولودية، هل صحيح أنك جلبته مجانا؟
— أردنا جلب مراقة، فاقترح علينا أيضا غولي، لما طلبته من جواد ضحكوا علينا، وأخذوا 50 مليونا في مراقة، وهو منحوه لي مجانا، عانى في البداية كثيرا لأنه عائد من إصابة وأجرى عملية جراحية. ومرة اشتكى من بوعراطة الذي كان ينتقده ويلومه في التدريبات، كان قمة في الأخلاق وخجولا، وبصعوبة أعلم مدربه أنه عائد من عملية وهنا قام بوعراطة بتحريض اللاعبين عليه لضربه في التدريبات حتى يزول عنه الخوف و“يتهنى”، “ضربة، اثنين خمسة”، انتهى كل شيء. أدى معنا موسمين رائعين، وكان هدافا لبطولة القسم الثاني ب 19 هدفا، ثم أراد المغادرة، حيث جاءني سالمي جيلالي رئيس بلوزداد واتفقنا أن يمنحنا 100 مليون نظير تسريح غولي مدة 6 أشهر فقط، وكان من الضروري أن يأتي للإمضاء. في ذلك اليوم كنا نلعب أمام جيل عزابة، حيث جاء دون حقيبة ولا لباس ولكني طلبت منه في آخر لقاء أن يبقى في الاحتياط لعل وعسى نحتاجه، جلبنا له كل شيء، كنا منهزمين ب 1-0 ودخل في الشوط الثاني، منح تمريرة هدف وسجل الثاني. وهنا اتصلت بالأمين العام وقلت له “مزق ملف الإعارة، سيبقى معنا”.
هناك الكثير من رؤساء الفرق الذين زاروا ثليجان؟
الكثير من رؤساء الفرق مثل المولودية، الحراش، “الموك”، “سي.آس.سي” عنابة وغيرهم زاروا ثليجان، كما جاءنا مسيرو شبيبة القيروان من أجل بهلول الذي كنت أحبه كثيرا وفرحت لنجاحه فيما بعد. بهلول أعود قليلا إلى الوراء موسم 93-94 الذي تنافسنا فيه على الصعود، كنا سنلعب في قايس مباراة مصيرية وليلتها كنت بسيارتي الجديدة في ذلك الوقت من نوع 306 وصلتني من فرنسا، فطلب مني أن يستعيرها لقضاء أمر، ولما عاد قال إنه يفكر في اشتراء سيارة مماثلة فقلت له: “لو يفوز الفريق في قايس فستأخذها”. إذا لم تخنّي الذاكرة سجل ثلاثية كاملة وفزنا، ودائما بخصوص بهلول كان له شقيق في ألمانيا وكل سفاراتنا كانت في تونس، فقال لي إنه سيذهب إلى تونس ليضع تأشيرة للعب في ألمانيا ولو في القسم الرابع، فقلت له أنه لا مانع لدي بخصوص وثائق التسريح، ولم يتمكن من الحصول على “الفيزا”، ثم استغل تواجده في تونس وقام بتجارب في القيروان حيث أبهر الجميع وأمضى وصار لاعبا كبيرا ومرة في حصة “الأحد الرياضي” سموه “قاهر الكبار” بعد أن سجل في شباك الترجي، النجم الساحلي والملعب التونسي وغيرها من النوادي التونسية القوية.
بهلول من إنتاج ثليجان التي منحته فرصة التألق، أليس كذلك؟
كان في قصر الصبيحي، ثم تنقل إلى شباب بلوزداد ولم ينجح في الإختبارات، وانتقل إلى “الموك” ولم يوفق من جديد، ثم وضعت فيه الثقة وأراد أن يتحوّل بشكل نهائي إلى القيروان وطلب وثائقه فرفضت وقلت له: “اجلبهم هنا ليتفاوضوا، أنا لن أسرحك بل سأعيرك إذا أكدت مستواك سيطلبون عقدك بشكل نهائي وإذا فشلت فالمكارم سيحتضنك”. وجاء رئيس الفريق التونسي واقترحت عليه إعارة مع إضافة قيمة ورقة التسريح لمستحقات اللاعب واتفقنا وسجلنا العقد في القنصلية في تونس، وأدى موسما رائعا ثم بعناه من هناك إلى فريق قطري بقيمة 50 مليون فرنك فرنسي قديم، أي حوالي مليار سنتيم.
من هو اللاعب الذي تمنيت استقدامه؟
كان هناك لاعبون كبار بإمكانهم حمل أيضا ألوان الفريق، لكن تعذّر ذلك بسبب المشكل الذي وقع لي ولكني شخصيا تمنيت المرحوم ڤاسمي حسين الذي كان يلعب في أمل بريكة ودربه عبد الصمد، الذي عاد إلى المكارم واتفق مع اللاعب على الإمضاء وحددنا موعدا، لكنه خلفه والتحق بالشبيبة ليتوفاه الأجل هناك.
كنتم أنتم مسؤولو فرق تبسة وراء تأسيس تحالف كبير، فيما أفادكم ذلك؟
كما يقال في الإتحاد قوة، مع العمري خليف رئيس الجيل وآيت يحيى مسؤول الوفاق، كنا نسير أمورنا معا كأننا رئيس واحد حيث نتشاور في كل شيء ونمنح الأموال لبعضنا دون حساب، استفدنا وبعثنا الكرة في الجهة ووصلنا بالجيل إلى القسم الأول لأول مرة في التاريخ، بالإضافة إلى تواجد 3 نواد في القسم الثاني، والأكثر من هذا أننا كنا نحن رؤساء نوادي الشرق، مثل دميغة، بوالحبيب وياحي، وحلف تسبة بمثابة رجل واحد في الفيدرالية.
ما هو مصدر الأموال التي كنتم تمنحونها خاصة أن البلدية فقيرة؟
ممكن الولاية، ومديرية الشباب والرياضة، بالإضافة إلى علاقاتي الشخصية. كما لا أخفي أنني أنفقت كثيرا على هذا النادي دون أن أنكر أن هناك رجالا ساعدوا الفريق.
الحاج بصراحة هل رتبت لقاءات؟
هناك “تيكي لاصق فيّا”، أنني أرتب المباريات، ولكن لم يسبق لي أن فعلت. كنت أحفز اللاعبين بأقصى ما يمكن، ولكن ساعدت فرقا دون مقابل بمنحها النقاط، مرة بريكة كانت تلعب على الصعود وجاءني رئيس فريقهم المرحوم عبد المالك ميساوي رفقة رئيس دائرتي الشريعة ومسكيانة الذي هو من بريكة من أجل ترتيب اللقاء، وأنا كنت استقبل إتحاد خنشلة الذي ينافسهم على الصعود، ولأنهم جيران منحت لهم اللقاء مجانا وصعدوا ولم أنظر حتى إلى أموال بريكة. وبالمناسبة أترحم على روح رئيس أمل بريكة عبد المالك ميساوي الذي كان رئيسا كبيرا، حيث تألمت لوفاته هو وبن بودريو رئيس عين البيضاء.
ساعدت كثيرا الفرق بمنحها نقاط مباريات، أليس كذلك؟
تقريبا فعلت حوالي 5 أو 6 مرات.
إذن تنفي أنك رتّبت بالأموال؟
بكل صراحة لا، مرة فقط حاولنا نشتري لقاء في أولاد جلال ورتبنا الأمور مع الحارس وفي اليوم الموالي لم نجده حتى في الاحتياط. التحفيزات هي التي كانت كبيرة، حيث وصلت مرة إلى تحديد سلم منح، نبدأ بمبلغ وكل لقاء نفوز به ترتفع قيمة الفوز إلى حد لا يمكن تصوره، ولا تنسوا أيضا أن ما ساعد اللاعبين هي الظروف التي كان فيها الفريق، رغم أننا انطلقنا من لا شيء في قرية فلاحية، بلا ملعب ولا أي شيء فيها، ولكن الشهية تأتي مع الأكل، حيث سبقنا الجميع إلى الاحتراف ما دام وفّرنا كل شيء للاعبين، “صونا” ومسبح، مقهى ومقر إقامة، وحتى ملعب تحت تصرفنا، مع توفير مسكن للمدرب منحنه لنا الوالي، وكما قلت لك قبل قليل دحلب مصطفى لما جاءنا قال إن كل الظروف موفرة للنجاح، والمدرب ممنوع عليه الفشل.
ما هو الأمر الذي ندمت عليه؟
لا شيء، ولكن تمنيت اللعب في القسم الأول حيث تغاضينا عن النقاط دون علمنا بتغيير نظام المنافسة لصالح خنشلة، القوانين كانت فوضوية وقتها، كما كانت لنا احترازات مؤسسة على أهلي البرج ولم نحصل على النقاط، وأتذكر أني توجهت إلى مسؤول الفيدرالية للمطالبة بحقي فقال لي: “روح اشري لقاء عزابة تطلع”. وحتى لو صعدنا إلى القسم الأول لعانينا لأن “الناسيونال” صعب، ويحتاج إلى أموال وملعب، ومع هذا فقد عشنا أجواء القسم الأول في الكأس عندما وصلنا إلى ربع النهائي أمام شبيبة القبائل ومولودية وهران، وأقصينا فرقا مثل القبة برباعية والحراش وهما من فرق النخبة.
ماذا تتذكر من تجربتك مع المرحوم ڤليل؟
من الرجال الكبار الذين مروا على الفريق، “خدّام” ولم يسبق أن تكلم عن الأموال، كما لا ننسى عبد الصمد الذي شارك في أغلب نتائج الفريق. عبد الصمد هو من أسس ثليجان وثليجان هي صاحبة الفضل على عبد الصمد.
وفارح نوار؟
هو ابن الشريعة، مدرب كفء، درب منتخب الآمال مع كالام وسيريدي، ثم عمل في ليبيا وجيل تبسة، واتفقنا معه ليلتحق بنا، في مباراة لعبناها في بسكرة أقحم تشكيلة دفاعية كلها، ولكني لم أتدخل، ثم غادرت الملعب وقبل نهاية اللقاء عدت والنتيجة كانت (2-0) لصالح الإتحاد، فتوجهت إلى غرف حفظ الملابس حيث وجدته هناك تاركا الفريق بحجة أنه تشابك مع الحكم، كان مستلقيا فغضبت وحدث الطلاق.
من هو المدرب الذي منحته الفرصة ولم يوفق؟
عيساوي من باتنة الذي عمل كثيرا في “البوبية”، شخص طيب ولكن الحظ كان عاثرا معه، حتى زكري حظه كان سيئا مرتين ولم يوقف.
يقال إن زكري رفض مرة قرار إقالته وأصر على العمل، وبقي في ثليجان، هل هذا صحيح؟
لم نقله ولكن دريد المدرب الرئيسي رفض العمل معه، فيما اشتغل زكري مع الفئات الصغرى، وقام بعمل رائع لا زالت ثمار ذلك العمل تظهر إلى اليوم.
الفريق دون غلاب، كيف كانت نهايته؟
تخبط دون مساعدة أحد، الكل كان يريد انسحاب المكارم، وكأنه كان مسدسا موجها نحو رؤوسهم، في حين من المؤكد أنه سبب الإزعاج وألم الرأس للكثيرين لأنهم لم يتقبّلوا الثورة التي أحدثناها. السلطات لم تساعد ولا الأنصار و”الثور كي يطيح يكثرو ذباحينو”، الفريق حاول الصمود، 4 أو 5 سنوات بفضل دراجي زغميش وأخي الذي ترأس النادي، ولكن عندما أقفلت كل الأبواب توقف المكارم وانسحب.
وكيف كان شعورك؟
كنت أتابع الفريق من السجن وأمنح النصائح والتوجيهات من هناك، وقد أرسلت مرة لمسؤولي وفاق تبسة لمساعدتنا في لقاء حتى لا نسقط وكانوا “رجال” ونجونا، ولكن لم نجد المساعدة ولم يأخذ الفريق حتى حقه واندثر، تأثرت جدا لما بلغني الخبر، شباب ضائع وزادوا من ضياعه... أتألم اليوم عندما ألتقيهم ويطلبون إعادة بعث النادي، لهذا أفكر في إعادة تأسيسه من جديد.
مشاكلك في القضاء، كيف بدأت؟
لا أحب العودة إلى هذا الموضوع، كانت هناك عدة أغراض وراء تلك المشاكل من طرف أشخاص أرادوا تحطيمي وحطموني وكما يقال “رب ضارة نافعة”، لم أفقد شيئا من سمعتي وأنعم عليّ الله بحفظ القرآن كاملا، أخذت تجربة وعرفت من هو صديقي ومن عدوي.
قلت كانت هناك أغراض، هل من تفسير؟
عدة أمور والناس تعلم التفاصيل، والحقيقة واضحة، ولكن ما أقوله اليوم هو “الله يسمح” وفقط.
من هي هذه الأطراف؟
على مستويات عديدة لا أريد أن أسميها.
بقيت كثيرا في الحبس الإحتياطي أكثر من المدة القانونية، لماذا؟
أكثر من 5 سنوات، كان لدي طعن في الحكم، والأمور “رقدت” وهناك البعض كانوا مستفيدين، لو طبق القانون لما بقيت كل هذه المدة، فالقانون ينص أنه بعد 24 شهرا إما أن أحاكم أو يطلق سراحي لكني أصبحت عميد السجناء الاحتياطيين، وبالتالي دخلت كتاب ڤينس ببقائي 5 سنوات.
كيف جاء قرار الإفراج عنك؟
حكم عليّ ب 10 سنوات، ثم أصبحت العقوبة 9 سنوات، وطعنت وانتظر القرار لأن القضية لا زالت على مستوى أروقة العدالة.
وكيف خرجت إذن؟
أكملت المدة، 9 سنوات و4 أشهر، ولكن القضية ما زالت في العدالة.
هل أحسست بالظلم؟
ظلمت ببقائي كل تلك المدة، ولكن “الله يسامح”.
ماذا خسرت بالسجن؟
وفاة الوالدة، و”اغتيال” فريق مكارم ثليجان لأنه كان ضربة لكل الجهة، ويبقى الإنسحاب وصمة عار في جبين كل سلطات ولاية تبسة. وقد وجهت نداء من السجن وطالبت مسؤولي الولاية بالإهتمام بالفريق دون جدوى، كان يجب أن يزول وزال، حتى تطوى صفحة الحاج غلاب، هذا هو السبب الذي جعل المكارم يصفى.
قلت “اغتيال”، من نفذ الحكم؟
الكل شارك، السلطات، كان عليهم أن ينسوا الناس في الحاج غلاب فمحوا النادي، ولكن التاريخ لا يمحى.
وماذا يستفيدون؟
لا أدري، أتركهم مع ضميرهم.
من ساعدك في السجن؟
إثنان... الله سبحانه وتعالى، والفقراء والمساكين بدعاويهم.
ورؤساء النوادي؟
لا أتذكر أنه وقف معي أحدهم أو اتصل بي أو بعث لي، كان يزورني فقط الدكتور آيت يحيى، وزيتوني من بسكرة -رحمه الله- رئيس الرابطة الولائية الذي كان من أعز أصدقائي، ولما قرأت خبر وفاته أصبت بصدمة، وما عدا هذا لم يقف معي أحد.
ما هي أفضل ذكرى لك في مشوارك؟
تأسيس المكارم، علما أني لا أملك ذكريات سيئة كثيرة لأنني لم أسقط إلى القسم الأول، كنت اصعد فقط، يوم أسسنا الفريق قلت أني سأواجه الشبيبة وحصل ذلك وهذه ذكرى رائعة.
وأسوأها؟
زوال المكارم في 2004.
من هو أفضل لاعب مر في تاريخ النادي؟
لاعبون ممتازون مروا على النادي مثل عياش، ترمول، حجوري، شبلي، بوروبة، بن قاسي، الحارسين عمارة وايزري، مراڤة، غولي، سوفي، عڤون، ولكن أظن أن أفضلهم هو بن قاسي لأنه لاعب متخلق ومثال للجميع... لا يتكلم تماما، وكرويا لاعب في القمة.
من هو اللاعب الذي صنعه مكارم ثليجان؟
بوتيغان، وخرخاش الذي جلبته رفقة عميار من آمال عين البيضاء وعمره 18 سنة كان يهرب كل يوم إلى مقر سكناه ببريش، وحتى منتخب الآمال كنت أوصله وأعود فيقولون لي إنه اختفى، بالإضافة إلى بهلول، وكان هناك الحارس شابي.
ماذا استفدت من رئاستك لثليجان أو الشريعة؟
معرفة الرجال.
سؤال غريب ربما، تقضي دائما عطلتك في بلدان إفريقيا لماذا؟
لأنهم أناس بسطاء يعيشون “قد حالهم”، رغم الفقر لهم خيرات كثيرة، أزور دائما كوت ديفوار، مالي والبنين، واستمتع بالإقامة هناك.
عندما حصل مشكلك القضائي كنت في بوركينافاسو.
لا، كنت في البنين.
شكرا جزيلا على إتاحتك لنا هذه الفرصة؟
شكرا جزيلا وأتمنى عودة قوية للكرة الجزائرية لأنها في الحضيض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.