حتى وإن كان المدافع “كارل مجاني” قد امتنع عن الإدلاء بأي تصريح ناري في حق المدرب بن شيخة بعد أن أبعده كليا من حساباته في آخر لقاء ضدّ المنتخب المغربي، إلا أنّ مصادر موثوقة مقربة جدّا من مدافع “أجاكسيو” الفرنسي كشفت لنا أمس خلال حديث جمعنا به أنّ اللاعب شعر لأوّل مرة منذ انضمامه إلى “الخضر” بالظّلم و”الحڤرة” بعد أن قام مدربه بإبعاده عن لقاء تمنى على الأقل أن يكون حاضرا فيه ولو كاحتياطي ليجد نفسه مجبرا على متابعته من المدرجات، ما جعل معنوياته في الحضيض، وجعله أيضا يعرب لمقربيه عن شعوره ب “الحڤرة” والظلم من بن شيخة. في الذهاب وجد نفسه إحتياطيا وبوزيد أساسيًا وتقبّل الأمر وكان مجاني منذ قدومه إلى المنتخب قبيل نهائيات كأس العالم يقبل بكرسي الإحتياط في كل مرة دون أن ينتقد قرارات مدربيه سواء سعدان أو بن شيخة، مثلما كان عليه الحال في لقاء الذهاب ضدّ المغرب، حيث كان يتوقع أن يشارك أساسيا بعد تأكد عدم مشاركة بوڤرة بسبب الإصابة التي كان يعانيها، قبل أن يلجأ بن شيخة إلى إقحام بوزيد الذي سجل دخوله أساسيا بمجرد أن عاد إلى المنتخب بعد غياب طويل، غير أن مجاني تقبل الأمر بصدر رحب وراح يشجع زميله وكافة الزملاء على تحقيق الفوز، قبل أن يقاسمهم الفرحة في نهاية اللقاء بعد الظفر بالنقاط الثلاث. في العودة وجد نفسه في المدرجات ... فشعر بالظلم لكنه هذه المرة لم يفهم شيئا في تصرف بن شيخة الذي لم يكتف فقط بإخراجه من حساباته، بل إنه أرسل به إلى المدرجات كي يتابع اللقاء رفقة الوافد الجديد فراج والحارس دوخة، ما جعله يمتعض من قرار الإبعاد الذي لم يكن له أي مبرر مقنع سوى أن المدرب لا يحمله في قلبه على حد ما أعرب عنه اللاعب لمقربيه. عيبه أنه طيب فوق اللازم ويرفض الإحتجاج أو إنتقاد مدربه ورغم استياء اللاعب من مدربه حسب مصادرنا دائما إلا أنه لم يُظهر له شيئا من ذلك الغضب، ولم ينتقد قراره لا عبر وسائل الإعلام ولا لرفاقه، كما أنه لم يحتج على قراره ولو بطلب الاستفسار عن سر هذا التهميش غير المبرر مثلما كان يفعل البعض من قبل عندما لا يقحمون أساسيين في المباريات، والتزم الصمت مقررا عدم التفوه ولو بكلمة ضد بن شيخة رغم رحيله، وهذا هو عيب مجاني الذي نشهد له ويشهد له مقربوه أنه طيب فوق اللازم ويرفض الاحتجاج أو الدفاع عن حقوقه حتى عندما يشعر بالظلم. ما الذي فعلنا ب عنتر يحيى وبوڤرة في المحور؟ وسواء شارك مجاني أو “كانافارو” في زمانه أو حتى أفضل المدافعين في العالم ضد المنتخب المغربي سهرة يوم السبت المنقضي، فإن منتخبنا ما كان لينجو من الخسارة بالنظر إلى الوجه الشاحب الذي ظهر به جميع اللاعبين، إلا أننا نتساءل عمّا فعله عنتر يحيى وبوڤرة في المحور؟ فهل هذان العنصران كانا أجدر بالمشاركة من تلك التي كانت على مقعد البدلاء؟ أكيد لا، فهل كانا أجدر بالمشاركة من مجاني الذي كان في المدرجات؟ أكيد لا، لأن هذين العنصرين عبث بهما بن عطية وتلاعب بهما حاجي والشماخ مثلما شاؤوا وبديا لنا جميعا على حقيقتهما. علاقته باردة ب بن شيخة منذ مجيئه وتشير مصادرنا إلا أن العلاقة بين بن شيخة ومجاني بدت باردة منذ قدوم المدرب المستقيل من منصبه، وهذا عكس علاقته مع عدد كبير من اللاعبين الآخرين، وتضيف مصادرنا أن بن شيخة لم يكن يحدث مجاني إلا نادرا، ما يؤكد أنه يا إما لا يحمله في قلبه مثلما يفكّر مجاني أو أنه لم يكن مقتنعا به. حتى صعوده إستقبله الناخب المستقيل ببرودة وإن كان مطمور قد استقبل بالأحضان من طرف بن شيخة لدى التحاقه بتربص “لامانغا كلوب” بعد أن ضمن وفريقه البقاء ضمن “البونسدليغا”، وإن كان عنتر يحيى قد استقبل بالأحضان هو الآخر من طرف مدربه الذي واساه على تضييع الصعود إلى مصاف الكبار في ألمانيا، فإن استقبال مجاني بعد التحاقه وهو سعيد بتحقيق الصعود إلى الدرجة الأول من البطولة الفرنسية مع ناديه “أجاكسيو” كان استقبالا باردا لخصته كلمة واحدة من بن شيخة تجاهه “مبروك عليك” وكفى، وهو تصرف غريب من مدرب عانق مطمور وعنتر يحيى بعد وصولهما، وأحجم عن فعل ذلك مع لاعب مثلهما يمثل الألوان الوطنية. في منتخبنا يوجد أساسيون لا أحد يملك الجرأة لإبعادهم ما حدث لمجاني، وحدث للاعبين آخرين كمترف، جابو وآخرين، يدل على أن العقلية في المنتخب لن تتغيّر ما دام المدربون يسعون دوما إلى إرضاء من يجدونهم أساسيين، وهي حقيقة لا بد أن تقال، إذ هناك عدد من اللاعبين لا يستحقون أن يكونوا حتى في المدرجات وليس فقط على كرسي الاحتياط، لكنهم مع ذلك يجدون أنفسهم يوم المباريات أساسيين، ولا حرج إن قلنا أن مكان عنتر يحيى وبوڤرة في اللقاء الأخير كان في مدرجات ملعب مراكش الكبير إلى جانب مغني ومنصوري وليس ضمن التشكيل الأساسي، ومكان جبور في اليونان جنب شاشته الصغيرة لمتابعة اللقاء لا أن يكون رأس الحربة المنتظر منه تسجيل الأهداف، ومكان لحسن ويبدة في المسبح إلى جانب غزال للراحة والاستمتاع بعطلة الصيف... لكنهم للأسف صاروا أساسيين فوق العادة لا يجرؤ أي أحد على إبعادهم. لديه عروض بالجملة و“كايزر سبور” يُريده وبعيدًا عمّا يشعر به مجاني من ظلم و”حڤرة” بلغنا أن اللاعب المنشغل حاليا بقضاء عطلته الصيفية أوكل مهمة النظر في مستقبله الكروي لمناجيره الخاص الذي يدرس العروض الكثيرة التي وصلته من أندية فرنسية في القسم الأول وأخرى يونانية، بالإضافة إلى عرض مغر من تركيا، وبالضبط من نادي “كايزر سبور” الذي يلعب له الجزائري الآخر كريم زياني. اللاعب يتلقى نصيحة باللعب في القسم الأول الموسم المقبل وبعدها الرحيل وإن كان اللاعب وحسب مصادرنا يفكّر بجدية في تغيير الأجواء، وخوض تجربة أخرى خارج فرنسا قد تكون في تركيا مع نادي “كايزر سبور” إلا أن ذات المصادر أكدت لنا أن مجاني تلقى نصيحة من مقربيه باللعب على الأقل لموسم واحد في القسم الأول من البطولة الفرنسية، سواء مع ناديه الصاعد “أجاكسيو” أو نادٍ آخر من الأندية التي طلبت خدماته، حتى يكتسب مزيدًا من التجربة والخبرة في المستوى العالي، على أن يغادر بعدها نحو بطولة أخرى، وهي النصيحة التي قد يعمل بها.