عندما دافعنا وبصوت عال عن وسط الميدان يزيد منصوري عقب ذلك الذي حدث له في ملعب “فورت” مع الأنصار خلال المباراة الودية أمام المنتخب الإماراتي.. لم نفعل ذلك لجمال عيونه، أو طيبته أو جديته وحبه للوطن وتلبيته نداءات المنتخب الوطني في كلّ مرة. بل أنّ ضميرنا المهني فرض علينا ذلك من جهة، فضلا عن أنّ الفترة التي تعرض خلالها إلى تصفيرات الاستهجان من طرف الأنصار، هي فترة حساسة تتطلب تركيزا وهدوءا وتشجيعا من طرف الأنصار لا شجبا كذلك الذي طاله بما أنّ الأمر يتعلق بالتحضير لنهائيات كأس العالم. ويومها تنبأنا وقلنا إن الأمر قد ينعكس على معنوياته ومردوده أيضا سلبا، وأجزمنا بأن المنتخب هو من سيكون الخاسر في نهاية المطاف، وليس منصوري أو فلان أو فلتان. وها هي الأجواء هنا في “سان لامير” توحي بأنّ من خططوا لضرب منصوري حققوا حتى الآن مبتغاهم، وهم يسيرون بخطى ثابتة إلى تحقيق أبعاد أخرى، في حال ما ألقت القضية بظلالها سلبا على معنويات كافة المجموعة، وأيضا على نتائج المنتخب خلال المباريات المقبلة. كان شارد الذهن وشاحب الوجه وتفادى الصحفيين ولعل ما وقفنا عليه صبيحة أمس خلال الحصة التدريبية لدليل على أن من استهدفوا منصوري حققوا حتى الآن أهدافهم الأولى، لأننا ومباشرة بعد دخولنا الحيز المخصص لمحاورة اللاعبين، استهدفت أعيننا منصوري الذي كنا نرغب في معرفة شعوره الآن بعدما مرّ على الحادثة بعض الوقت، لكنه تفادانا جميعا وكان الوحيد الذي رفض المرور على رجال الإعلام من أجل الإدلاء بتصريحات وحوارات. حيث بقي على خط التماس ينتظر انتهاء رفاقه من إجراء الحوارات مع الصحفيين، قبل أن يلتحقوا به وتنطلق الحصة التدريبية وقد فارقت البسمة شفتي قائد المنتخب الوطني الذي بدا أيضا شارد الذهن، شاحب الوجه، ما يؤكّد حقا أنه لا زال وإلى حدّ كتابة هذه الأسطر متأثّرا ومصدوما لما حدث له. تفادى أسئلة إضافية حول الموضوع نفسه ومن المؤكّد أنّ منصوري تحاشى أن يزيد الطّين بلّة كما يقال عندما تحاشى مواجهة الصحفيين وأسئلتهم التي كانت حتما سترتكز على ما تعرض له من طرف الأنصار يوم السبت الماضي بملعب “فورت” بألمانيا، ففضلّ أن يبقى بعيدا عن الأنظار وأسئلة الصحفيين. كلّ أفراد المنتخب يرفعون من معنوياته وشعورا منهم بأن ما حدث له لم يكن أمرا عاديا يتم تجاوزه بسهولة، لا زال اللاعبون يسعون بشتى الطرق أن يرفعوا من معنويات قائدهم المحبطة لتجاوز محنته هذه، واستعادة مزاجه المرح وروحه التي افتقدها يوم السبت الماضي، منذ أن ُمس في كرامته من طرف أنصار المنتخب الوطني في المهجر. ومن يدري فقد ينجح اللاعبون في إعادة الروح إلى منصوري، وجعله ينسى كل شيء، ويركز فقط في ما ينتظرهم سويا من تحديات ومهام صعبة، بداية من لقاء سلوفينيا الذي تفصلنا عنه ثلاثة أيام فقط. هل هو قادر على رفع التحدي في ظل حالته النفسية السيئة؟ وفي ظل حالته النفسية المهزوزة، لا ندري إن كان منصوري سيستعيد ثقته في النفس خلال الفترة القصيرة التي تفصلنا عن لقاء سلوفينيا، لأن ما لمسناه أمس منحنا الانطباع بأنه فقد تركيزه كلية للمونديال، وأنه لا زال يفكر في الذي حدث له يوم السبت الماضي في ألمانيا فقط. وفي ظل كل هذا لا ندري إن كان سيقدر على رفع التحدي الذي وعد به يوم حاورناه، من أجل الرد على منتقديه فوق المستطيل الأخضر، وهو ما نتمناه له في الحقيقة، لأنه ومهما تحدث البعض عن تراجع مستواه، إلا أنه يبقى قطعة أساسية وقائدا للمجموعة إلى إشعار آخر. سعدان تفطن للأمر ويضع احتياطاته وحسب ما لاحظناه أمس خلال الحصة التدريبية، فإن الناخب الوطني رابح سعدان تفطّن للأمر، بعدما لاحظ بأنّ قائد مجموعته تأثر كثيرا لما حدث له، حيث قام بدوره كمسؤول أول على هذه المجموعة، وكمربٍ للاعبيه في آن واحد، وانفرد بلاعبه ورفع من معنوياته المحبطة، كما يكون قد فكر حتى في بديل إن تطلب الأمر ذلك في حال ما إذا استقرت الحالة النفسية السيئة لمنصوري من يومنا إلى موعد وصول لقاء سلوفينيا، وحينها سيكون من الضروري الاكتفاء بإشراك الثنائي لحسن - يبدة سويا عوض اللعب بثلاثة مسترجعين. منصوري: “نعرف كل شيء عن المنتخب الإنجليزي وسنفاجئ الجميع في المونديال“ في حديث مقتضب خص به صحيفة “أنديباندانت “ الجنوب إفريقية وتناقلته العديد من المواقع الإلكترونية العربية أكد لاعب المنتخب الوطني يزيد منصوري أن “الخضر“ سيظهرون بوجه جيد في مونديال جنوب افريقيا وأنهم على أتم الإستعداد لقول كلمتهم أمام فرق المجموعة الثالثة، رغم صعوبة المهمة أمام فرق كبيرة من عيار إنجلترا التي اعتبرها قائد التشكيلة الوطنية الأقوى في المجموعة المذكورة والأوفر حظا لإقتطاع ورقة العبور إلى الدور الثاني. وركز منصوري في حديثه مع الصحيفة الجنوب إفريقية على اللقاء المرتقب بين الجزائروإنجلترا يوم 18 جوان الجاري مؤكدا أن الجزائريين يعرفون كل شيء عن منتخب “الأسود الثلاثة“ في حين لا يعرف الإنجليز عنا -يقول منصوري- سوى الشيء القليل، وهو عامل مهم للوقوف في وجه أشبال كابيلو ومباغتتهم لاسيما -يستطرد منصوري- أن التشكيلة الجزائرية تشكل مجموعة قوية ومتجانسة وتتميز بسرعة فائقة خصوصا في الهجمات المرتدة، كما أنها تدافع بشكل جيد وترتكب أخطاء قليلة وهو عامل مهم للصمود أمام منتخبات من قيمة إنجلترا.