لحسن : “المنتخب لازال غير جاهز بصفة نهائية”

بقلب مفتوح وبصراحته المعهودة يفتح لنا مهدي لحسن قلبه من جديد في حوار تحدث فيه عن الكثير من الأمور التي تهم “الخضر” قبيل 5 أيام فقط من أول مباراة سيلعبها المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا،
حيث حدّثنا عن الأجواء التي وجدها المنتخب في بلاد نيلسون مانديلا، عن رأيه فيما حدث لمنصوري وكيف أنه تأثر للأمر وأكد أنه كان يتوقع مثل هذه الأمور قبل مجيئه الى “الخضر”، إضافة إلى أشياء مهمة أخرى تطالعونها في هذا الحوار الشيّق...
كيف تشعرون الآن بعد أن وصلتم إلى جنوب إفريقيا؟
نحن سعداء بالوصول أخيرا إلى جنوب إفريقيا، والآن الجميع يفكر في المنافسة بما أننا دخلنا فيها بمجرد وصولنا الى هنا، فقد انطلقت بالنسبة لنا كأس العالم خاصة أنه لم يبق لدينا سوى خمسة أيام لإجراء أول مباراة لنا أمام سلوفينيا.
وكيف تجري الأمور في ذهن اللاعبين؟
الأمر يختلف عند كل لاعب، فلكل واحد طريقة تفكيره، وكل لاعب كيف يرى الأمور، لكن مجرد وصولنا هنا الى جنوب إفريقيا يجعلنا نفكر أن الوقت قد حان للدخول في المنافسة، ونشعر أنه لم يبق لنا وقت طويل من العمل.
وكيف تعيش الأجواء الإفريقية حاليا؟
صراحة لقد استقبلنا بطريقة جيدة أينما حللنا، والمكان الذي نقيم فيه هو مكان جميل وهادئ، ونحن في ظروف ممتازة، وحتى في التدريبات وجدنا ظروفا ممتازة، فالميادين ملائمة للغاية، لهذا لا يوجد شيء نشتكي منه خاصة أن التنظيم محكم للغاية، لذا أؤكد أننا في ظروف رائعة.
ماذا عن اللقاء الأخير الذي أجريتموه مع المنتخب الإماراتي، ما الذي احتفظتم به من هذه المواجهة؟
يمكن القول أننا احتفظنا بالفوز الذي حققناه، وهذا لأن المنتخب لم يفز في أي مباراة منذ فترة طويلة، لكن بالمقابل يجب أن لا ننسى أن هناك العديد من الأمور التي يجب أن تصحح قبل مواجهة سلوفينيا، فالمنتخب ليس جاهزا بصفة نهائية، أمر جيد بالنسبة لنا أن نفوز في آخر مواجهة ودية حتى نكسب الثقة في أنفسنا.
كيف ستلعبون مواجهة سلوفينيا، وما هو أهم شيء بالنسبة لك؟
في المنتخب الجزائري لا يوجد أي لاعب سبق له أن لعب كأس العالم، وهو ما يجعل الأمر صعبا للغاية على الجميع، لكن الجميع يشعر بالمسؤولية ويعرف أن اللقاء الأول أمام سلوفينيا هو الأهم بالنسبة لنا، ففي رأيي الخاص المنتخب السلوفيني هو الأضعف من بين المنافسين الآخرين الذين سنواجههم، لهذا لا يجب التفريط في هذا اللقاء فالخسارة أمام سلوفينيا تعني أن الأمور ستكون صعبة للغاية بالنسبة لنا من أجل المرور الى الدور الثاني، لذا أعتقد أن مصيرنا في كأس العالم سيلعب هذا الأحد.
الأمر الغريب هو أن نفس الشيء قيل لنا من طرف السلوفينيين عندما جئنا معهم في نفس الرحلة؟
نعم هذا أمر طبيعي، فمن المنتظر أن يقولوا نفس الشيء بخصوصنا، فالخسارة في اللقاء الأول تعني تضييع الكثير من الحظوظ، فسنلعب أمام انجلترا وسيكون الأمر أصعب، وبعدها سنواجه الولايات المتحدة، أعتقد أننا استرجعنا ثقتنا في أنفسنا بعد الفوز الأخير أمام الإمارات، ونعرف أنه يجب بذل أقصى مجهوداتنا في اللقاء الأول لأنه الأهم في المجموعة.
لكن عندما نفوز على منتخب بفضل هدية من طرف أحد اللاعبين هل نشعر أننا لازلنا أقوياء مثل السابق ؟
لا، هذا غير صحيح، فمثلما قلته لك من قبل، فرغم أننا فزنا بهذا اللقاء لا يجب أن نغتر فالمنتخب ليس جاهزا بصفة نهائية، وقد بقي لنا أسبوع من التحضيرات يجب أن نستغله من أجل العمل بجد والعودة الى مستوانا الحقيقي بسرعة، حتى نكون جاهزين يوم الأحد القادم أمام سلوفينيا، فالأهم الآن هو أن نكون جاهزين لهذا اللقاء.
ماذا ينقص بالتحديد في المجموعة وطريقة اللعب في الدفاع أو الهجوم، حسب رأيك؟
لا ينقص أي شيء، فتأكد أن كل الأمور تسير على أحسن ما يرام في الخطوط الثلاثة، فكثيرون يقولون بأن الخط الأمامي لا يسجل الأهداف، أو الدفاع يتلقى الكثير من الأهداف في المباريات الأخيرة، ولكن فيما يخص المهاجمين لو وصلتهم كرات حاسمة لا أعتقد أنهم سيضيعونها، ما يعني أن المسؤولية تقع على الجميع وليس المهاجمين فقط، وعليه فيجب اللعب بكتلة واحدة والتحام كبير حتى نتمكن من الوصول إلى الأهداف المنشودة وتقديم وجه مشرف في مبارياتنا التي تنتظرنا في المونديال، وكما تعلمون فينتظرنا عمل كبير من كل النواحي فلا يخفى عليك أن المنتخب ضم عدة لاعبين جدد في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من أن الوقت كان ضيقا للغاية لكن لا تزال أمامنا خمسة أيام سنحاول فيها ترتيب ما يمكن تريبه قبل مواجهة سلوفينيا.
ومن الجانب الفني، هل ترى أنكم في المستوى الذي كنتم تتطلعون إليه أو لا يزال أمامكم أمور أخرى؟
أعتقد أن هذا الأمر يخص المدرب رابح سعدان وما ينقص في الجانب الفني، لأنه هو الذي وضع الخطط التكتيكية في المباريات الودية التي لعبناها لكي يصل إلى أهدافه، فنحن اللاعبين لا ندري لحد الآن بأي طريقة سنلعب 4-4-2 أو 3-5-2 ، فأنا شخصيا أعتقد أن الخطة ستتغير عدة مرات حتى في لقاء واحد وهذا حسب معطيات كل مباراة، وبالنسبة لي فطريقة اللعب لا تهم كثيرا لأن الأهم يبقى في أن نكون جاهزين ب 120 بالمائة من الجانب البدني والتحضير النفسي لكل مباراة سنخوضها، فحينها أنا متأكد من أننا قادرون على تقديم مباراة كبيرة.
هل تكلمتم مع المدرب حول طريقة اللعب وأنكم قادرون على تغييره؟
لا، إطلاقا، ليس بعد، لكن سبق لنا الحديث مع المدرب في عدة أمور، فقد قمنا بعمل كبير خلال التربص وأجرينا عدة تمارين لتطبيق خطط تكتيكية مختلفة ترقبا لأي طارئ قد يحدث في المباراة، وعليه فقد تطرقنا إلى مختلف الحالات لكن لحد الآن لم يقم المدرب بالحديث معنا حول الطريقة التي سنلعب بها هذا الأحد أمام سلوفينيا.
ماذا يعني لك أن يحيّيك الأنصار بحرارة كبيرة عند خروجك في مباراة الإمارات، والعكس بالنسبة للقائد منصوري الذي خرج تحت تصفيرات الاستهجان ؟
صراحة لقد تأثرت كثيرا لما حدث مع منصوري، ولا أفهم سبب هذه التصرفات وردود الأفعال من طرف الأنصار في المدرجات بعد خروجه بطلب من المدرب قصد إجراء تغيير عاد، فلو تتذكر فهو نفس الشيء الذي كنت أتحدث عنه قبل مجيئي إلى المنتخب الوطني وصرّحت لك به لمّا كنت معي في سانتاندير، فقد توقّعت أن تحدث كل هذه الأمور وتأكد أن هذا الأمر لا يريحني إطلاقا ولا يشرّفني، فهناك شخص قدّم الكثير للجزائر ولا يزال قادرا على تقديم المزيد وكما ترون الآن هناك من وصل به الأمر إلى غاية التصفير عليه بطريقة غير رياضية، فلا يمكنني أن أستوعب كيف يمكن أن ينسى الجميع كل ما قدمه هذا اللاعب طيلة الفترات التي تواجد فيها مع المنتخب الوطني، وعليه فلا يجب استصغار كل ما قدّمه لأن يزيد قدّم الكثير من التضحيات في سبيل رفع راية الجزائر عاليا، وأنا متأكد أنه قادر على المواصلة مع المنتخب حتى بعد المونديال، وهناك نقطة سأتطرق إليها هي أن هناك من الأنصار من يفضّلون لاعبا على آخر فهذا أمر مشروع في كرة القدم، لكن لما يضيّع هذا اللاعب مثلا تمريرته الأولى في الدقيقة الثانية من اللقاء فلا يحق لنا أن نلومه أو نصفر عليه بتلك الطريقة، وعليه فأنا من جهتي أرفض هذه الصافرات وأدرك جيدا أن منصوري يعيش ظروفا صعبة في الوقت الراهن، وعلى الجميع أن يساعده وأنا سأكون أولهم.
هل تحدثتم مع منصوري ؟
نعم لقد تحدثنا معه، ولكن لم أتحدث معه على حدة، وأدرك جيدا ما سيشعر به في هذه الحالة، وهي أمور لا يجب فهمها لأنها بكل بساطة أمور غير مفهومة، فيمكننا أن نصفّر أو ننتقد لاعبا عن تراجع مستواه وأدائه فوق الميدان، لكن ليس أن نصفر عليه بعد الدقيقة الثانية فهو أمر لا يمكن أن يستوعبه أي شخص عاقل، خاصة لما تكون صافرات الاستهجان من كل أرجاء الملعب وحول قائد الفريق الذي يحمل القميص الوطني منذ أكثر من 10 سنوات.
ألا تقول في قرارة نفسك بأن ما يحدث مع منصوري اليوم يعود سببه إليك، بانضمامك إلى المنتخب من جهة، ومن مردودك الطيب من جهة أخرى ؟
لا أبدا، لا أفكّر في أنني السبب وراء ما يحدث لمنصوري، فأنا هنا مع المنتخب فقط من أجل القيام بواجبي وتقديم الإضافة المنتظرة مني، وصراحة فأنا غير سعيد بما يحدث ليزيد لأنه لا يستحق كل ما يحدث معه بحكم طيبته وكل ما قدمه للمنتخب منذ عدة سنوات.
تدرك جيدا أن الجماهير الجزائرية وكل المتتبعين يأملون في مشاهدتك إلى جانب يبدة كثنائي في وسط الميدان، أو حتى ڤديورة في حال لم يتمكن يبدة من المشاركة بسبب إصابته، ما قولك ؟
يقولون كل هذه الأمور على الرغم من أن منصوري قدم مباريات في المستوى في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة ولم يكن سيئا، ونفس الشيء في لقائنا أمام المنتخب الإماراتي فقد كان في المستوى المطلوب، ولكن الأنصار والمتتبعين يقولون هذا وقد نسوا أنه منذ سنتين فقط من الآن كان محبوبا جدا لديهم ويهمهم كثيرا في إحداث التوازن بين الخطوط الثلاثة، ولكن اليوم ليس عاديا أن ينتقدوه بهذه الطريقة ويجب احترام قرارات الناخب الوطني مهما كانت، وليس الوقت مناسبا للتصفير على لاعب ما، لأننا كلنا في المنتخب الوطني بأمسّ الحاجة إلى الدعم من طرف الجميع قبل ساعات قليلة من انطلاق المونديال، وعن منصوري فبإمكانه أن يلعب دورا كبيرا في كأس العالم، والمهم أننا بأمسّ الحاجة إلى خدمات ال 23 لاعبا في هذا المونديال حتى يستخدمهم المدرب حسب حاجاته.
لو حدث لك نفس الشيء في يوم ما، كيف ستكون ردة فعلك على تصفيرات الاستهجان من طرف الأنصار الذين يدافعون عنك في الوقت الراهن ؟
في حال لعبت 10 سنوات في المنتخب الوطني وأرى الأنصار ينتقدونني ويصفّرون عليّ، لن أتقبلها وستؤثر في شخصي كثيرا لأنه ليس من السهل استيعاب مثل هذه التصرفات وأنت الذي قدّمت كل ما لديك في وقت سابق في سبيل رفع راية الجزائر عاليا ولا تزال ترمي بكل ثقلك من أجل ذلك، وأقل شيء بالنسبة لأنصارنا أن يتذكروه هو أن يزيد منصوري كان مع المنتخب في السراء والضراء وعاش أوقات مختلفة طيلة هذه العشرية، وعلينا أن نحترم على الأقل كل هذه المعطيات، فأنا من بين المحظوظين لأنني لست معنيا بالانتقادات والصافرات في الوقت الراهن لكن يمكن أن يحدث لي في أي وقت، ودائما أقول أن هذه التصرفات غير مقبولة وغير عادية خاصة لمّا يتعلق الأمر بلاعب قدّم الكثير للجزائر ويصفرون عليه في الدقيقة الثانية من اللقاء عقب تمريرة خاطئة.
إذن هذا ما يمكن اعتباره بالانتقاد المفرط ؟
نعم هو كذلك، ففي الوقت الراهن الجميع ضده لكن أنا أعتقد أنه أقوى من أن يتأثر بكل ما حدث له وأتمنى أن يقدّم مباريات كبيرة في المونديال ويكون ذلك أحسن رد من طرفه لأنه صراحة لاعب كبير ويعرف جيدا كيف يتصرف بحكم الخبرة الطويلة في الميادين وحنكته، وتأكد أنه سيساعدنا كثيرا في هذا المونديال وعلينا الآن أن نركز أكثر من أي وقت مضى على المباراة الأولى أمام سلوفينيا لأننا في قلب الحدث.
كيف هي الحالة المعنوية للاعبين قبيل خمسة أيام من المباراة الأولى للمونديال ؟
مثل ما قلته لك في السابق كل لاعب كيف يفكر، وكل لاعب كيف يتعامل مع الأمر، بالنسبة لي لعب كأس العالم يثير حماستي، خاصة أنه ربما لن تتاح أمامي الفرصة للعب مونديال آخر في حياتي، لذلك أفكر في منح كل ما لدي خلال اللقاءات الثلاثة التي تنتظرنا لأنها قد تكون الوحيدة التي قد ألعبها في حياتي في هذه المنافسة، ويجب أن نستمتع بهذا المونديال، ويجب علينا نحن اللاعبين أن نستغل هذا الامتياز الذي نملكه، ويجب علينا أن نحسن تمثيل بلدنا الجزائر.
وهل تعتقد أن الضغط سيكون كبيرا في الميدان ؟
لا أعتقد ذلك، أنا من جهتي لا أرى الأمر هكذا، ففور نزولي أرضية الميدان أركز فقط على لقائي، ولا أفكر في عدد الأنصار الموجودين في المدرجات، سواء كان هناك 5 آلاف، أو20 ألف، أو100 ألف مناصر فالأمر لا يهمني، كل ما يهمني هو ما يكون موجودا فوق الميدان فقط، ولا أبالي بما يحدث وأنا ألعب دائما بنفس الحماس، وفي نهاية المطاف ما هي إلا مباراة في كرة القدم لا أكثر ولا أقل.
هل سيحضر مبارياتكم في المونديال بعض أفراد عائلتك ؟
نعم سيحضر كل من والدي وشقيقي لمشاهدة مبارياتنا في المونديال.