“عيسى حياتو إنتهازي وبالنسبة لي لا أعتبره إفريقيا“ “مهزلة كوجيا كشفت المستور ولقب مصر مشكوك فيه“ لا شك أن عقوبة حرمان منتخب طوغو من المشاركة في دورتين من كأس أمم إفريقيا نزل كالصاعقة عليكم، أليس كذلك؟ أفضّل في البداية أن أتكلّم عن مباراة منتخبكم الوطني أمام مصر التي يجب الوقوف عندها لأن كل شيء فيها كان يوحي بأنها غير عادية على الإطلاق. كيف ذلك؟ تابعت المباراة من بدايتها إلى نهايتها واكتشفت أن الحكم إرتكب أخطاء لا تُغتفر إطلاقا في هذا الدور المتقدّم من منافسة كأس إفريقيا، حيث أرى أن بعض القرارات حطّمت المنتخب الجزائري، على غرار طرد المدافع المحوري وركلة الجزاء التي كانت قاسية جدا وأثّرت في معنويات زياني والآخرين، وكان من الأجدر على الحكم أن يطبّق القانون بحذافيره وعدم التعامل بحساسية. إذن الحكم يتحمّل مسؤولية الإقصاء ... ليست مسؤولية كاملة بما أن حتى دور اللاعبين الجزائريين كان كبيرا وكنت أتمنّى لو حافظوا على هدوء أعصابهم وسيّروا المباريات ببرودة دم كما فعلوا في التصفيات، لكنهم إختاروا وسيلة أخرى هي التعصّب وهو الأمر الذي جعلهم يدفعون الثمن ويرتبكوا أخطاء فادحة... لكن هذا لا يمنع من القول إن كوجيا كان لئيما إلى حد بعيد. لكن هناك إجماع على أن الحكم هو الذي أخرج لاعبينا من المباراة ... مباراة مصر والجزائر كشفت المستور وأكدت أن هناك قوة خفية تدير شؤون الكرة في القارة السمراء وتحكيم كوجيا فضح هؤلاء... أرى أن أي منتخب مكان الجزائر كان سيشعر أن حقه هُضم في اللقاء، إلا أن هذا لا يمكن أن يُبرّر دخول الجزائريين في لعب نظرائهم من مصر الذين يبقى اللقب الذي أحرزوه مشكوكا فيه، على الرغم من مشوارهم الجيد في الدورة. وما ذا عن نتيجة (4-0) التي إنتهى عليها اللقاء؟ لا أعتبرها مقياسا يُمكن أن نحكم به على أن المنتخب الجزائري ضعيف، لأن في مثل هذه المباريات تأثير العوامل البعيدة عن الإطار الرياضي عادة ما يكون حاضرا بقوة، وعلى هذا الأساس يجب على أي شخص أن يُشاهد المباراة حتى يحكم على مستوى الفريقين، على كل حال الجزائر دفعت ثمن طرد ثلاثة لاعبين بسبب توترهم. هل ترى أنّ هذا الإقصاء سيؤثّر في لاعبينا خلال كأس العالم؟ لا أعتقد ذلك بما أن المعطيات ستختلف كثيرا في المونديال ونوعية التحكيم ستكون مختلفة تماما عن تلك التي شاهدناها في دورة أنغولا، وأظن أن أي خطأ من طرف أصحاب البذلة السوداء سيجعلهم يدفعون الثمن غاليا، وهناك فقط يمكن للمصريين أن يكتشفوا إمكانات اللاعبين الجزائريين الحقيقية. لنتكلّم الآن عن العقوبة التي سلطتها “الكاف” على منتخب طوغو بحرمانه من المشاركة في نسختين من كأس أمم إفريقيا؟ إنها فضيحة .. لقد تعّرضنا إلى صدمة حقيقية بعد هذا القرار وأتساءل بأي منطق تم تسليط تلك العقوبة علينا... فالكل كان يعرف أن معنويات لاعبي طوغو كانت في الحضيض بعد أن شاهدوا الموت في كابيندا ولم يعد باستطاعتهم أن يلعبوا مباراة في كرة القدم. الظاهر أنك مستاء كثيرا من “الكاف”؟ ليس من “الكاف” فقط، بل من رئيسها عيسى حياتو الذي اكتشفت أنه شخص إنتهازي ويخدم مصالحه الضيّقة باسم كرة القدم، وأنا مستاء أكثر مما تصوّرون وكان الأجدر ب عيسى حياتو أن يُراعي مشاعر الشعب الطوغولي قبل أن تتخذ هيئته مثل ذلك القرار... أنا محبط جدا وحياتو أثبت أنه بعيد كل البعد عن التسيير الجيد ل “الكاف” ومن الضروري أن يُراجع نفسه، وتيقنت أنه بالرغم من أنه كاميروني إلاّ أنه لا ينتمي إلى القارة السمراء إطلاقا وأساء إليها بشكل رهيب. ماذا تنتظرون الآن؟ وقفة جادة وحازمة من الدول الإفريقية لأن هذه العقوبة لا يمكن السكوت عليها، وأنا من موقعي كمحلل وكتقني ومشرف على العارضة الفنية لمنتخب طوغو أقول إن الإساءة إلى منتخب دولة معينة هي إساءة لكل دول القارة السمراء، وباعتباركم إعلاميون جزائريون فإني أناشدكم أن توصلوا ندائي إلى روراوة وأطلب منه أن يتدخل على غرار المغاربة والتونسيين من أجل وضع حد أمام هذه المهزلة، وهذا الأمر سيؤثر لا محالة في معنويات اللاعبين بما أن ما حصل في كابيندا ليس ذنبهم. لماذا لم تتقدموا بطعن إلى “الفيفا”؟ عن أي طعن تتحدّثون!؟ إذا كان الصمت هو اللغة التي اتخذتها “الفيفا” بخصوص حادثة الإعتداء على حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة التي لم تفصل فيها إلى حد الآن، فكيف تريدونها أن تنظر إلينا بعين الرضا... وبالمناسبة فإني أنتظر أن تسلّط عقوبات قاسية على مصر بسبب ذلك وإذا حصل العكس فإنه يُمكن القول إنها جريمة في حق الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، لأنه من العار الإعتماد على سياسة الكيل بمكيالين بين شعوب القارة الواحدة. هل يُمكن أن نعرف الإجراءات التي ستتخذونها؟ لقد تم إتخاذ قرار يقضي برفع دعوى قضائية ضد رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم وكذا رئيس الحكومة الأنغولية بسبب عجزهم على توفير الأمن لبعثة رياضية، وهي الدعوة التي رفعناها في أحد محاكم باريس وننتظر الفصل في القضية في المواعيد القادمة، لأن ما حصل لنا غير رياضي ولا بد من أن تراجع “الكاف” قراراتها. الظاهر أن آمالك مازالت كبيرة من أجل تخفيض العقوبة ... ليس تخفيض العقوبة فقط، بل رفعها نهائيا بما أن منتخب طوغو لا ذنب له فيما حصل في كابيندا والإنسحاب كان بقرار من السلطات العليا للبلاد... وآمل أن يكون هناك تضامنا من الدول الأخرى حتى لو وصل الأمر إلى مقاطعة الدورات المقبلة لأننا أفارقة وإذا لم نتضامن فيما بيننا، فإننا سنكون عرضة إلى مؤامرات أكبر ولا ندري من سيكون الضحية القادمة، بما أن الأمور تعدت الإطار الرياضي وأصبحت المصالح تحكم القائمين على كرة القدم في إفريقيا.